نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
خبراء: إفريقيا أرض الفرص الواعدة.. والطيران المدني المصري يرسخ التعاون مع القارة - صوت العرب, اليوم الأحد 24 نوفمبر 2024 01:42 مساءً
تسعى مصر منذ عقود إلى تعزيز مكانتها كمحور أساسي في مجال الطيران المدني في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتأتي هذه الجهود ضمن رؤية استراتيجية شاملة تهدف إلى دعم التعاون المشترك بين مصر ودول القارة السمراء في مجال النقل الجوي، مما يعزز الروابط الاقتصادية والثقافية ويدفع بعمليات التنمية المستدامة.
وما حدث مؤخرا أكبر دليل على أن مصر تسعى للتعاون بشكل فعال حيث انعقاد الدورة الـ56 للجمعية العامة لاتحاد شركات الطيران الأفريقية (AFRAA) في القاهرة يؤكد الدور المحوري الذي تلعبه مصر في قطاع الطيران الأفريقي كونة منصة لتبادل الأفكار والخبرات بين أكثر من 500 شخصية مؤثرة في القطاع من رؤساء شركات الطيران والمطارات وسلطات الطيران المدني وموردي الخدمات وقطع الغيار.
ومن جهته أكد الدكتور سامح الحفني وزير الطيران المدني، أن مصر ملتزمة بمواصلة تقديم الدعم وتبادل المعرفة والخبرات من أجل تطوير قطاع الطيران الأفريقي ليكون مستدامًا ومبتكرًا.
وأضاف الحفني، في تصريحات صحفية، أن استراتيجية الطيران المدني تمثل رؤية مستقبلية شاملة تهدف إلى تحقيق الاستدامة، وتقليل الانبعاثات، وتعزيز التعاون الإقليمي، وزيادة الربط بين دول القارة الأفريقية وبفضل تاريخها الطويل وخبراتها الواسعة، تبقى مصر شريكًا موثوقًا للدول الأفريقية في تطوير صناعة الطيران وتحقيق الازدهار المشترك.
وذكر أن مصر تتمتع بعلاقات تاريخية قوية مع دول أفريقيا، وخلال العقود الماضية، ساهمت مصر في تقديم الدعم الفني والتدريبي لمئات من الطيارين وفرق الصيانة الجوية من مختلف البلدان الأفريقية. كما وفرت خبرات في إدارة المطارات وتطوير بنيتها التحتية، مما يساهم في بناء قاعدة قوية لصناعة الطيران المدني في القارة.
استراتيجية الطيران
وأضاف الوزير، أن أهم محاور استراتيجية مصر للطيران المدني في الفترة الأخيرة هو التزامها بتحقيق الاستدامة البيئية. تعمل وزارة الطيران المدني المصرية على تطبيق أحدث تقنيات تخفيض الانبعاثات الكربونية، بما يتماشى مع الأهداف العالمية للحفاظ على البيئة وتقليل الآثار السلبية للطيران على المناخ.
كما تسعى إلى إدخال طائرات حديثة تتميز بكفاءة في استهلاك الوقود، ما يساعد على خفض الانبعاثات الضارة وزيادة الكفاءة التشغيلية.
وأوضح أن استراتيجية مصر تركز على زيادة عدد الرحلات الجوية بين القاهرة والمدن الأفريقية الكبرى، بهدف تسهيل حركة الأفراد والبضائع وتعزيز الروابط بين دول القارة. تستثمر مصر للطيران في فتح مسارات جديدة وتشغيل رحلات مباشرة، مما يسهل التنقل ويخفض من التكاليف الزمنية والمادية، ويعزز من التبادل التجاري والسياحي بين الدول الأفريقية.
وأكد المهندس يحيى زكريا رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران، أن ما يميز القارة الأفريقية عن الأسواق الناشئة الأخرى هى الإمكانيات الهائلة التى تتمتع بها أفريقيا، وثقافاتها المتنوعة ومناظرها الطبيعية الشاسعة، مما يجعلها فرصة فريدة لربط الناس وتحفيز النمو الاقتصادي من خلال الطيران.
وأضاف أننا فى مصر ندرك أن الطيران المدني هو محرك أساسي للنمو الاقتصادي حيث تم ضخ استثمارات كبيرة في البنية التحتية وتحديث المطارات وتوسيع أنظمة إدارة الحركة الجوية، كما شهد مطار القاهرة الدولي فى عام 2023زيادة بنسبة 31٪ في حركة الركاب، مما يعكس الطلب المتزايد على السفر الجوي في المنطقة.
