نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أمل سالم يروى لـ"الدستور" تفاصيل إنشاء كمال خليفة لنادى سينما أتيليه القاهرة - صوت العرب, اليوم الثلاثاء 12 نوفمبر 2024 01:42 صباحاً
فقدت الحركة التشكيلية المصرية اليوم واحدا من أهم داعميها والمحافظين على تراثها المصور الكبير ومدير أتيليه القاهرة سابقا الفنان كمال خليفة، والذي يعد واحدا من الفنانين المصورين المعدودين في مصر، عن دوره البارز كواحد من حراس الثقافة.
ويقول الشاعر والناقد أمل سالم: في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي قادتني قدماي إلى آتيليه القاهرة، وهناك قابلت رجلًا يشبه الفن! كثيف الشعر، كثّ الشارب، ممسكًا غليونه، وحول وجهه سحابة كثيفة من الدخان.
كمال خليفه أشبه برجل يخرج من لوحات فان جوخ
وتابع سالم: كان الفنان كمال خليفة أشبه برجل يخرج من لوحات "فان جوخ"، تحاشيت النظر إليه، وجلست، أدار الفنان أسطوانة على جهاز "بيك اب" فانبعث منها موسيقى لم أكن أعرفها، فليس بيني وبين الموسيقى أي صلة، فجأة وجّه لي سؤالًا عن السيمفونية، التزمت الصمت، فانطلق يشرح لي "كارمينا بورانا".
وأكد صاحب "أردية مهترئة لديوتيسوس": علمني الأستاذ كمال الاستماع إلى "السمفونيات العالمية"؛ فقد كان يشغّلها كل يوم في الأتيليه، ولفترة ظننت أن اهتمامه ينصب على الموسيقى فقط، لكنه كان غير ذلك؛ إذ تفاجأت بثقافته الوسيعة في الفن التشكيلي، والتصوير، والتصوير الضوئي... ولم يكن يبخل على أحد بالمعلومات، أو بالكتب، أو المساعدة قدر ما يستطيع وأكثر.
قصة إنشاء نادي سينما أتيليه القاهرة
وأشار سالم إلى أنه عندما سأل شابا عن السينما التي يقدمها أتيليه القاهرة، على غرار نادي السينما بالجامعة الأمريكية آنذاك، سارع كمال خليفة بإنشاء نادي سينما بالأتيليه، وكان يذهب إلى المراكز الثقافية التابعة للسفارات الأوربية بالقاهرة لاستعارة الأفلام، ويقوم بتشغيلها بآلة عرض كان يستعيرها أيضًا على مسئوليته الشخصية، والأكثر أنه كان يستعين بأحد الأعضاء لترجمة الفيلم للحضور، بل طوّر من ذلك أيضًا؛ فقد استعان بمتخصصين لشرح مزايا الفيلم وخصائصه، وصار الحضور هائلًا للدرجة التي كنّا نضطر فيها إلى غلق الباب لامتلاء المقاعد. لقد استطاع كمال خليفة أن يحول الآتيليه في هذه الفترة إلى منارة ثقافية حقيقية استفاد منه الكثير من الشباب.
ولأنه كان عضوًا بمجلس الإدارة فقد كان يهتم بنظافة المكان وترتيبه بشكل لا يصدق، لقد كان يعتبر أن آتيليه القاهرة واجهة للثقافة الإنسانية ويجب أن يليق بها.
وأذكر أنه غاب عن الأتيليه عقدين كاملين، وعندما عاد منذ سنتين، دخل إلى قاعة الندوات، وكنت خلفه مباشرة، فرأيته ينظر إلى الكراسي المترّبة بأسىً، ثم أخذ في البكاء؛ فلفترة كبيرة قضاها الفنان الشامل والنبيل كمال خليفة في الآتيليه كان حارس الثقافة الأمين.
0 تعليق