نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عفو عند المقدرة.. وقلوب لاتنسي جرائمهم - صوت العرب, اليوم الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 05:27 مساءً
لاتصالح مع الفكر الإرهابي إنما عودة للرشد ونظافة عقل من معتقدات دمرت أصحابها أهلا بهم.. نرحب بمن تاب وأناب وابتعد عن الفكر الشيطاني وراجع نفسه ثم عاد بقلب سليم، هذا شرط قبول المجتمع لمن شملهم قرار من راجعوا موقفهم دون كبر أو عناد.
إلي الأن لم تنشر أسماء من شملهم قرارالعفو الرئاسي الذي أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسي وتبعه تصديق محكمة الجنايات برفع 716 شخصا من قوائم الإرهاب.. إنها خطوة جادة وتسامح مع من صدقوا النوايا بما أكدته النيابة العامة بمراجعة موقف المدرجين علي قوائم الإرهاب ورفع أسماء من يثبت توقف أنشطتهم غير المشروعة، هذه الخطوة تؤكد أن الدولة لاتتدخل في النويا والفكر والمعتقد إنما تحاسب وتحاكم من يصدر عنه أي عمل ضد الصالح العام أو ضد أي مواطن هنا يكون تدخل الدولة وفقا للدستور والقانون.
"إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتي تطلع الشمس من مغربها" رب العزة يغفر ونحن نمتثل لإرادة الله نسامح ونغفر لمن أساء في حقنا، نبسط أيدينا لمن تاب وأناب وعاد إلي أحضان الوطن طالبا العفو السماح..لكن الله عز وجل ترك لنا الحق في أن نغفر إن أردنا ولم يجبرنا علي المغفرة لمن اقترفوا في حقنا ذنب عظيم.
لكن.. لماذا نرفض التعامل مع جماعة إرهابية وفقا للقانون؟ الإجابة معروفة نذكر بها وإن كانت الذكري تنفع المؤمنين، نذكر أنفسنا والجميع أن جماعة الإخوان لها منهج ومعتقد خاص بها لاتقبل أن تعيش تحت راية الدستور والقانون المصري فهي دولة داخل دولة وهذا مالا يقبله الشعب والقيادة المصرية، من يريد أن يحيا تحت راية مصر وعلمها ودستورها أهلا به ما دون ذلك لن نقبل له سبيلا.
أثناء كتابة هذه الكلمات أستدعي روح ثورة 30 يونية 2013، والتاريخ ليس ببعيد، أتذكر جموع الشعب المصري الذي تجاوز 33 مليون مواطن انتشروا في ربوع مصر منددين بحكم الإخوان ووحشيتهم.. حتي لا ننسي علينا أن نتذكر جرائمهم بين الحين والأخر، نتذكرولو مثال واحد إشارة إلي هي من أبشع الجرائم، جريمة قتل فيها ضباط شرطة قسم كرداسة علي يد أتباع الإخوان.. لاتزال الفيديوهات تنتشر علي شبكة الانترنت، أتذكر الضابط الصائم في شهر رمضان وهو يطلب جرعة ماء فجرعته الإخوانية "ماء نار" قتلته وهي ترقص علي جثته وتمثل بها.. جرائمهم كثيرة لايكفي مقال نستعيد ذكرياتهم الوحشة قاسية قلوبهم.
لقد حدد المشرع المصري حق المواطن في التعبير وحرية الرأي في ظل القانون والدستور الذي نحترمه جميعا، أما جماعة الإخوان لهم معتقدات خاصة بهم ودستوروقانون يحكمهم ضاربين عرض الحائط بالدولة المصرية، أما الوطن بالنسبة لهم مجرد حفنة تراب علي حد زعمهم.. نحن نذَكر أنفسنا ونذَكرهم بأقوالهم وأفعالهم وبثورة30 يونيه التي خرج فيها الشعب المصري رافضا حكم الاخوان وممارساتهم.. نذكر تجاوزهم ضد الدولة المصرية.. جماعة الإخوان لاتخجل أن تعلن انتمائتهم للتنظيم الدولي ولاتنتمي إلي الدولة المصرية تنظيم عقيدته دموية، هكذا عرفناهم ونعرفهم علي مدار تاريخهم90 عاما من القتل والعنف ضد الشعب المصري وقياداته إلي أن أسقطنا دولتهم الموازية في ثورة عظيمة هي ثورة شعب 30 يونيه 2013.
هناك أسئلة منطقية لماذا نقبل حزب النور ولا نقبل أحزاب انتمائها لجماعة الإخوان.. الإجابة بسيطة غير معقدة، حزب النور السلفي احترم الدولة المصرية وأعلن في بيان تأسيسه أنه ينتمي إلي وطنه مصر ويحترم الدستور والقانون، كما أن حزبه يتبع الإجراءات التأسيسية للأحزاب، من بين هذه الإجراءات إعلان حزب النور عن الأعضاء المؤسسين، كما لايخفي عن الجميع ميزانيته التي تخضع للرقابة والمحاسبة، لديه مكتب إعلامي يتلو علينا أهم تصريحاته وقرارت حزبه..هكذا يكون العمل السياسي.
بالرغم من هذه الخطوة الجريئة التي يحرص فيها رئيس الدولة المصرية علي العدل والمساواة، وحكم قضائي غير مسبوق لنغلق صفحة من صدقت نواياهم، إلا أن كتائب جماعة الإخوان التي تعيش في الخارج لايرضيها هذا الصفح والعفو بل مستمرة في الهجوم علي مصر.
علي أي حال، ان لم يستثمر من شملهم هذه القرار والتعامل معه بحكمة وعقلانية لن يكون الأمر في صالحهم وسيغلق الباب أمام من أراد أن يثبت حسن نواياه..إنها فرصة سانحة وحقيقية لمن أرد العودة بقلب سليم إلي حضن الوطن.. ان عدتم عدنا وكفي الله المؤمنين شر القتال.
أخبار متعلقة :