في خطوة مهمة نحو تعزيز الطاقة النووية، وافقت المفوضية الأوروبية على حزمة دعم لبناء أول محطة نووية في بولندا، مما يبرز التزام الاتحاد الأوروبي بتعزيز الاستثمارات في هذا المجال، حيث أكدت المفوضية أن هذه الحزمة تتماشى مع قواعد مساعدات الدولة داخل الاتحاد.

الحكومة البولندية أعلنت أنها ستقوم بتوفير تمويل كبير لبناء المحطة، والتي تقدر تكلفتها بحوالي 192 مليار زلوتي، وتهدف هذه الخطوة إلى دعم الاستثمار الأوروبي من خلال توفير نحو 14 مليار يورو، وهو ما يغطي حوالي 30% من تكلفة المشروع، ومن المقرر تحويل 4.6 مليار زلوتي (1.9 مليار يورو) في ديسمبر للشركة المسؤولة عن تنفيذ المشروع.

موقع المحطة والمخططات المستقبلية

ستُبنى المحطة في بلدية شوتشيفو شمال بولندا، بالقرب من ساحل بحر البلطيق، لتكون واحدة من أهم العناصر في التحول الطاقي في البلاد، حيث تتولى شركة “بولسكي إليكتروني يادرو” المتخصصة في المحطات النووية تطوير المشروع، والتي ستتلقى دعماً عاماً يصل إلى 60.2 مليار زلوتي (14 مليار يورو) بحلول عام 2030.

رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك أكد أن البناء يمكن أن يبدأ في ديسمبر، مشيراً إلى أن هذه الخطوة كانت ضرورية ولم تكن سهلة، كما ستقوم بولندا بتطوير المحطة بالتعاون مع شركات أمريكية مثل وستنجهاوس وبيكتل، ومن المتوقع أن يتم صب الخرسانة النووية للمفاعل الأول في عام 2028، وستضم المحطة ثلاث مفاعلات بتكنولوجيا AP1000، وبسعة 1,250 ميجاواط لكل مفاعل.

التوقعات المستقبلية

من المتوقع أن تُكتمل الوحدة الأولى بحلول عام 2035، مما سيمكنها من بدء ضخ الكهرباء إلى الشبكة في عام 2036، بينما ستصبح الوحدة الثالثة جاهزة بحلول عام 2038، وفي أوائل أكتوبر، أشار نائب رئيس شركة “بولسكي إليكتروني يادرو” إلى أن حوالي 30 مصرفاً تجارياً من مختلف أنحاء العالم أبدوا اهتمامهم بالمشاركة في تمويل المشروع، مما يعكس اهتماماً كبيراً من قبل المستثمرين الدوليين في هذا المجال.

تتوقع الدراسات أن تصل قدرة المحطة التشغيلية إلى حوالي 88.5% بحلول عام 2040، مما سيوفر لبولندا مصدر طاقة موثوق ومستقر، ويضمن للصناعة الحصول على الطاقة اللازمة لعقود قادمة، مما يعكس أهمية هذه المحطة في مستقبل الطاقة في بولندا.