وحث على التركيز على التعاون المشترك مؤكًدا أن تعزيز الشراكة أمر ضروري وذلك من خلال العمل معًا، ومشاركة الموارد، ومواءمة استراتيجياتنا، حيث يمكننا ذلك من تعزيز الكفاءة التشغيلية، وخفض التكاليف، وتوسيع شبكاتنا، مما يسمح لنا بخدمة عملائنا بشكل أفضل.
ولفت إلى أن “إير كايرو” أيضا أصبحت تعلب دورًا مهمًا في دعم الربط الجوي، حيث تسيّر رحلات إقليمية تخدم مناطق أفريقية عدة، مما يدعم التكامل الإقليمي ويعزز من فرص التعاون الاقتصادي.
خبراء: أفريقيا أرض الفرص الواعدة
ومن جهته أكد الدكتور سعيد البطوطي عضو مفوضية السفر الأوروبية، أن التعاون الإقليمي على مستوى القارة يعتبر ضرورة في ظل الظروف الراهنة، لذا يجب ترقية التعاون في جميع ميادين الأنشطة البشرية من أجل رفع مستوى السكان في القارة (18% من سكان العالم) والمحافظة على الاستقرار الاقتصادي وتحسينه وتشجيع العلاقات الوثيقة والسلمية بين دولها والمساهمة في التقدم والتطور والاندماج الاقتصادي، وأيضا تحقيق توافق السياسات بين مختلف المجموعات الاقتصادية الجهوية القائمة وباقي التجمعات الاقتصادية.
وتابع: “الحقيقة مصر تربطها مع إفريقيا شراكة استراتيجية على المستويين السياسي والاقتصادي، وتتمتعان بدعم سياسي متبادل، يبرز جيدا في تبنى وجهات النظر المشتركة حيال عدد من القضايا الإقليمية والدولية، خاصة القضية المحورية للمنطقة وهي القضية الفلسطينية”.
وأكد البطوطي، أن استضافةً مصر لقادة الطيران الأفريقي يعتبر فرصة هائلة في ظل الظروف الراهنة من أجل تنمية وتفعيل التعاون الإقليمي مع البلدان الأفريقية ولا سيما في مجال السياحة والطيران، طبعا إلى جانب النواحي الاقتصادية الأخرى. ودعم التعاون الإقليمي عبر القارة الأفريقية الغنية بالموارد الطبيعية والبشرية والتي آن الأوان لحسن إدارتها واستثمارها بشكل سليم.
ونوه أن قارة أفريقيا ينمو الطلب السياحي فيها بشكل متسارع جدا، وأيضا حركة النقل الجوي، فبيانات العام الحالي تبين أن السياحة تنمو في القارة السمراء بنسبة حوالي 7% فوق مستويات 2019 (قبل وباء COVID-19)، في حين أن شركات الطيران الأفريقية شهدت زيادة في الطلب بنسبة 15.5% على أساس سنوي، وارتفعت السعة بنسبة 10.4% وعامل الحمولة إلى 73%.
ولفت إلى أن النقل الجوي يعتبر قطاعا مهما ومنعشا للتقدم الاقتصادي بالمنطقة، وعامل هام للربط بين دول القارة والأشخاص والثقافات، ويوفر نفاذا إلى الأسواق العالمية ويسهل التجارة والسياحة. كما يعتبر قطاعا متجددا ومنعشا للتقدم الاقتصادي والاجتماعي، يربط الأشخاص والدول والثقافات، ويوفر نفاذا إلى الأسواق العالمية ويسهل التجارة والسياحة. كما يوفر الطيران شبكة نقل سريعة في العالم اجمع، مما يجعله ضروريا في الأعمال الدولية والسياحة بحيث يقوم بتسهيل النمو الاقتصادي، خاصة في الدول السائرة في طريق النمو.
فرص لتعزيز التعاون بين مصر وأفريقيا في مجال الطيران المدني
وأكد الخبير السياحي إلهامي الزيات، أن تعزيز التعاون بين مصر والدول الأفريقية في قطاع الطيران المدني فرصة لتحقيق منافع مشتركة تعود بالنفع على جميع الأطراف من خلال الاستفادة من الخبرات المصرية وتطبيقها في مجالات التدريب، التكنولوجيا، والاستدامة، يمكن أن تشهد القارة السمراء تطورًا ملحوظًا في قدراتها الجوية، مما يعزز من تكاملها الاقتصادي ويقوي من الروابط بين دولها.
كذلك الاستفادة من الموقع الجغرافي المتميز: مصر تربط بين ثلاث قارات: أفريقيا، آسيا، وأوروبا. يمكن استغلال هذا الموقع لجعل مصر مركزًا لعمليات الربط الجوي بين الدول الأفريقية وبقية العالم، مما يعزز التبادل التجاري والسياحي ويجعل من القاهرة بوابة جوية مهمة لأفريقيا.
