صوت العرب

يوم جديد.. آلاف اللبنانيين يعودون إلى منازلهم المهدمة: فرحون برجوعنا للجنوب - صوت العرب

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
يوم جديد.. آلاف اللبنانيين يعودون إلى منازلهم المهدمة: فرحون برجوعنا للجنوب - صوت العرب, اليوم الأربعاء 27 نوفمبر 2024 07:24 مساءً

وسط مشهد سياسى معقد وتحديات إقليمية ودولية متشابكة، يدخل لبنان مرحلة جديدة من الهدوء النسبى، بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل حيز التنفيذ، منذ فجر اليوم، مع انسحاب «حزب الله» إلى شمال نهر الليطانى، وانتشار الجيش اللبنانى المتزايد فى الجنوب.

وعبّر عدد من الخبراء اللبنانيين، خلال حديثهم لـ«الدستور»، عن رؤيتهم للمرحلة المقبلة فى لبنان، مع الإشارة إلى أهمية إعادة ترتيب البيت اللبنانى من الداخل، وضرورة التمسك بالقرارات الدولية، وبناء منظومة سياسية جديدة تراعى المصلحة الوطنية، وسط مشاهد تختلط فيها الفرحة والحزن، كما عبّر عنها النازحون اللبنانيون، الذين بدأوا العودة إلى منازلهم بعد أكثر من ٣ أشهر على بدء الحرب الشرسة التى شنتها دولة الاحتلال الإسرائيلى على لبنان.

 

فادى عاكوم:  الجيش ينتشر فى الجنوب.. وإنهاء تحكم «حزب الله» فى قرار الحرب والسلم

 

قال الكاتب والمحلل السياسى، فادى عاكوم، إن لبنان يدخل مرحلة جديدة من الهدوء قد تستمر لفترة طويلة، فى ظل التوجهين الإقليمى والدولى لإنهاء ملف سلاح «حزب الله»، ومنع تعرض لبنان لحروب مستقبلية بسبب تحكم الحزب بقرار الحرب والسلم.

وأشار، فى حديثه لـ«الدستور»، إلى أن هناك شبه إجماع داخليًا فى لبنان، بما فى ذلك من قبل «حزب الله» وحركة «أمل» الشيعيتين، على ضرورة إيجاد حلول لتلك القضية.

وأوضح «عاكوم» أن موافقة «حزب الله» على وقف إطلاق النار وانسحابه شمال نهر الليطانى، يمثل خطوة مهمة لتحقيق الهدوء، لكنها أيضًا تفتح الباب أمام تساؤلات حول المرحلة المقبلة، مثل إمكانية قبول الحزب مسألة التفاوض بشأن سلاحه الثقيل، وتسليمه للجيش اللبنانى، أو ترك قرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية.

وأضاف: «حزب الله قد يناور للحفاظ على قوته السياسية، التى اعتمدت إلى حد كبير على سلاحه، سواء من خلال حجم كتلته النيابية، أو عدد الوزراء فى الحكومات المتعاقبة، أو تأثيره المباشر على اختيار رئيس الجمهورية، لكن هناك إرادة دولية، خاصة من الولايات المتحدة وأوروبا، لجعل الجيش اللبنانى عنوان المرحلة المقبلة، وهو ما يظهر من خلال الإصرار على دعم الجيش، والتمديد لقائد الجيش الحالى لضمان تنفيذ هذه الرؤية».

ونوه «عاكوم» إلى أن الجيش اللبنانى بدأ بالفعل تعزيز انتشاره فى الجنوب، خاصة فى النقاط الحساسة التى تمثل خط تماس مع القوات الإسرائيلية، مع العمل على منع المواطنين من دخول المناطق الخطرة بسبب المبانى المدمرة أو القذائف غير المنفجرة، مؤكدًا أن هذا الانتشار يأتى استكمالًا لوجود الجيش السابق فى الجنوب، فى رسالة واضحة بأنه الجهة المسئولة عن الأمن هناك.

ولفت إلى أن الجيش اللبنانى بحاجة إلى ١٠ آلاف جندى إضافى لتأمين كل المناطق اللبنانية، وليس فقط الجنوب، مشددًا على أهمية دوره فى ضبط الحدود الشمالية والشرقية مع سوريا، وموضحًا أن هذه المناطق تمثل تحديًا كبيرًا، إذ تتهم إسرائيل «حزب الله» باستخدامها لتهريب الصواريخ من إيران عبر سوريا إلى لبنان.

