رغم الأجواء المتفائلة التي يروج لها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الاقتصاد، إلا أن الكثير من الأمريكيين لا يشعرون بنفس التفاؤل، فالواقع يبرز ارتفاع تكاليف المعيشة بشكل مستمر، من أسعار الغذاء إلى الإيجارات والرعاية الصحية، وهو ما يؤثر على حياة الأسر بشكل مباشر.

التصريحات الرسمية والتحديات اليومية

خلال تجمع جماهيري في بنسلفانيا، أكد ترامب أن الأسعار بدأت في الانخفاض وأن إدارته تعمل بجد لإعادة القدرة الشرائية للمواطنين، مشيرًا إلى أن ملف المعيشة يأتي على رأس أولوياته في الوقت الحالي، كما أشار إلى تراجع أسعار الوقود والبيض في محاولة لتهدئة مخاوف الناخبين من التضخم.

لكن الواقع يقول شيئًا آخر، فأسعار العديد من السلع الأساسية لا تزال مرتفعة، والمواطنون يشعرون بعبء الزيادات الكبيرة في الإيجارات ومصاريف رعاية الأطفال، مما يجعل هذه القضايا ورقة ضغط سياسية تلوح بها المعارضة الديمقراطية، خاصة بعد تحقيقها تقدمًا في بعض الانتخابات المحلية الأخيرة.

الإجراءات الحكومية والاستجابة الشعبية

أعلنت إدارة ترامب عن مجموعة من الإجراءات التي تهدف لتخفيف الضغوط عن المواطنين، مثل إلغاء بعض الرسوم الجمركية على المنتجات الغذائية وإعادة تقييم بعض قيود كفاءة الوقود، كما أظهر استطلاع للرأي تحسنًا طفيفًا في شعبية ترامب، حيث ارتفعت نسبة تأييده إلى 41%، ولكن هذا لم يغير المزاج العام القلق لدى الكثيرين وخاصة الطبقة المتوسطة.

قصص المواطنين تعكس الضغوط اليومية، مثل قصة ألينا هانت التي فقدت عملها في إحدى شركات المقاولات بعد تأثير الرسوم الجمركية على القطاع، حيث ارتفعت فاتورة احتياجاتها الغذائية بشكل ملحوظ، وهو ما يعكس التحديات التي يواجهها المواطنون في ظل ارتفاع الأسعار.

الوضع الاقتصادي وآفاق المستقبل

على الرغم من أن الوضع الاقتصادي ليس بالأمر الكارثي، إلا أنه بعيد عن المثالية، فثقة المستهلكين تراجعت بشكل ملحوظ، ويتوقع الخبراء نموًا محدودًا هذا العام، بينما لا يزال التضخم أعلى من المعدلات المستهدفة، مما يعني أن الأسعار ستستمر بالارتفاع حتى لو كانت الزيادة أقل من ذروتها في السنوات الماضية.

وبينما يؤكد بعض مؤيدي ترامب أن الأزمة الاقتصادية هي نتاج تراكم سنوات، فإن الكثيرين يواصلون الشعور بغلاء الأسعار، حيث تواصل الحكومة دعم المزارعين المتضررين من الحرب التجارية مع الصين، مما يشير إلى أن الاقتصاد يبقى أحد الملفات الحساسة في الشارع الأمريكي، مع اقتراب الانتخابات حيث سيحكم الناخبون على النتائج وليس على الوعود.