صوت العرب

"الآثاريين العرب" يحذر من استغلال التكنولوجيا في تشويه الحضارات القديمة - صوت العرب

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"الآثاريين العرب" يحذر من استغلال التكنولوجيا في تشويه الحضارات القديمة - صوت العرب, اليوم الاثنين 25 نوفمبر 2024 09:39 مساءً

أصدر المجلس العربي للاتحاد العام للآثاريين العرب، برئاسة الدكتور محمد الكحلاوي، بيانًا حاسمًا بشأن احترام التراث الإنساني وأخلاقيات دراسة المومياوات القديمة. 

جاء هذا البيان ضمن فعاليات المؤتمر السابع والعشرين لمجلس الآثاريين العرب، الذي عُقد مؤخرًا بمدينة الشيخ زايد. 

وأثار البيان، المستند إلى محاضرة مشتركة ألقاها الدكتور الكحلاوي والدكتورة سحر سليم، رئيس قسم الأشعة التشخيصية بجامعة القاهرة، مخاوف بشأن الأخطار التي تهدد التراث العربي في ظل استغلال التكنولوجيا الحديثة لأغراض تتعارض مع القيم الأخلاقية والحضارية.

وأوضح البيان أن استخدام التكنولوجيا الحديثة في استنساخ الرفات التاريخية أصبح وسيلة لتقديم رؤى مغلوطة عن الحضارات القديمة. وقد أشار إلى حالة مثيرة للجدل تتعلق بمتحف "الشرق الأدنى ومصر والبحر الأبيض المتوسط" بجامعة سابينزا في روما، الذي استنسخ مومياء رمسيس الثاني بمواد عضوية، وسمح للزوار بلمسها دون واجهة عرض. واعتبر البيان أن مثل هذه الممارسات تمثل انتهاكًا لحرمة الموتى وإهانة للحضارة المصرية، التي يجب أن تُحترم كإرث إنساني عظيم، وليس مجرد مادة للتجربة والعرض.

شدد البيان على أن المومياوات ليست مجرد قطع أثرية، بل هي رفات بشرية تحمل قيمة حضارية عميقة. وذكر أن المصريين القدماء أبدعوا في فن التحنيط، الذي تميز بتقنيات متقدمة لحفظ الجسد باستخدام مواد كيميائية متخصصة. كما تضمن التحنيط مهارات في صناعة النسيج والحلي والتوابيت، بالإضافة إلى اختيار مواقع دفن مقدسة بعناية شديدة. وقد أكدت هذه التفاصيل على الاحترام العميق الذي كان يوليه المصريون القدماء لحرمة الموتى والاستعداد للحياة الأخرى.

تطرق البيان أيضًا إلى التاريخ المظلم للسرقات الأثرية، موضحًا أن المقابر القديمة تعرضت للنهب منذ العصور الفرعونية، إلا أن السرقات الحديثة، خاصة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، كانت الأكثر شراسة. وأشار إلى استغلال المومياوات في أغراض تجارية، مثل طحنها لاستخدامها كأصباغ أو حتى كسماد زراعي، مما يعد انتهاكًا صارخًا لتراث إنساني لا يقدر بثمن. كما ندد بتجارة الآثار التي ازدهرت في تلك الفترة على أيدي دبلوماسيين وتجار أجانب.

وأكد البيان ضرورة وضع ميثاق أخلاقي لدراسة المومياوات، يراعي إشراك الدول الأصلية التي تنتمي إليها هذه الرفات. ويجب أن يتم احترام حقوق هذه الدول في أي دراسات أو أبحاث تجري عليها، مع ضمان عدم إلحاق الضرر بها خلال عمليات الفحص والتحليل.

في سياق متصل، أشار البيان إلى محاولات تشويه التاريخ العربي والإسلامي، سواء من خلال التيارات التي تقدم رؤى مغلوطة عن الحضارات القديمة مثل الأفروسنتريك، أو عبر استخدام النصوص التوراتية لتزوير تاريخ فلسطين وسرقة تراثها. وأعرب المجلس عن الحاجة إلى مواجهة هذه الادعاءات وتعزيز التسويق العلمي للحقائق التاريخية العربية، بما يحمي الهوية الثقافية من أي محاولات تشويه.

اختتم المجلس بيانه بدعوة إلى تعزيز التعاون الدولي لحماية التراث الإنساني وضمان احترام القيم الأخلاقية عند دراسة المومياوات. كما شدد على ضرورة تصحيح المفاهيم المغلوطة التي يروج لها البعض، والعمل على إبراز التراث العربي باعتباره جزءًا أساسيًا من الهوية الإنسانية المشتركة.

 

أخبار متعلقة :