 

مصطفى علوش:  علينا إعادة بناء الدولة وصياغة منظومة المصلحة الوطنية

 

أكد الدكتور مصطفى علوش، القيادى بحزب «القوات اللبنانية»، أن وقف إطلاق النار الحالى يمنح لبنان فرصة لالتقاط الأنفاس، رغم أنه يأتى محاطًا بالشكوك والحذر. وأشار «علوش» إلى أن اللبنانيين عانوا خلال الفترة الماضية من الموت والدمار والنزوح فى أبشع صوره، مشيرًا إلى أن العديد من النازحين بدأوا فى العودة إلى قراهم، حتى وإن كان ذلك إلى مستقبل مجهول، هربًا من ذل النزوح.

وقال: «التحديات أمام لبنان لا تزال معقدة ومتعددة، بعضها مرتبط بقضايا دولية وإقليمية يصعب حلها، وأخرى تتطلب عقلانية لفهم الدروس المستفادة مما حدث»، داعيًا إلى العودة الكاملة لبناء الدولة تحت مظلة سلطة واحدة وجيش واحد، مع البدء فى إعادة صياغة منظومة المصلحة الوطنية، لتجنب تكرار الكوارث.

وشدد على أهمية العودة إلى الدستور الوطنى، وتعزيز العلاقات العربية، والخروج من الأحلاف التى جعلت من لبنان ساحة للصراعات، مؤكدًا ضرورة الالتزام بالقرارات الدولية، لبناء عناصر القوة والاستقرار.

واختتم حديثه، لـ«الدستور»، بالتأكيد أن تحقيق ذلك يعتمد على فهم جميع اللبنانيين الدروس المستخلصة من التجربة المريرة.

 

خالد المعلم: العدوان انتهى دون تحقيق أهدافه

 

اعتبر خالد المعلم، المتحدث الإعلامى لحزب «القوات اللبنانية»، أن اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل عبر وساطة أمريكية يعيد إلى الأذهان مشهد عودة النازحين إلى قراهم فى نهاية حرب ٢٠٠٦، مشيرًا إلى أن العدوان، الذى شنته دولة الاحتلال، لم يحقق أيًا من أهدافه المعلنة، بل اقتصر على استهداف المناطق السكنية فى الجنوب والبقاع وبيروت وضاحيتها الجنوبية.

وأشار إلى أن الاحتلال اضطر فى نهاية المطاف إلى التراجع وقبول ما فرضه المفاوض اللبنانى، خاصة الالتزام بتطبيق القرار الدولى رقم ١٧٠١، الذى يضمن سيادة لبنان. وأضاف: «العدوان الإسرائيلى لم يكن سوى تأكيد جديد على الطبيعة الإجرامية لهذا الكيان، ونواياه العدوانية تجاه شعوب المنطقة، لافتًا إلى أن ما يحدث فى فلسطين، خاصة فى غزة، حيث يمارس الاحتلال جرائم حرب وحرب إبادة، هو امتداد لهذه العدوانية التى طالت لبنان مؤخرًا.

 

هيام فرج:  الروح عادت للنازحين بعد العودة إلى بيوتهم

 

«نركع على الأرض ونقبّل التراب.. لا نصدق أننا عدنا مرة أخرى لمنازلنا»، بهذه الكلمات بدأت هيام فرج، من جنوب لبنان، حديثها، لـ«الدستور»، عن شعورها بالعودة إلى بيتها بعد أسابيع من النزوح. قالت: «العودة مليئة بالفرح والأمل بأن القادم أفضل، فنحن نشعر بالنجاة، ونشعر أيضًا بالألم لفراق الأهل والأصدقاء الشهداء عند ربهم، ونعانى من الحزن على الدمار وضياع شقى العمر، ولا نستطيع أن نقول إلا الحمد لله رب العالمين، وقدر الله وما شاء فعل».

