صوت العرب

من دمياط إلى تريستا.. مكاسب «خط الرورو»: مضاعفة الصادرات.. وزيادة العملة الصعبة - صوت العرب

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من دمياط إلى تريستا.. مكاسب «خط الرورو»: مضاعفة الصادرات.. وزيادة العملة الصعبة - صوت العرب, اليوم الجمعة 29 نوفمبر 2024 08:09 مساءً

مكاسب كبيرة تحققها خطوة الحكومة بتدشين خط «الرورو» بين مصر وإيطاليا، الذى يسهم فى تحويل مصر إلى مركز إقليمى للنقل واللوجستيات وتجارة الترانزيت، ويعزز قدرتها على أن تكون منطقة لوجستية مركزية بين أوروبا وإفريقيا، ويسهم فى زيادة الفرص التجارية ودعم الصادرات المصرية من المنتجات الصناعية والحاصلات الزراعية من خلال تسهيل نفاذية المنتج المصرى للأسواق الأوروبية.

ويستهدف المشروع الربط بين ميناء دمياط المصرى وميناء تريستا الإيطالى، بهدف تحسين تنافسية المنتجات المصرية وزيادة قدرتها على الوصول للأسواق الأوروبية بأسعار أقل، وجذب الاستثمارات الإيطالية إلى مصر، والتى تقدر حاليا بـ٦ مليارات يورو موزعة على ١٢٣٣ مشروعًا.

كما يسهم المشروع فى تعزيز دور مصر كمركز إقليمى للنقل البحرى واللوجستيات فى إفريقيا والشرق الأوسط، وتسريع نقل الحاصلات الزراعية والبضائع القابلة للتلف إلى الأسواق الأوروبية فى وقت قياسى، عبر تقديم عدة حوافز منها تخفيض رسوم الموانئ بنسبة ٨٨٪ لتشجيع التشغيل الاقتصادى، وتخفيض رسوم مرور الشاحنات على الطرق المصرية إلى ١٠٠ دولار للشاحنة، بدلًا من ٣٠٠ دولار للوارد و٣٥٠ دولارًا للصادر.

وفى السياق ذاته، قال كامل الوزير، وزير النقل والصناعة، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، إن الخط يعزز الاستفادة من الخبرات الأوروبية فى مجال النقل البرى، كما يؤدى لخفض تكاليف الشحن وزمن وصول البضائع؛ الذى من شأنه تعزيز تنافسية المنتج المصرى فى تلك الأسواق، وأيضًا توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للموظفين الإداريين لشركات النقل وشركات الشحن والوكلاء الملاحيين، فضلًا عن توفير أكثر من ٢٠٠٠ فرصة عمل للسائقين المصريين.

ويعمل الممر من خلال محطة حاويات «تحيا مصر ١» التى تتوافر بها معدات على أعلى مستوى وتستوعب أحمالًا تصل إلى ٧٥ طنًا، ما يخدم تشغيل الخط وتسريع تحميل وتفريغ السفن.

وتؤدى أوناش المحطة التى تم استقبالها مؤخرًا دورًا كبيرًا؛ والتى تتكون من ٥ أوناش رصيف عملاقة مخصصة لخدمة تداول الحاويات، كدفعة أولى من إجمالى الأوناش البالغ عددها ١٢ ونشًا، والتى ستصل تباعًا وتعد من أحدث أنواع أوناش الرصيف العملاقة على مستوى العالم من إنتاج شركة «HHMC» الصينية، ومن المنتظر أن تُسهم بشكل كبير فى زيادة كفاءة وسرعة عمليات الشحن والتفريغ الخاص والحاويات داخل المحطة.

وأشار مسئولو الشركة المشغلة لمحطة «حاويات تحيا مصر ١»، إلى أن تلك الأوناش العملاقة تتميز بتقنيات متقدمة وقدرات تُلبى متطلبات التعامل مع السفن الضخمة، كما تمتاز بقدرات رفع عالية تتناسب مع الأوزان الثقيلة للحاويات الكبيرة، والتى قد تصل إلى ٧٥ طنًا، كما أن لديها قدرة وصول إلى ارتفاعات عالية حتى ٥٧.٥ متر من سطح الرصيف، وهى كافية للتعامل مع السفن العملاقة التى تمتد لارتفاع ١١ حاوية مع طول الذراع الخارجية للونش ٧٢ مترًا، ما يسهم فى التعامل مع أكبر عرض لتلك السفن.

بدوره، وصف هشام العيسوى، رئيس المجلس التصديرى للحرف اليدوية، تشغيل خط «الرورو» بين مصر وإيطاليا بأنه نقلة نوعية فى تعزيز حركة التجارة والصادرات المصرية، خاصة فى قطاع الحرف اليدوية، الذى يحتاج إلى حلول نقل فعالة وسريعة للوصول إلى الأسواق العالمية.

