كشف مسؤول أمني إسرائيلي أن الأوضاع على الحدود مع حزب الله تتجه نحو مزيد من التوتر، موضحًا أن تل أبيب ستقوم باتخاذ قرارات تتناسب مع مصالحها الأمنية في المرحلة المقبلة، حيث لا تتوقع إسرائيل أن يوافق حزب الله على التخلي عن سلاحه عبر أي اتفاقات سياسية، مما يعكس غياب الثقة في إمكانية التوصل إلى تسوية دائمة مع الحزب.

تزايد التوتر على الجبهة الشمالية

في السياق ذاته، ذكرت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية أن إسرائيل لن تنتظر إلى ما لا نهاية، مما يلمح إلى إمكانية اتخاذ إجراءات ميدانية إذا لم تتغير الظروف على الحدود اللبنانية–الإسرائيلية، تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه المنطقة قصفًا متبادلًا وتحذيرات من أن أي تصعيد مفاجئ قد يؤدي إلى مواجهة أوسع.

بدأت المواجهة الحالية بين إسرائيل وحزب الله بعد حرب غزة التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023، حيث فتح الحزب جبهة محدودة في الجنوب اللبناني دعمًا لحركة حماس، مستهدفًا مواقع عسكرية إسرائيلية عبر الحدود، وردت إسرائيل بشن ضربات جوية ومدفعية امتدت لتشمل عمق الجنوب والبقاع، ما تسبب في موجات نزوح واسعة في لبنان وإجلاء عشرات الآلاف من الإسرائيليين من بلدات الشمال.

على مدى الأشهر التالية، ارتفعت وتيرة الضربات المتبادلة إلى مستويات غير مسبوقة منذ حرب يوليو 2006، حيث استخدم حزب الله صواريخ دقيقة وطائرات مسيرة، بينما نفذت إسرائيل اغتيالات نوعية داخل لبنان، بما في ذلك استهداف قادة ميدانيين من حزب الله وفصائل حليفة.

جهود التهدئة

مع تزايد المخاوف من انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة، تدخلت أطراف دولية مثل الولايات المتحدة وفرنسا والأمم المتحدة للمساعدة في فرض تهدئة بين الجانبين، حيث تم اقتراح عدة خطوات لوقف إطلاق النار، منها انسحاب قوات حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني وفقًا للقرار 1701، ونشر قوات لبنانية ودولية إضافية، بالإضافة إلى ضمانات أمنية أميركية–فرنسية لإسرائيل.

الهدنة الحالية

مع إعلان واشنطن عن “هدنة مؤقتة” في غزة أواخر 2024، خفف حزب الله من وتيرة هجماته نسبيًا دون توقف كامل، بينما استمرت إسرائيل في القيام بطلعات جوية وهجمات، مما جعل الهدنة هشة وغير رسمية، وبقي الطرفان في حالة استنفار عسكري مستمر مع تبادل تحذيرات بأن أي خرق كبير قد يشعل حربًا شاملة.