شهدت العاصمة الإندونيسية جاكرتا اليوم حادثاً مأساوياً بعد اندلاع حريق كبير في مبنى مكوّن من سبع طبقات، الحادث أسفر عن وفاة 17 شخصًا على الأقل وإصابة عدد آخر، وفقًا لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية، وقد اندلع الحريق في الطابق الأول من المبنى نحو الساعة 12:50 ظهرًا بالتوقيت المحلي، وانتشر بسرعة نحو الطوابق العليا كما أفادت تقارير.

المبنى كان يؤوي مكاتب شركة تيرا درونز إندونيسيا التي تقدم خدمات الطائرات المسيرة في مجالات الزراعة والتعدين، وعند اندلاع الحريق كان بعض العاملين داخل المبنى يتناولون الغداء بينما غادر آخرون مكاتبهم، مما زاد من حجم المأساة، وهرعت فرق الإطفاء إلى الموقع وشارك نحو 29 شاحنة في محاولة السيطرة على النيران وإجلاء العاملين.

تفاصيل الحادث

سُمع صراخ من عالقين في الطوابق العليا، حيث اضطر بعضهم للفرار باستخدام سلالم الطوارئ بينما واجه آخرون صعوبة في التنفس بسبب الدخان الكثيف، وبعد ساعات من الجهود، تم إخماد الحريق، لكن البحث عن ضحايا إضافيين مستمر، والمسؤولون يشيرون إلى أن الحريق قد يكون ناتجًا عن عطل في بطارية، حيث يحتوي المبنى على منشآت لتخزين واختبار بطاريات الطائرات المسيرة.

تحقيقات جارية

حتى الآن، لم تصدر تحقيقات رسمية تؤكد سبب الحريق بدقة، لكن الشرطة الإندونيسية بدأت تحقيقات واسعة تشمل مراجعة سلامة المبنى ومدى التزام الشركة بمعايير الأمن والسلامة، وقد أثارت وفاة 17 شخصًا، بينهم نساء وموظفون كانوا في منتصف يوم عملهم، صدمة كبيرة داخل إندونيسيا وخارجها، حيث وصف شهود العيان مشهد الدخان الأسود وألسنة اللهب التي انتشرت بسرعة في المبنى، بينما كان ذوو الضحايا ينتظرون في المستشفيات للحصول على أخبار عن أحبائهم.

مخاوف متزايدة

هذا الحادث أعاد إلى الأذهان المخاوف بشأن سلامة المباني المكتظة في عواصم ذات كثافة سكانية مثل جاكرتا، خاصة عندما تستخدم هذه المباني لأغراض صناعية أو تقنية تشمل معدات كهربائية وبطاريات طاقة عالية، لذا فإن الحادث يفتح النقاش حول ضرورة تحسين معايير السلامة في الأماكن المزدحمة لضمان حماية الأرواح.