خفضت الأمم المتحدة حجم نداءها الإنساني للعام المقبل بشكل كبير، حيث أصبح المطلوب 23 مليار دولار فقط، وهو نصف ما كان مستهدفًا هذا العام، وهذا يعكس تراجعًا ملحوظًا في التمويل الذي تقدمه الدول المانحة رغم تزايد الأزمات الإنسانية حول العالم، الأمر الذي سيترك عشرات الملايين دون دعم عاجل، مما يعني أن الأمم المتحدة اضطرت للتركيز على الحالات الأكثر احتياجًا فقط.
تحديات التمويل والاحتياجات الإنسانية
تواجه وكالات الإغاثة تحديات كبيرة، منها المخاطر الأمنية المتزايدة على العاملين في مناطق الصراع، وصعوبة الوصول إلى المتضررين، حيث قال توم فليتشر، رئيس مكتب الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، إن هذه التخفيضات تعني أننا أمام قرارات صعبة للغاية، فنحن نعمل تحت ضغط كبير ونواجه نقصًا حادًا في التمويل، بينما نحتاج إلى تقديم المساعدات في أوقات الأزمات مثل الحروب والكوارث الطبيعية.
الأرقام تتحدث
قبل عام، كانت الأمم المتحدة قد طلبت 47 مليار دولار، لكن هذا الرقم شهد تخفيضات كبيرة بسبب اقتطاعات التمويل من بعض الدول الكبرى، حيث لم تتلقَّ المنظمة سوى 12 مليار دولار حتى الآن، وهو أدنى مستوى خلال السنوات العشر الماضية، مما يغطي فقط ربع الاحتياجات العالمية، وتحدد الأمم المتحدة 87 مليون شخص كأولوية ملحة، بينما يحتاج حوالي 250 مليون شخص إلى مساعدات عاجلة.
الأزمات في المنطقة
تتضمن أولويات النداء الجديد 4 مليارات دولار خاصة بالأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث يعاني قطاع غزة من دمار كبير ترك 2.3 مليون شخص بلا مأوى، كما يأتي السودان وسوريا في قائمة الدول الأكثر حاجة للمساعدات، ويشير فليتشر إلى أن الوضع في تدهور مستمر مع تزايد الجوع والأمراض والعنف، مما يستدعي استجابة سريعة وفعالة من المجتمع الدولي.
في النهاية، تعتمد وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة بشكل أساسي على التبرعات من الدول الغربية، ومع أن الولايات المتحدة تظل أكبر مانح تاريخيًا، إلا أن حصتها من التمويل تراجعت بشكل كبير، مما يزيد من التحديات التي تواجه جهود الإغاثة في هذه الأوقات الصعبة.

