نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ظلال السرد تضلل على المركز الدولي للكتاب.. الخميس - صوت العرب, اليوم الأربعاء 27 نوفمبر 2024 05:54 مساءً
يدُشن الكاتب الصحفي والناقد علي عطا كتابه الجديد "ظلال السرد.. مرآة للذات ونافذة على الآخر"، والصادر حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، في تمام الساعة السادسة من مساء غد الخميس في المركز الدولي للكتاب.
ويقدم الكاتب الصحفي والناقد علي عطا مدخلًا لكتابه "ظلال السرد" باعتباره مرآة للذات ونافذة على الآخر؛ مشيرًا إلى أن فكرة هذا الكتاب قامت على دافع شخصي، يتلخص في أنه حتما سيحفظ ما يضمه من متن من الضياع، بما أن غالبيته سبق نشره إلكترونيا، وليس ورقيا، وبالتالي فهو عرضة للفقد في أي وقت، كما حدث من قبل مع مقالاته لجريدة "الحياة" على مدى نحو ثلاثين عاما، والتي بات من المستحيل الوصول إليها بعد غلق الجريدة تماما وغلق "البروازر" الخاص بها على شبكة الإنترنت، منذ نهاية عام 2019.
ويرى علي عطا أن هناك دافع آخر مهم بالنسبة له وهو نابع من قناعته بأن الأدب العربي وكذلك الأدب الأفريقي والآسيوي، جدير بأن يقف على قدم المساواة مع الأدب الغربي وأدب أمريكا اللاتينية، ولهذا تجاورتْ مراجعاته ذات البعد النقدي غير الأكاديمي لأعمال أدبية مكتوبة باللغة العربية، مع أخرى مترجمة من لغات شتى.
وتابع: "وبالمناسبة أود هنا التوجه بجزيل الشكر والامتنان إلى العديد من المترجمين، الذين عملوا مع مؤسسات ودور نشر في مصر وبلدان عربية أخرى، اهتميت في السنوات الأخيرة بترجمة أعمال أدبية وفكرية وعلمية وأيضا سياسية واقتصادية واجتماعية من لغاتها الأصلية إلى اللغة العربية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: المركز القومي للترجمة ومؤسسة بيت الحكمة وسلاسل "عالم المعرفة"، و"إبداعات عالمية" و"المسرح العالمي"، ودار "العربي" ومكتبة "تنمية"، ودار "آفاق"، والهيئة المصرية العامة للكتاب (خصوصا سلسلة الجوائز) والهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة. والأعمال التي تناولتها مقالات هذا الكتاب، صدرت بين عامي 2019 و2022، باستثناء رواية إبراهيم أصلان "صديق قديم جدا" الصادرة عام 2015، وقد حرصت على مقاربتها أولًا لأنها لم تحظ بما تستحق من مراجعات صحفية، ومن مقاربات نقدية، ربما لصدورها بعد رحيل صاحبها بنحو ثلاث سنوات. فضلا عن أنها نموذج نادر لما أسميه ظلال سرد التفاصيل، والذي لطالما تميز به أصلان في مجمل أعماله القصصية والروائية. وأود الإشارة هنا إلى أن اختيار "ظلال السرد" عنوانا لهذا الكتاب يرجع إلى الكاتبة الصحفية والناقدة الأدبية المتميزة نشوة أحمد التي تكرمت بقراءة مسودة الكتاب وإبداء ملاحظات ثاقبة بشأنها انعكست على الشكل النهائي له وسروده العامرة بالعديد من الظلال السردية التي منحت النصوص المكتوب عنها هنا جدارة التجاور بل والتلاقح أيضا برغم انتمائها لثقافات ولغات مختلفة في الأساس".
