نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«عودة مدرسة المشاغبين»| البانجو والسجائر في مَقَالِم الطلاب.. وروشتة بالحلول - صوت العرب, اليوم الأربعاء 27 نوفمبر 2024 03:51 مساءً
في تكرار لمشهد مسرحية وفيلم مدرسة المشاغبين، شهدت المدارس تصرفات جرئية من الطلاب بالتدخين داخل الفصول دون مراعاة وقار المكان التعليمي الذي يتواجدون فيه.
يذكر أن في مسرحية مدرسة المشاغبين الكوميدية الشهيرة - التي عرضت منذ أكثر من 50 عام بطولة عادل إمام، سعيد صالح، أحمد زكي، يونس شلبي، هادي الجيار، حسن مصطفى، سهير البابلي، عبد الله فرغلي- أوصل ممثلوها خرطوما لتدخين الشيشة داخل الفصل، وعندما اكتشف ناظر المدرسة الأمر بالصدفة، ظل يهدد ويتوعد المخالفين في مشهد كوميدي مثير وغريب.
بانجو داخل فصل في مدرسة بالواحات البحرية بالجيزة
العام الدراسي الحالي، شهد واقعة صادمة عندما ألقي القبض على طالب ثانوي بحوزته مخدر البانجو داخل علبة سجائر في مدرسة بالواحات البحرية التابعة لمحافظة الجيزة.
وكانت قد تلقت مديرية أمن الجيزة إخطارًا بإلقاء القبض على طالب ثانوي في مدرسة بالواحات البحرية، وأشارت التحريات إلى اصطحاب مشرف بمدرسة تجارية طالب لقسم شرطة الواحات البحرية وحرّر محضرًا يفيد فيه بعثوره على علبة سجائر بحوزة الطالب وداخلها مخدرات.
وقال مشرف المدرسة إنه شاهد طالبًا بحوزته علبة سجائر فقام بتفتيشها وعثر بداخلها على سجائر محشوة بالبانجو، وتم تسليم الطالب للجهات المختصة لاستكمال الإجراءات القانونية.
وبناءًا على ما سبق، قررت جهات التحقيق بمحافظة الجيزة، اليوم الأربعاء، حبس طالب 4 أيام علي ذمة التحقيقات، وذلك لحيازة مخدر البانجو داخل علبة سجائر في المدرسة بالواحات البحرية.
طلاب يدخنون في الفصول على طريقة مدرسة المشاغبين
وخلال الساعات الماضية، تداولت عدد من الصفحات المهتمة بالشأن التعليمي علي مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لأحد الطلاب يقوم بشرب السجائر داخل الفصل في إحدى المدارس وذلك خلال قيام المعلم بالشرح.
وأظهر الفيديو رد فعل صادم للمعلم عندما شاهد تلميذه يقوم بشرب السجائر حيث قام المعلم بطرد التلميذ من الفصل، ولكن بالرجوع إلى تاريخ الفيديو المنتشر حديثًا نجد أنه يعود إلى عام 2022 وليس العام الدراسي الحالي 2024 – 2025.
ورغم أن الفيديو ليس وليد العام الدراسي الحالي إلا أن أولياء الأمور طالبوا بوجود رقابة من قبل الإدارت المدرسية على الطلاب وإبلاغ الأهالي بأي سلوكيات خاطئة من قبل الطلاب خاصة بعد ضبط طالب ثانوي العام الحالي بحيازته مواد مخدرة، مؤكدين أن هناك بعض الطلاب يستغلون المدارس للتدخين في الفترة التي يتواجدون بها خارج المنزل.
هل تقليد مدرسة المشاغبين وراء ظاهرة التدخين وتعاطي المخدرات بالمدارس؟
وعن أسباب انتشار ظاهرة التدخين في المدارس، أكد الدكتور محمد كمال، الخبير التربوي وأستاذ الفلسفة المساعد في جامعة القاهرة، أن مثل هذه الظواهر قيام ليست جديدة بل ظهرت منذ عقود في مسرحية مدرسة المشاغبين حيث يقوم أبطال العمل الكوميدي بالتدخين داخل الفصل في نموذج سيئ للعمل الفني الذي يهدم القيم بدلا من أن يبنيها.
وأضاف الخبير التربوي، في تصريحات خاصة لـ«الفجر» أن ظاهرة هدم القيم ونشر السلوكيات السلبية بين الأطفال والمراهقين بما يتعارض مع الدين والاخلاق تتحمل مسئوليتها كافة المؤسسات المجتمعية الدينية والمجتمعية من أسرة إلى وسائل إعلام بإختلاف أنواعها وعدم قيامها بالأدوار المنوطة بها.
وأردف أستاذ مادة فلسفة الأخلاق أن على المؤسسات الدينية الاهتمام بالموضوعات الحقيقية التي تمس المجتمع والاندماج به وبمشكلاتها بدلًا من الاهتمام الكبير بالتاريخ على حساب الحاضر، كذلك على الأسرة الانتباه لابنائها فتوفير احتياجاتهم المادية ليس واجبها الأول بل يتزامن معها توفير الضرورات التربوية ومنها التربية على التمييز بين الخير والشر في السلوك العملي، كذلك يجب الاستفادة من الابحاث التي اجراها علماء النفس والاجتماع والاخلاق فيما يتعلق بالقيم في هذه المرحلة
واختتم: «عدم وجود عقاب أو عدم توقيعه على المخالفين وهو ما يشجعهم على الاستمرار ويشجع الآخرين على تقليدهم وهو ما يجب أن يواجه بصرامة تردع المخالفين».
