في خطوة مثيرة للجدل، أعرب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن مخاوفه بشأن صفقة استحواذ محتملة لشركة “نتفليكس” على “وارنر براذرز ديسكفري” بقيمة 72 مليار دولار، حيث اعتبر أن الحصة السوقية للكيان الجديد قد تمثل مشكلة كبيرة، تأتي هذه التصريحات في وقت حساس تشهد فيه صناعة السينما انتقادات واسعة بشأن تأثير الصفقة على المنافسة في السوق، مما قد يستدعي تدخل الجهات التنظيمية لمراجعة هذه الصفقة بشكل دقيق.

مخاوف ترامب وتأثير الصفقة على السوق

خلال حديثه، أكد ترامب أنه التقى بالرئيس التنفيذي لشركة “نتفليكس” تيد ساراندوس، مشيراً إلى ضرورة أن تمر الصفقة بإجراءات قانونية واضحة، وعبّر عن قلقه من أن الحصة السوقية الكبيرة التي ستنتج عن هذا الاندماج قد تؤدي إلى مشاكل مستقبلية، وقد انخفضت التوقعات بشأن إتمام الصفقة بحلول نهاية 2026 إلى 23% بعد تصريحاته، بينما ارتفعت أسهم “وارنر براذرز” في السوق بنسبة 1%، وتراجعت أسهم “نتفليكس” بنسبة 1.4%.

مراجعة الجهات التنظيمية

من المتوقع أن تواجه الصفقة مراجعة شاملة من وزارة العدل الأمريكية، حيث سيُنظر في ما إذا كانت ستؤدي إلى احتكار السوق، وبحسب الخبراء، فإن دمج “نتفليكس” مع “وارنر براذرز” قد يرفع حصتها السوقية إلى أكثر من 30%، مما قد يُعتبر غير قانوني، بالمقابل، ستسعى “نتفليكس” لإثبات أن هناك منافسة قوية من خدمات أخرى مثل يوتيوب و”تيك توك”، مما قد يقلل من المخاوف بشأن الاحتكار.

ردود الفعل على الصفقة

لم تقتصر الانتقادات على ترامب فقط، بل أبدى مشرعون من الحزبين مخاوفهم من تأثير الصفقة على المستهلكين، حيث اعتبروا أن إنشاء عملاق بث عالمي قد يضر بالمنافسة، ومع ذلك، يعتقد بعض الخبراء أن الاحتكارات التكنولوجية لا تدوم طويلاً، حيث إن هناك دوماً طرق جديدة للمنافسة والابتكار في السوق.

في حال تمت الصفقة، ستكون “وارنر براذرز” قد استبعدت “باراماونت سكاي دانس” التي كانت تسعى للاستحواذ عليها، مما قد يؤدي إلى صراع سياسي في واشنطن، حيث تعتمد باراماونت على دعم رجال أعمال بارزين، بينما تواصل “نتفليكس” محاولاتها لإثبات عدم احتكارها للسوق.

تبدو الأمور معقدة، لكن الجميع يترقب عن كثب كيف ستؤثر هذه الصفقة على صناعة الترفيه في المستقبل، وما إذا كانت ستحدث تغييرات جذرية في كيفية استهلاك المحتوى.