وقال «العيسوى»: «الخط البحرى البرى الجديد بين مصر وإيطاليا يسهم فى تقليل تكاليف الشحن، وزمن التسليم، ما يمنح المنتجات المصرية ميزة تنافسية قوية، خاصة فى الأسواق الأوروبية والإقليمية»، مشيرًا إلى أن قطاع الحرف اليدوية بالتحديد سيستفيد بشكل كبير من هذه المبادرة، نظرًا لحساسية المنتجات وجودتها، وحاجتها إلى نقل سريع وآمن.

وأضاف رئيس المجلس التصديرى للحرف اليدوية: «الدولة تعمل على تعزيز البنية التحتية اللوجستية، بما يخدم المصدرين فى جميع القطاعات، وظهر ذلك فى العديد من المشروعات والمبادرات، آخرها كان الخط المصرى الإيطالى»، مشددًا على أهمية التوسع فى مثل هذه المشروعات لدعم استراتيجية التصدير، وزيادة موارد النقد الأجنبى، بما يحقق التنمية المستدامة، ويفتح فرصًا جديدة للمصدرين.

لم يختلف معه خالد أبوالوفا، عضو اتحاد الغرف التجارية، الذى قال إن الخط الجديد يمثل نقلة نوعية فى حركة النقل البحرى والتجارى، ويعد إضافة استراتيجية لدعم الصادرات المصرية، وتنشيط التجارة البينية مع الأسواق العالمية.

وأضاف «أبوالوفا»: «هذا المشروع يسهم فى تخفيض تكاليف النقل، وتقليص الزمن اللازم لنقل البضائع، ما يرفع من تنافسية المنتجات المصرية، ويعزز من قدرتها على الوصول إلى أسواق جديدة».

وأكد أن هذا الخط الجديد يأتى فى إطار رؤية الدولة لدعم البنية التحتية اللوجستية، وتعزيز الربط التجارى مع الدول المجاورة، خاصة فى منطقة البحر المتوسط، مشيرًا إلى أهمية الاستفادة القصوى من هذا المشروع، من خلال تقديم حوافز للمصدرين والمستوردين، وتطوير الموانئ المصرية لمواكبة حركة التجارة المتزايدة.

وواصل: «مثل هذه المشروعات الكبرى تعكس حرص الدولة على دعم القطاع الخاص، وتوفير بيئة ملائمة للنمو الاقتصادى، ما يعزز من فرص العمل، ويسهم فى تحقيق التنمية المستدامة على جميع المستويات».

أما الدكتور عماد أحمد، استشارى النقل والطرق الدولية، فقال إن خط «الرورو» الجديد، بين ميناءى «دمياط» المصرى و«تريستا» الإيطالى، يُعتبر خطوة استراتيجية لتعزيز حركة النقل البحرى، ودعم الصادرات المصرية.

وأضاف «أحمد»: «الخط الجديد يعمل على تعزيز التجارة الخارجية، ويخدم الصادرات الزراعية الطازجة مثل الفواكه والخضروات، التى تحتاج إلى سرعة فى النقل للوصول إلى الأسواق الأوروبية بجودة عالية، خاصة إيطاليا التى تُعد من أكبر مستوردى المنتجات المصرية، وتُوزعها إلى باقى دول أوروبا».

وواصل: «الخط الجديد يعتبر ممرًا أخضر للتعاون الدولى، وبمثابة ممر بحرى سريع وآمن، ما يعزز التعاون الاقتصادى بين مصر وإيطاليا، ويفتح مجالات جديدة للاستثمارات والصناعة بين الدولتين».

وأكمل: «هذه الخطوة تعمل على زيادة التنافسية الاقتصادية بفضل التخفيضات على رسوم الموانئ بنسبة ٨٨٪، وتسهيلات لوجستية أخرى، والتى تُمكن المصدرين المصريين من تحسين قدرتهم التنافسية فى الأسواق الأوروبية، عبر تصدير البضائع سريعة التلف بأسعار تنافسية».

وتابع استشارى النقل: «الخط يعمل على ربط القارات، وهو أمر يدعم دور مصر كمركز إقليمى للنقل واللوجستيات، من خلال الربط بين إفريقيا وأوروبا وآسيا، إلى جانب دعمه مشروعات أخرى مثل القطار الكهربائى السريع، الذى يُعزز تجارة الترانزيت عبر الأراضى المصرية».

واختتم استشارى النقل والطرق الدولية بقوله: «الخط الجديد لا يُعزز فقط الصادرات الزراعية، بل يسهم فى استقطاب استثمارات جديدة، ويجعل مصر مركزًا محوريًا للنقل فى المنطقة».

 

أخبار متعلقة :