وأضاف الزيات، أن الشراكات الاستثمارية في البنية التحتية للطيران، مثل تطوير المطارات والمرافق الجوية، ويمكن لمصر أن تكون شريكًا استثماريًا في مشاريع البنية التحتية بالدول الأفريقية، مما يساعد في تحسين قدرات النقل الجوي وتوسيع نطاق الخدمات المقدمة. بخلاف التكنولوجيا والابتكار وأنظمة الحجز الإلكتروني والتتبع الذكي للشحنات.
كما يمكن أن تتعاون مع شركات الطيران الأفريقية في مجال البحث والتطوير لتحسين كفاءة التشغيل وتقليل التكاليف وتسهيل تنقل الأفراد والبضائع بين دول القارة، خاصة عبر تفعيل اتفاقيات السماوات المفتوحة. هذا التكامل يمكن أن يؤدي إلى فتح مزيد من المسارات الجوية المباشرة، مما يزيد من فرص التعاون الاقتصادي والسياحي وأخيرا التوجه نحو الاستدامة، خاصة أن مصر من الدول التي أثبت التزامها بتقليل الانبعاثات، يمكن تعزيز التعاون مع الدول الأفريقية في تطوير في مجال الطيران من برامج مشتركة لتعزيز استدامة الطيران. الذي يشمل ذلك استخدام الوقود الحيوي، تطوير تقنيات خفض استهلاك الوقود، واعتماد الطائرات الصديقة للبيئة.
الوصول إلى صفر كربون بحلول عام 2050
وكشف ولى والش الأمين العام للاتحاد الدولى للنقل الجوى (IATA) أن أفريقيا تمثل 18% من إجمالى سكان العالم و3% من الناتج القومى العالمى، المنظمة ترتكز على دعم أعضائها بشكل فعال ودعت شركات الطيران غير الأعضاء الانضمام إلى المنظمة لضمان أعلى معيار من الأمان العالمى وتبادل البيانات بشكل كبير لتعزيز الامن، وأن افريقيا قامت بالكثير لزيادة معدلات الأمان فى مجال الطيران المدنى منذ عام 2020.
وتابع الأمين العام للاتحاد الدولى للنقل الجوى (IATA)، أننا نسعى إلى الوصول إلى صفر كربون بحلول عام 2050 وهو ما يعد قضية مهمة لمستقبل الكوكب، مؤكدا أن الاتحاد الدولى للنقل الجوى (IATA) سيساهم بنسبة 60% فى إنخفاض الكربون فى أفريقيا، ودعا قادة الطيران فى أفريقا لضرورة التواصل معًا لتوصيل القارات بعضها ببعض ومواجهة التحديات العالمية فى صناعة النقل الجوى من ارتفاع اسعار الوقود والضرائب مؤكدا أن أفريقا لديها قدرات هائلة تمكنها من التغلب على التحديات وتحقيق المزيد من التقدم في صناعة النقل الجوى
الطيران ركيزة أساسية للنمو الاقتصادي
أكد عبد الرحمن بيرثي السكرتير العام للاتحاد الأفريقي (AFRAA) تتمتع أفريقيا بموقع استراتيجي فريد وثروة سكانية شابة ومتزايدة. هذه المميزات تجعل القارة وجهة مثالية لزيادة الاستثمار في مجال الطيران المدني. من المتوقع أن تشهد القارة ارتفاعًا ملحوظًا في الطلب على الرحلات الجوية خلال السنوات القادمة، مع تزايد النشاط الاقتصادي وتحسن معدلات النمو في العديد من البلدان.
وأضاف برثي، أننا نسعى نحو تعزيز الاتصال عبر أفريقيا من خلال تبنى مبادرات منها إنشاء سوق النقل الجوي الأفريقي الموحد لتحقيق التكامل الإقليمي، بالإضافة إلى الجهود المبذولة للحد من انبعاثات الكربون من خلال اتخاذ الخطوات اللازمة نحو إزالة الكربون، والاستثمار في طائرات أكثر كفاءة في استهلاك الوقود، وتحسين عمليات الطيران للحد من استهلاك الوقود، واستكشاف وقود الطيران المستدام.
وشدد على ضرورة الاستمرار في التركيز علي الابتكار والتعاون لضمان أن تلعب صناعة الطيران في أفريقيا دورًا رائدًا في أجندة الاستدامة العالمية، وينعكس هذا النمو في توسع الشبكات، سواء على المستوى المحلي أو الدولي، وحرص السكرتير العام للاتحاد الأفريقي على ضروة رفع جهودنا الجماعية لضمان أن يظل الطيران ركيزة أساسية للنمو الاقتصادي، والاتصال، وتحقيق التنمية المستدامة في القارة الأفريقية.
0 تعليق