نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
البرازيل شريك استراتيجى - صوت العرب, اليوم الاثنين 18 نوفمبر 2024 07:42 مساءً
مصر، إذن، مع العشرين الكبار، للمرة الرابعة، وأسعدنا تثمين الرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا المشاركة المصرية الفاعلة فى اجتماعات مجموعة العشرين على مدار العام، ووصفه لها بأنها جاءت داعمة لأولويات الدول النامية. كما استحقت البرازيل، رئيس الدورة الحالية للمجموعة، إشادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، لحرصها على تضمين تلك الأولويات فى جدول أعمال القمة، وإطلاقها التحالف العالمى لمكافحة الجوع والفقر، فى ظل تنامى التحديات الجيوسياسية والاقتصادية والاجتماعية على المستوى العالمى.
على هامش أعمال القمة التاسعة عشرة لمجموعة العشرين، التقى الرئيسان، السيسى ودا سيلفا، للتباحث بشأن عدد من القضايا الدولية والإقليمية، ومناقشة سبل تعزيز العلاقات الثنائية، واتفقا على مواصلة التشاور والتنسيق فى المحافل الدولية، على ضوء الثقل الإقليمى لكلا البلدين، وتقارب مواقفهما من مختلف القضايا، وجهودهما المشتركة لتطوير وإصلاح منظومة الحوكمة الدولية، لتعكس مصالح دول الجنوب، و... و... وانتهى اللقاء بالتوقيع على بيان مشترك بشأن ترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، بالتزامن مع مرور ١٠٠ سنة على إقامة العلاقات الدبلوماسية المصرية البرازيلية.
إلى جانب عضويتهما فى «حركة عدم الانحياز»، يجمع البلدين، أيضًا، تحالف الدول النامية، المعروف باسم «مجموعة الـ٧٧»، ثم تجمّع «بريكس». كما يجمعهما، كذلك، موقفهما الداعم للقضية الفلسطينية، وحل الدولتين، كسبيل وحيد، لتحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة. ولدى تباحث الرئيسين، أمس، بشأن الأوضاع الإقليمية، جرى التوافق، مجددًا، على ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار فى قطاع غزة ولبنان، وتوسيع الاعتراف الدولى بدولة فلسطين، ورفض أى محاولات لتصفية القضية الفلسطينية.
فى منتصف نوفمبر ٢٠٢٢، أجرى الرئيس البرازيلى المنتخب، الذى لم يكن قد تولى السلطة بعد، اتصالًا تليفونيًا بالرئيس السيسى، أشاد خلاله بما حققته مصر خلال السنوات العشر الماضية من تقدم ملموس على صعيد الإصلاح الاقتصادى وتحقيق التنمية الشاملة، معبرًا عن تطلعه إلى تطوير التعاون الثنائى فى المجالات المختلفة. وفى ١٤ أكتوبر ٢٠٢٣، تلقى الرئيس السيسى اتصالًا تليفونيًا آخر من نظيره البرازيلى جرى خلاله التباحث بشأن مختلف أبعاد الوضع المتردى فى قطاع غزة. ثم التقى الرئيسان، فى ٩ سبتمبر التالى، بالعاصمة الهندية نيودلهى، على هامش مشاركتهما فى القمة السابقة لمجموعة العشرين، قبل أن يزور الرئيس البرازيلى القاهرة، منتصف فبراير الماضى، ويستقبله الرئيس السيسى.
المهم، هو أن الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، حسب البيان المشترك، تستند إلى سبعة اعتبارات، تبدأ بـ«الالتزام بالمبادئ المنصوص عليها فى ميثاق الأمم المتحدة وغيرها من قواعد القانون الدولى»، وتنتهى بـ«وضع خطة عمل، من خلال القنوات الدبلوماسية، تحدد المبادرات اللازمة لتنفيذ الشراكة الاستراتيجية»، مع الاتفاق على تحديث هذه الخطة بانتظام لـ«تعكس ديناميكية العلاقات الثنائية». وبين هذين الاعتبارين، اتفق البلدان على تعزيز الحوار والتفاهم من خلال تكثيف العلاقات الدبلوماسية، واللقاءات الثنائية، وتبادل الزيارات بين المسئولين رفيعى المستوى والقطاعات الوطنية الأخرى، والتركيز على احتياجات التنمية الاجتماعية والاقتصادية لكلا البلدين، والسعى إلى تحقيق المنفعة المتبادلة.
نصّ البيان المشترك، أيضًا، على تعزيز المشاورات والتنسيق حول القضايا المدرجة على جدول الأعمال الثنائى، وكذلك حول القضايا الإقليمية والمتعددة الأطراف ذات الاهتمام المشترك، على أساس أهداف السياسة الخارجية المشتركة، إضافة إلى تكثيف التعاون فى المجالات السياسية والدبلوماسية ومجالات السلام والأمن والدفاع والاقتصاد والتجارة والاستثمار و... و... وغيرها من المجالات التى سيتم تحديدها لاحقًا. والأهم، هو أن البلدين اتفقا على الدفاع عن تعزيز التعددية، وإصلاح المؤسسات الدولية، خاصة الهيكل المالى العالمى، والأمم المتحدة، ومجلس الأمن التابع لها، لجعلها أكثر تمثيلًا وشرعية وفاعلية.
.. وتبقى الإشارة إلى أن الدولة الصديقة، الشريك الاستراتيجى الجديد لمصر، هى شريكنا التجارى الأول فى منطقة أمريكا اللاتينية، ومدخل الصادرات المصرية إلى تلك المنطقة. كما أن لدى البلدين رغبة مشتركة قوية فى تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية، الثنائية ومتعددة الأطراف، فى ضوء سعى البرازيل إلى توسيع التجارة مع دول القارة الإفريقية، التى تُعدّ مصر البوابة الرئيسية للوصول إليها.
0 تعليق