أسقط جيش الاحتلال الإسرائيلي قنبلة تزن 2000 رطل مزودة بمجموعة توجيه أمريكية الصنع على مبنى مكون من 11 طابقًا في بيروت في وقت مبكر من الجمعة، وضربت بالقرب من قلب العاصمة اللبنانية، فيما يناقش المسؤولون في لبنان المسودة الجديدة لاقتراح وقف إطلاق النار المدعوم من الولايات المتحدة.

وقد أدى الهجوم، بحسب ما قالت صحيفة “واشنطن بوست”، اليوم السبت، إلى انهيار المبنى في حي الطيونة، قرب أكبر حديقة في بيروت. 

وجاء ذلك في الوقت الذي كثفت فيه دولة الاحتلال ضرباتها على الضواحي الجنوبية للمدينة في الأيام الأخيرة، وهى المنطقة التي يقول مسؤولون الاحتلال إنها تستضيف مسلحين وبنية تحتية لحزب الله.

ولم يقدم جيش الاحتلال تفاصيل عن الهدف، وفي بيان، قال إن قواته الجوية "نفذت سلسلة من الضربات" ضد "منشآت تخزين الأسلحة ومركز قيادة ومواقع إضافية للبنية التحتية لحزب الله".

حدد ثلاثة باحثين في الأسلحة المتفجرات، التي التقط مصور وكالة أسوشيتد برس صورها، على أنها قنبلة تزن 2000 رطل مع مجموعة توجيه أمريكية الصنع مرفقة بها.

وقال ريتشارد وير، الباحث في الأزمات والصراعات والأسلحة في هيومن رايتس ووتش، بعد مراجعة الصور: "السلاح المستخدم في هذه الضربة يحتوي على مكونات تتوافق مع قنبلة من فئة 2000 رطل مزودة بمجموعة توجيه ذخيرة الهجوم المباشر المشترك (JDAM) المصنوعة في الولايات المتحدة"، حسب واشنطن بوست، اليوم السبت.

وتبادلت إسرائيل وحزب الله، الضربات عبر الحدود منذ اندلاع الحرب في غزة. لكن في سبتمبر، صعدت دولة الاحتلال حملتها العسكرية ضد الجماعة في لبنان، ووسعت نطاق ضرباتها، وغزت معاقل حزب الله في الجنوب وقتلت زعيمها منذ فترة طويلة، حسن نصر الله.

اقتراح أمريكي لوقف إطلاق النار في لبنان

وأغرقت الحرب المنطقة في مزيد من الاضطرابات وأثارت التوترات بين  إسرائيل وإيران، فيما سعت الولايات المتحدة، وهي حليف رئيسي لدولة الاحتلال، إلى تهدئة القتال، وتكثيف المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وقال مسؤولون لبنانيون الجمعة إنهم يراجعون أحدث اقتراح أمريكي وأرسلوا نسخة إلى حزب الله الذي فوض قادته رئيس البرلمان نبيه بري بالتفاوض نيابة عنهم.

وقال بري  إن المناقشات حول تفاصيل الخطة جارية. وقال ان "العمل يتقدم"، فيما قال مستشار لحركة “أمل” الذي ينتمي إليه رئيس البرلمان، إن لبنان سينقل رده إلى الولايات المتحدة اليوم.

وقال المساعد "الجو العام جيد ومعظم النص "مقبول" من قبل الزعماء اللبنانيين.

تفاصيل المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار في لبنان

وقال مسؤولون إن الاقتراح يستند إلى حد كبير على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، الذي أنهى آخر حرب بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006. 

ويدعو القرار حزب الله إلى الانسحاب من جنوب لبنان ويقول إن الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة فقط يجب أن تعمل في المنطقة التي تحد إسرائيل، ورفضت المتحدثة باسم السفارة الأمريكية في بيروت التعليق على الأمر.

وفي اجتماع عقده الجمعة مع مستشار كبير للمرشد الأعلى الإيراني، حث رئيس الوزراء اللبناني المؤقت نجيب ميقاتي الوفد الإيراني على دعم لبنان في جهوده للتوصل إلى وقف إطلاق النار، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الوطنية.

وقال ميقاتي لعلي لاريجاني، المستشار الكبير، في إشارة إلى دعم إيران لحزب الله: "من الأهمية بمكان تجنب الإجراءات التي قد تخلق حساسية بين الفصائل اللبنانية أو تفضل مجموعة على أخرى".

وفي وقت لاحق، قال لاريجاني في مؤتمر صحفي في بيروت إن إيران ستدعم أي قرار تتخذه الحكومة اللبنانية. وقال: "نحن لسنا هنا لتقويض أي مبادرة"، مضيفًا: "أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو الذي يزعزع استقرار المنطقة".