ما هي حلول مواجهة ظاهرة التدخين وحيازة المخدرات في المدارس؟
وفي هذا الشأن، قالت بسمة محمود، استشارى العلاج النفسى وخبيرة العلاقات الأسرية، إن وقائع شرب الطلاب للسجائر داخل الفصول ترجع إلى سوء التربية وضعف الرقابة المدرسية وقلة التوعية بأضرار المخدرات والسجائر من قبل الإدارات المدرسية.
وأوضحت استشارى العلاج النفسى، في تصريحات خاصة لـ«الفجر»،أن الرقابة المدرسية تتمثل في تحديد الممارسات التي يجب أن لا تمارس في الفصل مثل التدخين والعنف كما تحدد العقاب على تلك السلوكيات وفقا لأعمار الطلاب، ويجب أن يكون العقاب شئ مؤثر في الطفل أو الطالب فلا يجوز أن يكون العقاب فصل الطلاب عدد من الأيام وحسب لأن البعض ينظر إليها أنها أجازة ويمارسها بكل سعادة، بل يكون العقاب الحرمان من الدرجات والأنشطة المفضلة لديه.
وعن الجانب التوعوي، أشارت الخبيرة الأسرية، أن من ضمن الأمور التي تدفع الطلاب إلى شرب السجائر داخل الفصول عدم توعية إدارات المدارس الطلاب بأضرار المخدرات والسجائر، فيجب عمل أنشطة داخل المدارس لتوعية الطلاب بمخاطر تلك التصرفات.
وأردفت: «غياب الرقابة الأسرية أيضًا ساهم في انتشار تلك التصرفات ويرجع ذلك لعمل الأب والأم بسبب الظروف الاقتصادية، فضلًا عن تقليد بعض الطلاب لأولياء الأمور كأن يقلد طفل والده في شرب السجائر، والأمثل أن تعمل الأسرة على توضيح أضرار السجائر للطلاب مثل الأضرار الصحية والجسدية والنفسية والجسدية وكذلك تطبيق عقاب أسري حال شرب الطلاب للسجائر ومكافآت لمن يقتلع عن التدخين».
وطالبت الخبيرة الأسرية بتعيميم حملات الدولة للتوعية بأضرار المخدرات والتدخين داخل مراكز الشباب والمدارس والشوارع والمكتبات العامة، مطالبة بوجود حملات الكشف تعاطي المخدرات على الطلاب الذين يبلغون أكثر من 10 سنوات كل عدد أشهر معينة وذلك ليس بهدف تطبيق القانون ولكن بهدف حماية الأطفال وتحسين صحة النشئ والأجيال القادمة.
واختتمت: «يجب زيادة عدد الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين داخل المدارس لتعديل سلوكيات الطلاب وذلك بالرجوع إلى المشكلة الأساسية التي دفعت الطالب للتدخين أو تعاطي المخدرات سواء مشكلة نفسية أو اجتماعية خاصة، لأن ذلك لن يكون السلوك الخاطئ الوحيد للطلاب وسيكون هناك سلوكيات آخرى».
وفي نفس السياق، قالت الدكتورة منى السعيد، استشاري الصحة النفسية والإرشاد النفسي والأسري والتربوي، إن هناك عدد من العوامل تساعد في انتشار سلوك تدخين الطلاب سواء داخل الفصول أو خارجها تتمثل في التربية والبيئة المحيطة بالطالب.
وخلال تصريحات صحفية لـ«الفجر»، سردت استشاري الصحة النفسية والإرشاد النفسي والأسري والتربوي أسباب تدخين الطلاب في النقاط التالية:
- نشأة الطالب في بيئة يسيطر عليها التدخين أو تعاطي المخدرات.
- غياب التوجيه الأسري وعدم وجود رقابة كافية مما يزيد نسب الإنحراف.
- التساهل في العقاب يجعل الطفل يمنح الطفل ممارسة ما يريد دون عقوبة محددة.
- معانأة الطالب من مشاكل نفسية مثل الضغوط النفسية والاكتئاب فيهرب منها بهذه السلوكيات.
- تأثير اصدقاء السوء الذي يحاول تقليدهم.
- ضعف الرقابة في المدارس فيجب أن يكون للمدرسة دور رقابي وتوجيهي لأن عدم وجودهم يساعد في خلق بيئة آمنه ومشجعه على مثل هذه التصرفات.
- الانفتاح على الإنترنت والسوشيال ميديا التي قد تعرض للشباب صور مغلوطة عن التدخين والمخدرات كأنها دليل على القوة والاستقلالية.
وعن الحلول بمواجهة مثل هذه السلوكيات، أوضحت استشاري الصحة النفسية أن يجب أن يكون هناك تضافر للجهود وتنسيق بين البيت والمدرسة والمجتمع بمعنى أن الأهل يكونوا قريبين من أبنائهم ويسمعوهم ويوجهوههم بدلا من الاكتفاء بالعقاب فقط، كما يجب أن تكون المدرسة شديدة الرقابة وتعمل برامج توعية للطلبة إلى جانب المتابعه النفسية، وأخيرًا يخلق المجتمع مساحه للشباب بعيدًا عن هذه المخاطر مثل المراكز الرياضية أو الفنية وتوجيه هذه الطاقة الشبابية الهائلة تجاه أشياء مفيدة.
أخبار متعلقة :