نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لماذا ترفض أمريكا اعتقال نتنياهو؟ - صوت العرب, اليوم السبت 23 نوفمبر 2024 07:42 مساءً
ما زلت عند الرأى بأن الحرب الإسرائيلية الدائرة حاليًا هى حرب أمريكية بالدرجة الأولى، وأن الولايات المتحدة هى التى تقود هذه الحرب من أجل القضاء على استقرار الشرق الأوسط وتنفيذ مخططها الرامى إلى التقسيم وتحويل الدول العربية إلى دويلات صغيرة.. وإلا ما معنى رفض أمريكا قرار المحكمة الجنائية الدولية، باعتقال بنيامين نتنياهو مجرم الحرب ووزير دفاعه المقال يوآف جالانت؟
الحقيقة أن هذا الرفض الأمريكى يأتى إلى جوار القرارات المتكررة باستخدام حق الفيتو ضد وقف الحرب الإسرائيلية، كل هذه المعطيات تؤكد بما لا يدع أدنى مجال للشك أن أمريكا هى وراء هذه الحرب وتريدها حرفيًا، لتنفيذ مخططاتها التى فشلت فيها منذ ٢٠١١ وحتى الآن. ويجب ألا نعول كثيرًا على التصريحات التى تطلقها الولايات المتحدة بين الحين والآخر فيما يتعلق بالإجرام الإسرائيلى، فما تعلنه، خاصة فى لقاءاتها المتكررة مع القاهرة، مخالف تمامًا لما يحدث على أرض الواقع. وعندما يضيق الخناق على إسرائيل نجد أمريكا تنتفض لنصرتها على الفور.
كما أن الحالة الأمريكية الآن بعد رفض قرار المحكمة الجنائية تؤكد أن هذه الحرب مداها سيطول، على اعتبار أن إسرائيل الإرهابية تحقق للولايات المتحدة كل ما تريده من أجل تحويل الشرق الأوسط إلى بؤرة انشقاقات وخلافات، تمهيدًا لتنفيذ المخطط الجهنمى بإعادة تقسيمه على الهوية الأمريكية. إضافة إلى تحقيق حلم إسرائيل من النيل إلى الفرات.
ولذلك؛ لا نستغرب أبدًا هذا الرفض الأمريكى لقرار الجنائية الدولية، ولذلك أيضًا وجدنا الداخل الإسرائيلى كله يرفض قرار الجنائية الدولية، ويتلكك بأن هذه الحرب الإسرائيلية الهدف منها هو التصدى للجبهة الإيرانية. وهل هذا التصدى يصل إلى إبادة شعب بأكمله داخل غزة؟. أليست كل ما تقوم به أمريكا يتنافى مع القانون الإنسانى، ومع القيم والقوانين الدولية وخلافه؟. بل إننا سمعنا أصواتًا خلال اليومين الماضيين تؤكد أهمية وضرورة إعادة النظر فى قرارات المحكمة الجنائية الدولية، كل هذه الأمور تعنى أن هناك فجرًا أمريكيًا قبل الفجر الإسرائيلى.
وفى الوقت الذى رحبت فيه دول كثيرة بقرار المحكمة الجنائية الدولية ووصفته بالقرار العادل لارتكاب نتنياهو وجالانت المجازر والعمليات الإرهابية، وحرب الإبادة الواسعة ضد الشعب الفلسطينى- إلا أن أمريكا تعد الوحيدة مع إسرائيل الرافضتين هذا القرار. وبالتالى فإن احترام المحكمة لم تعد تعيره أمريكا وإسرائيل أدنى اهتمام، ومعنى ذلك بصراحة شديدة معاداة للمجتمع الدولى.
وهنا يجب على العالم اتخاذ موقف حاسم والاضطلاع بمسئوليته تجاه هذه الحرب الإسرائيلية البشعة، وعلى الفور يجب على المجتمع الدولى أن ينتفض لوقف الحرب الإسرائيلية أولًا واحترام قرار المحكمة الجنائية، وإلا فما معنى هذه المؤسسات الدولية ما دام أنه يتم ضربها عُرض الحائط؟ وهل وصل الجبروت بالولايات المتحدة أن تفعل هذا، وتزعم أنها مع حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية!.
فى الحقيقة أن هذه شعارات جوفاء خدعت بها كثيرًا من شعوب العالم، حتى جاءت الحرب الإسرائيلية، وأكدت أن ما تفعله الولايات المتحدة مجرد شعارات باطلة، وليست بهدف تحقيق العدالة، وإلا فما العدالة التى غابت الآن وأمامنا شعب تتم إزالته من على الوجود بهذا الشكل؟!.
إن قرار المحكمة الجنائية صائب وحكيم كما وصفته كل الدول شمالًا وجنوبًا وغربًا وشرقًا إلا الولايات المتحدة التى تريد هذه الحرب لتنفيذ مخططها الإجرامى فى إعادة تقسيم الشرق الأوسط من جديد، ويأتى هذا على هوى إسرائيل- كما ذكرت من قبل- التى لديها حلم مزعوم بأنها ستحقق دعوتها من النيل إلى الفرات.
ويتحمل المجتمع الدولى مسئولية أخلاقية وقانونية لوقف الحرب الإسرائيلية المستمرة على الأراضى الفلسطينية، فرغم صدور العديد من القرارات الأممية التى تدين العدوان الإسرائيلى وتطالب بوقف إطلاق النار، فإن هذه القرارات غالبًا ما تبقى حبرًا على ورق، ويعود ذلك إلى عدة عوامل، أبرزها: مصالح الدول الكبرى التى تتأثر بمصالحها الاقتصادية والسياسية، وحق النقض الأمريكى الذى يعطل أى قرار قد يضر بمصالح إسرائيل، وغياب آليات تنفيذ فعالة داخل المنظمات الدولية، وانقسام المجتمع الدولى حول كيفية التعامل مع النزاع.
ولمواجهة هذا الوضع، يتعين على المجتمع الدولى بذل جهود مضاعفة، تتمثل فى زيادة الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها وجرائمها، واحترام القانون الدولى، وفرض عقوبات اقتصادية رادعة عليها، وتوفير حماية دولية للشعب الفلسطينى، ودعم حل الدولتين كحل عادل ودائم للنزاع، كما يلعب المجتمع المدنى دورًا حاسمًا فى الضغط على الحكومات لاتخاذ إجراءات حاسمة.
وفى النهاية يعتبر وقف الحرب الإسرائيلية مسئولية مشتركة تقع على عاتق المجتمع الدولى ككل، يتطلب ذلك تضافر الجهود وتغيير الأولويات لضمان تحقيق السلام العادل والدائم فى المنطقة، وهذه هى الرؤية المصرية الصائبة التى أعلنتها القاهرة مرارًا وتكرارًا.
أخبار متعلقة :