نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عملات تاريخية تسرد الحضارات.. "أسرار خزنة هانو" بمتحف الإسكندرية القومي - صوت العرب, اليوم الأربعاء 6 نوفمبر 2024 11:00 صباحاً
يعد متجر "هانو"، واحدًا أهم المتاجر التي ارتبطت بحقبة تاريخية وثقافية هامة في القرن الماضي، وهو جزءً من تاريخ وهوية مدينة الإسكندرية، حيث تم تنظيم معرض خلال أيام التراث السكندري.
ويحمل هذا العام اسم "أسرار خزنة هانو" والذي أقيم بمتحف الإسكندرية القومي، لعرض المقتنيات التاريخية "خزنة "هانو" وسرد قصة المتجر الشهير الذي كان علامة مميزة، وجزء لا يتجزأ من هوية الإسكندرية.
بداخل معرض " أسرار خزنة هانو" بمتحف الإسكندرية القومي، عرضت العديد من العملات التاريخية، والتي من ضمن مقتنيات "هانو" فضلا سرد عن قصة تأسيس المتجر الشهير، وتفاصيل بناء المتجر الرئيسي في الإسكندرية، والتي رصدتها" الدستور" في التقرير التالي:
متجر هانو
كان هانو واحدًا من أوائل المتاجر التي ادخلت مفهوم التسوق الفاخر إلى مصر، ليصبح علامة مميزة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية للبلاد خلال القرن الماضي.
الملك فاروق أبرز زبائنه
لم يكن هانو مجرد متجر عادي، بل كان مقصدًا للشخصيات البارزة من المصريين والأجانب على حد سواء، من بين زبائنه الدائمين كان الملك فاروق، وأفراد العائلة المالكة، إلى جانب عدد من الفنانين والمشاهير، الذين زاروا المتحر بحثًا عن أخر صيحات الموضة والعطور والهدايا.
التسوق في هانو كان طقسا اجتماعيا وثقافيا يترقبه المصريون، خاصة في فترات الاعياد، كانت العائلات تتوجه إلى المتجر بكامل اناقتها، حيث يتجولون في أروقته الفاخرة بحثًا عن منتجات فريدة، وتحولت زيارة هانو جزء لا يتجزأ من ذاكرة الطفولة للكثير من المصريين.
بداية تأسيس متاجر هانو
نطهي سلسلة متاجر مصرية مملوكة لعائلة هانو، انشأت عائلة ( غبريال هانو) متجرًا للخردوات والألعاب في شارع الموسكي علم 1882 تطور إلى متجر للسلع الجافة يسمي" Au Petit Bazar" في عام 1887، تم بيعها لموظف سابق "مورينيو شيكوريل" من إزمير، وفي عام 1903 انشأت عائلة هانو أول متجر متعدد الأقسام في القاهرة، واستمرت في بناء 5 متاجر في القاهرة والإسكندرية، وكان هدفهم بناء متاجر متعددة الأقسام مثل " Galeries Lafayette "في باريس، في الواقع كان الموظفون في فرع الإسكندرية يتحدثون الفرنسية بدلًا من العربية.
انضم أبناء غبريال" ريموند وروبرت" إلى شركة العائلة، وكان يقع في الإسكندرية 4 فروع، يعتبر المتجر الرئيسي في المنشية، الفرع الثاني كان في كامب شيزار، ومتجر صغير يقع في شارع فؤاد، والفرع الرابع كان صغيرًا جدا ويقع في شارع سيزوستريس.
مر متجر هانو بمراحل مختلفة، في 16يناير عام 1914، انشأت عائلة هانو شركة في باريس برأس مال 2.500.000 فرنك، من شأن إدارة متجرهم في الإسكندرية، وكان المساهم الرئيسي السيدة في هانو، في عام 1930 تم بناء متجرها الرئيسي في حي المنشية بالإسكندرية، أمام كنيسة سانت كاترين، والذي ضم (الطابق الأرضي والأول والثاني) وتم إضافة القبة عام 1950، وعقب ثورة 1952 تم تأميم متاجر هانو، ولا يزال المتجر هذا مفتوحًا للجمهور.
القيمة التراثية والمعمارية
مبنى هانو هو مثال على أسلوب العمارة الانتقائية الكلاسيكية الجديدة الواقعة في وسط مدينة الإسكندرية " الحي الأوروبي" وبقع المبنى ضمن قائمة التراث للمدينة، ويعكس المتجر وخزنته مزيجا من الفخامة والغموض ويستمر في إحياء تلك الحقبة، وتزامن ظهور التراث الباريسي مع تطور المتاجر الكبرى، مثل صيدناوي وشيكوريل وهانو.
لم تقدم هذه المتاجر الملابس فحسب، بل تضمنت أيضا مجموعة من العناصر الزخرفية، حيث كان المتجر يستخدم لبيع المحافظ والأحذية والملابس والادوات المنزلية ولعب الاطفال، والنسيج في ثمانينيات القرن العشرين وتم تخصيص الدور الثاني لذلك، وتضمن الطابق الأول عرض المجوهرات والصيني والكريستال والمزهريات، والأجهزة الكبيرة، وتم تخصيص جزء كبير للسجاد، واحتوى الدور الثالث مساحات ثلاثية الأبواب والتي يبدو أنها بنيت في أربيعينات القرن العشرين لعرض عرض الاثاث.
خزنة هانو
حملت "خزنة هانو"، قصصًا مثيرة تتجاوز كونها مجرد مكان لحفظ الأموال والمجوهرات، كانت الخزنة تضم أسرارا تجارية ومقتنيات خاصة ترتبط بتاريخ المتجر، ما اضفى على هانو هالة من الغموض، وجعله أكثر من مجرد متجر، بل جزءً من التراث التجاري والاقتصادي لمصر الحديثة.
في عام 2022، اتخذ الأمين العام قرارًا بتشكيل لجنة متخصصة لمعاينة العملات الموجودة داخل الخزينة الرئيسية لشركة بيوت الازياء الراقية في القاهرة والإسكندرية، كان الهدف من هذه اللجنة التحقق من أصالة العملات، وتسجيل ما يثبت قيمتها الآثرية، في الإدارة العامة الحيازة والمقتنيات الاثرية، وبعد التحقق من أهميتها أهديت هذه العملات إلى وزارة الآثار في عام 2024.
لم تكن هذه العملات مجرد نقود بل قطعًا تاريخية تسرد قصصًا عن الحضارات والعصور التي مرت بها، فقد كشفت النقوش والنصوص القديمة المنقوشة عليها، تطور اللغة والكتابة، ووثقت احداثًا كبرى مثل الحروب والانتصارات، ومن خلال المعادن المستخدمة في سك العملات وقيمتها السوقية، أمكن قراءة الأزمات الاقتصادية التي مرت بها تلك العصور.
86 عملة من عصور مختلفة
تضم المجموعة المعروضة في هذا المعرض 86 عملة من عصور مختلفة: البطليمية، السكندرية، الرومانية، العثمانية والأوروبية، وابرز القطع المعروضة عملة نادرة تحمل صورة الإسكندر الأكبر مما يضفي على المجموعة قيمة تاريخية فريدة.
أخبار متعلقة :