وأشارت إلى أنها فوجئت حين عودتها بأن بيتها ظل سليمًا ولم يتعرض لأى دمار أو قصف، وظل كما تركته، واصفة حالها بأنها تعيش فرحة لا توصف، هى وجيرانها من الذين لا يصدقون أنهم عادوا مرة أخرى. وتابعت: «الروح عادت إلينا مرة أخرى، ولم نعد نعيش تحت الخوف، فوقف إطلاق النار بدأ فى الساعة الـ٤ فجرًا، وعند الرابعة ودقيقة واحدة بدأ الناس التحرك، وانطلقت السيارات إلى الجنوب، ورغم أن هناك أهالى عادوا ليجدوا بيوتهم مدمرة؛ فإن البقاء وسط الأطلال أفضل من النزوح والبُعد عن الديار». واختتمت حديثها بالقول: «سنفرح لأننا رجعنا، ونحن نمتلئ بالشجاعة والصمود، رغم أن الغد سيظل حزينًا لإقامة مآتم دفن الشهداء، والحزن الطويل على فراقهم».

 

على دربج:  زحام فى كل مكان.. والطرقات مليئة بالسيارات 

 

كشف الدكتور على دربج، الكاتب والمحلل السياسى اللبنانى، عن أنه كان نازحًا بالقرب من مدينة صيدا عند بدء القصف، وحين رجع إلى البيت وجد به ضررًا كبيرًا، ووجد أمامه صاروخًا لم ينفجر، واتصل بوحدات الجيش اللبنانى لرفعه.

وأضاف أن الأوضاع هادئة منذ لحظة إعلان وقف إطلاق النار، والطرقات المؤدية إلى الجنوب والضاحية، والبقاع تمتلئ بسيارات العائدين إلى قراهم ويسيرون حتى على الأنقاض. وتابع: «الفرحة الحالية مصحوبة بالغصة على فراق وفقدان الشهداء والأحبة بالدرجة الأولى، لا ننفى وجود تلك الغصة على قطع الأرزاق وفقدان العمل، ولكن لسان حال الجميع هو الحمد لله على العودة».

ولفت إلى أن الجميع يستعد للعودة إلى حياته الطبيعية مرة أخرى.

 

جورج نادر:  إسرائيل قد تُخرق الاتفاق فى أى لحظة

 

قال العميد متقاعد بالجيش اللبنانى، جورج نادر، إن كل الناس تتمنى أن يستمر وقف إطلاق النار فى البلاد بعد ويلات الحرب.

وحول احتمالية خرق الاتفاق من قبل إسرائيل، أوضح أن بنوده يصعب تنفيذها من قبل حزب الله، خاصة أنها تقضى بالتراجع إلى شمال نهر الليطانى، وتفتيش البنية التحتية، وتفكيك القوات جنوب النهر من قبل الأمم المتحدة وقوات حفظ السلام «يونيفيل»، وبإشراف لجنة أمريكية.

وأضاف أنه من الممكن أن يقصف جيش الاحتلال الإسرائيلى الأراضى اللبنانية، لأن هناك بندًا وضمانًا أمريكيًا غير معلن بحرية الحركة لإسرائيل بمهاجمة أى هدف داخل الأراضى اللبنانية متى تراه أنه يشكل تهديدًا لها، مؤكدًا أن هذه نقطة قوة لإسرائيل وقد تخترق الاتفاق.

 

عبدالله نعمة: نشكر مصر لأنها بذلت جهودًا مكثفة لوقف العدوان على بلادنا

 

أكد عبدالله نعمة، الكاتب والسياسى اللبنانى، من مدينة صور، أن المدينة دفعت ثمنًا كبيرًا جدًا وقت العدوان وتغيرت ملامحها بالكامل، حيث دمر من ٦٠٪ إلى ٧٠٪ من مبانيها وبنيتها التحتية، بجانب سقوط عشرات الشهداء، مضيفًا «الحجارة دائمًا تتعوض، ولكن الشهداء لن يتم تعويضهم».

وأضاف: «الحرب وقفت فى لبنان أخيرًا، حرب طويلة وشرسة دفع ثمنها الشعب اللبنانى بأكمله، لبنان بلد الجمال والموضة والثقافة والأزياء، ليس بلدًا يوضع بوجه إسرائيل، يجب ألا نوضع فى مواجهة بين إيران وإسرائيل يدفع ثمنها الشعب اللبنانى بأكمله».

وأعرب عن أمله فى أن تكون هذه المعركة هى الأخيرة، خاصة أن لبنان يحظى باهتمام من الإدارة الأمريكية والدول العربية، وأصبح الآن على الخط الصحيح، متابعًا: «أعتقد أن الشرق الأوسط سوف يتمتع بالسلام قريبًا».

وأكد أن مصر لها دور كبير فى لبنان من خلال موقفها الداعم، ومن خلال الضغط الذى مارسته لوقف العدوان.

أخبار متعلقة :