صوت العرب

تحتفي به "الثقافة" في ديسمبر.. كيف كانت العمارة باب "شادي عبد السلام" الملكي للسينما؟ - صوت العرب

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تحتفي به "الثقافة" في ديسمبر.. كيف كانت العمارة باب "شادي عبد السلام" الملكي للسينما؟ - صوت العرب, اليوم الخميس 28 نوفمبر 2024 05:18 مساءً

شادي عبد السلام، المخرج المصري العالمي الكبير، والذي أعلنت وزارة الثقافة، عن تنظيم عدد من الفعاليات للاحتفاء به، خلال شهر ديسمبر المقبل، يعد واحدا من أبرز فناني السينما المصرية في القرن العشرين.

محطات في مسيرة شادي عبد السلام

ولد شادي عبد السلام في الإسكندرية عام 1930، وفي العام 1949 تخرج من كلية فكتوريا التابعة لجامعة أكسفورد في بريطانيا، وكانت لديه رغبة لدراسة السينما، ولكن لعدم معهد لدراسة السينما في مصر وقتها، علاوة علي أن أهله كانوا يحتقرون السينما ويرفضون التحاقه بها، التحق شادي بمعهد الفنون الجميلة بالقاهرة لدراسة العمارة.

ويلفت الشاعر البحريني حسن حداد، في كتابه المعنون بـ “شادي عبد السلام صاحب ”المومياء"، علي أن اتجاه  شادي عبد السلام لدراسة العمارة كان عن اقتناع تام، حيث إنه يقدر فن العمارة ويعتبره أساس كل الفنون، متخدا من المخرج الروسي “آيزنشتاين” قدوة له، حيث يعتبر من أبرز منظري السينما في العالم، وقد بدأ مهندسا معماريا.

حصل شادي عبد السلام علي درجة الإمتياز في العمارة ولم تكن لديه الرغبة في العمل كمهندس معماري، فبدأ يفكر في العمل بالسينما، بعد أن أنهي مدة خدمته العسكرية.

ويقول “حداد”: "كان شادي عبد السلام مغرما بالسينما، وإلا لما جاءته الشجاعة لأن يطرق باب بيت المخرج صلاح أبو سيف، ليعمل معه في فيلم “الفتوة”، وكان عمله مقتصرا علي تدوين الوقت الذي تستغرقه كل لقطة. هكذا بدأ شادي عبد السلام، بدأ صغيرا جدا في محراب السينما، ولم يستصغر هذا العمل، لأنه كان مؤمنا بأن الطريق دائما يبدأ بالخطوة الأولي مهما كانت صغيرة.

خطوة علي أول الطريق بدأت بالديكور

بعدها عمل مساعدا لصلاح أبو سيف في أفلام، الوسادة الخالية، الطريق المسدود، أنا حرة، وفي أثناء عمله مع المخرج حلمي حليم في فيلم “حكاية حب”، حدث أن تغيب مهندس الديكور، فقام شادي بعمل الديكور، الذي كان ملفتا للنظر، مما دفع المنتجين للتعاقد مع شادي علي تصميم تنفيذ ديكورات مجموعة من الأفلام، كان أهمها أفلام، وآسلاماه، 1961، كذلك عمل خارج مصر كمصمم للديكور والملابس في الفيلم الأميريكي “كليوبترا”، والفيلم البولندي “الفرعون”.

ويضيف “حداد” عن مسيرة شادي عبد السلام في بداياتها: في العام 1966، عمل شادي مع المخرج الإيطالي روسيلليني، وذلك في فيلم عن الحضارة، مما جعل للمخرج روسيلليني كبير الأثر علي شادي عبد السلام فنيا وفكريا، لما يمتاز به الأول من بساطة في التفكير السينمائي مع العمق في نفس الوقت، وإليه يرجع الفضل في تحقيق رغبة شادي للانتقال لمهنة الإخراج.

شادي عبد السلام صاحب “يوم أن تحصي السنين”

أما عن أيقونة شادي عبد السلام، “المومياء”، أو يوم أن تحصي السنين، والذي أدرج في قائمة أفضل 100 فيلم مصري في القرن العشرين، فقد بدأ شادي كتابته ــ بحسب حداد ــ مندفعا بإحساس قوي بالرغبة في تقديم ما هو جديد وجاد، دون النظر إلي إمكانية تنفيذه من عدمها. واستغرق في كتابة السيناريو عاما ونصف العام، تاركا وراءه كل شيئ لا يتعلق بالمومياء. 

كان صادقا مع نفسه منذ البداية، حيث كان يعيش أزمة مالية قاسية، بالرغم من العروض الكثيرة التي كانت تعرض عليه لتصميم وتنفيذ الديكور، والتي كانت ذات أجور مغرية، إلا أنه وجد نفسه غير قادر علي عمل شئ غير “المومياء”، وشعر أنه سيكذب عليهم وعلي نفسه لو قبل بالعمل فيها.

وأكد “حداد”: لقد كانت مرحلة تنفيذ فيلم المومياء تجربة صعبة، مع مخرج صعب يحمل فكرا وأسلوبا مختلفين. وتكمن تلك الصعوبة في أنه استخدم الكاميرا التي تفكر، فالكاميرا عند شادي عبد السلام لا تنقل الملامح فقط، وإنما تربط عناصر التمثيل والأداء الصوتي بكادرات فكرية توظف داخل بناء الفيل بشكل كامل. 

واختتم: "دراسته للعمارة منحته القدرة علي البناء، بناء الفيلم بكامله، فهو يقتصد ويستفيد من كل العناصر المكونة للمشهد، وأن يكون لكل عنصر شخصية مميزة ووظيفة تتمشي مع بقية المشاهد، وذلك حتي يصبح العمل في النهاية قطعة من المعمار الحي، له روحه الخاصة، ويتدفق بالحياة.. كل لقطة كما يقول شادي عبد السلام، محددة ومرقمة في السيناريو، وباستطاعته أيضا، أن يحدد عدد لقطات الفيلم منذ البداية وقبل التصوير، لأنه لا يؤمن بالارتجال أثناء التصوير في الفيلم الروائي.      

أخبار متعلقة :