ويذهب على عطا إلى أن القارئ سيجد في هذا الكتاب ظلالا سردية / شعرية على اللغة كما في رواية الشاعرة والروائية والقاصة المغربية عائشة البصري "كجثة في رواية بوليسية"، وظلالا سردية سياسية كما في رواية طارق إمام "طعم النوم"، فضلًا عما ينطوي عليه سردها من ظلال عجائبية في اشتباكها مع روايتي "الجميلات النائمات" للياباني ياسوناري كواباتا، و"ذكرى عاهراتي الصغيرات" للكولومبي جابرييل جارثيا ماركيز، والكاتبان فازا بجائزة نوبل. وهناك ظلال فلسفية وصوفية كما في رواية "سر العنبر" للمصرية مي خالد، وظلال أبرزت التحولات الاجتماعية عبر أحداث ثانوية عند صنع الله ابراهيم في رواية "1970" ومنها قضايا الزي والتحول للحجاب ومواقف المتشددين من الميني جيب في كلية الفنون الجميلة على سبيل المثال. وهناك ظلال نفسية كما في رواية "كل شيء هادئ في القاهرة" للمصري محمد صلاح العزب، وظلال تاريخية وسيرية، كما في رواية "رامبو الحبشي" للكاتب الأريتري حجي جابر، وظلال رومانسية كما في الرواية التاريخية "غيوم فرنسية" للكاتبة المصرية ضحى عاصي، وظلال غرائبية كما في رواية "يوم الثبات الانفعالي" للمصرية سهير المصادفة، وظلال ذاتية طاغية كما في الرواية السيرة "أقفاص فارغة" للمصرية فاطمة قنديل، وظلال الهوة العميقة بين الحلم والواقع في رواية "غرفة التقدمي الأخير" للكاتب السوداني عبد الحميد البرنس، وظلال أثر اجتماعي لا يمحى لهزيمة 1967 في رواية "شقي وسعيد" للمصري حسين عبد الرحيم، فضلا عن ظلال جموح التخييل بما يخالف المستقر في الأذهان كما في رواية "حانة الست" للمصري محمد بركة، وهو الأمر الذي ينطبق كذلك على رواية تقتفي سيرة شخصية واقعية معاصرة، هي رواية "رابطة كارهي سليم العشي" للمصري سامح الجباس.
وأنه ليس من الصعب تلمس التقاطعات بين الأعمال المترجمة، مثل "الحارس الأخير للقاهرة القديمة"، و"نوتردام النيل"، و"أمي عميلة سرية"، و"طلاق على الطريقة الصينية"، و"البازار الأسود"، و"أخي الكبير"، و"ثم ابتلعه الحوت"، و"الكتب التي التهمت أبي"، و"فتاة كازابلانكا"، و"سفينة نيرودا"، و"فنانو الذاكرة"، و"طموح في الصحراء"، وتلك المكتوبة باللغة العربية، مثل "النوم في حقل الكرز" من حيث الهموم والظلال المهيمنة على السرد في ما يتعلق بقضايا إنسانية، تحظى باهتمام الشرق والغرب والشمال والجنوب على حد سواء، مثل الاضطرار للهجرة تحت وطأة الاضطهاد والفقر في البلدان الأصلية، والقمع الذي يصل إلى حد السجن أو القتل في مواجهة حرية التعبير وحرية الاعتقاد. كورونا أرخت كذلك بظلالها على سرد عدد من الأعمال التي جرى تناولها في هذا الكتاب، وكلها أعمال عربية؛ ربما لأن الترجمة عادة ما تعقب صدور العمل بلغته الأصلية بفترة زمنية قد تطول أو تقصر، باستثناء أعمال كتاب بعينهم على رأسهم الياباني هاروكي موراكامي الذي أحيانا ما يتزامن صدور عمل له مع ترجمته إلى لغات عدة، منها اللغة العربية عبر لغة وسيطة غالبا هي الانجليزية. وهناك أيضا ظلال إخفاق حدث شديد الأهمية في التاريخ العربي المعاصر، وهو ثورات الربيع العربي، وفي القلب منها ثورة 25 يناير 2011، كما في رواية وجدي الكومي، ورواية محمد صلاح العزب، ورواية تكاد تكون غير معروفة للكاتب الفرنسي المصري الأصل ألبير قصيري عنوانها "طموح في الصحراء" تتناول جذور ثورة على حكم مستبد في بلد عربي، تشبه تلك الثورات التي شهدها العديد من البلدان العربية قبل نحو 13 عاما من الآن.
ويختتم على عطا مقدمة كتابه؛ مشيرًا إلى أن الأعمال التي تناولها في مقالاته التي يضمها هذا الكتاب هي لكتاب من مصر، السودان، العراق، المغرب، السعودية، سوريا، الصين، أريتريا، فرنسا، اليابان، النمسا، كندا، إيطاليا، تشيلي، هولندا، بريطانيا، الكونغو، البرتغال، المجر، رواندا، والولايات المتحدة الأمريكية.
أخبار متعلقة :