في تطور جديد، قام الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بدعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لقبول صفقة للسلام مع روسيا قبل عيد الميلاد، محذرًا من أن أوكرانيا قد تواجه مزيدًا من الخسائر إذا تم تأجيل ذلك، وأكد ترامب أن الهدف من هذه الصفقة هو إنهاء النزاع بسرعة وتخفيف الضغط على العالم بأسره.
وفي الوقت نفسه، أعرب زيلينسكي عن استعداده لإجراء انتخابات وطنية خلال فترة تتراوح بين ستين إلى تسعين يومًا، رغم أن بلاده لا تزال تحت قانون الطوارئ بسبب الحرب، لكنه أشار إلى ضرورة الحصول على ضمانات أمنية جدية من الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين لتمكين إجراء الانتخابات، وهو ما يمثل تحولًا كبيرًا، حيث كانت الانتخابات في السابق مستحيلة وسط القصف المستمر ووجود ملايين النازحين والمقاتلين في الصفوف الأمامية.
تحديات الصفقة الأمريكية
تثير دعوة ترامب لقبول الصفقة الكثير من التساؤلات في كييف وحولها، خاصة حول إمكانية التنازل عن أراض مثل منطقة دونباس مقابل وعود بالسلام والأمن، حيث ترفض بعض الدول الأوروبية تقديم أي تنازلات خوفًا من أن يؤدي ذلك إلى إضعاف سيادة أوكرانيا، مما يشكل تحديًا كبيرًا أمام خطة السلام الأمريكية.
أزمة وهوية أوكرانيا
تواجه أوكرانيا الآن مفترق طرق، فإما أن تقبل صفقة السلام التي قد تضعف بعض خطوطها الحمراء مقابل وعود، أو ترفض الصفقة وتستمر في السعي لإجراء الانتخابات رغم الظروف الصعبة، وتعتبر الأزمة الحالية اختبارًا لمستقبل الدولة وهويتها السياسية وحق الشعب الأوكراني في تقرير مصيره.
ومع استمرار الضغوط الأمريكية، يتزايد التردد الأوروبي والأوكراني، مما يزيد من حالة الغموض ويضع المنطقة في حالة ترقب للقرار النهائي، ويشير المحللون إلى أن أي خطوة نحو السلام أو الانتخابات ستؤثر بشكل مباشر على الاستقرار الإقليمي وقدرة أوكرانيا على إدارة سياستها الداخلية والخارجية في الأشهر القادمة.
ستكون ردود الفعل الدولية حاسمة لتحديد مدى نجاح أي اتفاق أو الانتخابات المزمعة وتأثيرها على موازين القوى في المنطقة، ومع استمرار المفاوضات، يبقى مستقبل أوكرانيا ومسار الحرب الروسية الأوكرانية في قلب الاهتمام الدولي، مع توقعات بزيادة الضغوط الأمريكية والأوروبية على كييف لاتخاذ قرار واضح في أقرب وقت ممكن.

