صوت العرب

أغرب ذكريات المثقفين في الطفولة.. "إحسان عبد القدوس عاني بسبب اسمه" - صوت العرب

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أغرب ذكريات المثقفين في الطفولة.. "إحسان عبد القدوس عاني بسبب اسمه" - صوت العرب, اليوم الأربعاء 20 نوفمبر 2024 01:33 مساءً

يحتفل العالم في 20 نوفمبر من كل عام باليوم العالمي للطفل، والذي اختارته الجمعية العامة للأمم المتحدة ليكون يوما للتآخي والتفاهم على النطاق العالمي بين الأطفال وللعمل من أجل تعزيز رفاهية الطفل، وهو نفس التاريخ الذي يتزامن كذلك مع اتفاقية حقوق الطفل التي اعتمدت عام 1989.

وتنوعت طفولة كبار الكتاب والأدباء، فبعضهم عاش طفولة تقليدية، والبعض كانت طفولتهم غريبة، ساهمت في تشكيل وعيهم وإدراكهم الأدبي، لذا يستعرض "الدستور" أغرب ذكريات المثقفين في فترة الطفولة.

إحسان عبد القدوس 
“عانيت كثيرا من اسمي” هكذا تحدث الكاتب الراحل إحسان عبد القدوس (1 يناير 1919 - 12 يناير 1990) عن معاناته مع اسمه في فترة طفولته، قائلا: إنه كلما تشاجرت مع الأولاد في الشارع يجرون ورائي وهم يرددون "البنوتة أهو.. البنوتة أهو" لماذا؟ لأن اسمي إحسان، وإحسان اسم يطلق على البنات ولهذا كنت دائما وأنا صغر اسأل والدي ووالدتي: انتوا ليه سمتوني إحسان؟.

صلاح جاهين 
أما الشاعر ورسام الكاريكاتير صلاح جاهين، فقد كانت إصابته بمرض التيفود نقطة تحول كبير في حياته وتحديدا طفولته، إذ أصيب به وهو في عمر الثانية عشرة من عمره، وكان يقيم حينها في أسيوط مع والده الذي كان يريده أن يتخرج من كلية الحقوق ويصبح محاميا أو وكيلا للنيابة مثله، وكان والده يسهر معه ويقرأ له كتابا استعاره من مكتبة مدرسة الأمريكان بأسيوط.

وفي حواره مع مجلة "سمير"، بعددها الصادر بتاريخ 14 سبتمبر 1969، قال: كان لتأثير مرضى، وقراءة حياة الفنانين والمنظر الخلاب الذى شاهدته من النافذة أثر كبير في تحول مجرى حياتى إلى طريق الفن والرسم بصفة خاصة، وهكذا بدأت أعنى بدراسة الرسم، وأرسم فى البداية وجوه من حولى أخوتى وأصدقائى، وبعد عام واحد رسمت لوحتى المشهورة مشهد من "جحيم دانتى" وكنت وقتها طالبا بالصف الثانى الثانوي.

نزار قباني
"طفولتي كانت مليئة بالأشياء الغريبة" هكذا قال الشاعر نزار قباني في حواره بجريدة "وطني" بعددها الصادر بتاريخ 17 مايو لعام 1998 ومن بين ذكريات هذه الطفولة ذكر أنه مرة أشعلت النار في ثيابه متعمدا ليعرف سر النار ومرة رمى نفسه من فوق سطح المنزل ليكتشف الشعور بالسقوط، مضيفا: وفي الثانية عشرة من عمري اجتاحتني حيرة لا شبيه لها، من أين أبدأ؟ كيف أبدأ؟ كنت إذا اضطجعت في سريري، أرفع يدي في الظلام، وأرسم في الفراغ خطوطا ليس لها نهايات، وأشكالا لا تعني شيئا.

أنيس منصور 
كانت طفولة الأديب أنيس منصور غريبة وليس كغيره من الأطفال، فكانت والدته تحرص على ألا يتحدث ولا يلعب مع الأطفال، فكان رأيها أن كل الأطفال لا أدب لهم ولا أخلاق، وأنهم يلعبون في التراب، ويمزقون ملابسهم، وكانت تردد دائمًا أن ابنها - أنيس - مؤدب، وكان إذا جاء ضيف تشير إليه أن يجلس في صمت، فيجلس ليسمع ويرى ولا يتكلم إلا إذا طلبت منه أن يأيتها بكوب أو يفتح الباب.

ورغم أن والده هو الذي لفت نظره لقراءة كتب الأدب، ونصحه بأن يخصص كشكولا ينقل فيه ما أعجبه من عبارات وأفكار ويلخص ما قرأه من كتب الأدب، ورغم أن مكتبته الأدبية كانت هي المهد الأول والأساس الذي نمت في ظله هوايته لقراءة الأدب، فإن كان أول من  انقلب عليه ضد هذه العادة وبات أول من يحارب كل كتاب خارج كتب المنهج الدراسي وهذا ما أوضحه في مقال له بمجلة "فصول" جاء بعنوان "لا حرية لكاتب في مجتمع غير حر" بعددها رقم 3 والصادر بتاريخ 1 يوليو لعام 1992.

خيري شلبي 
كان والد الأديب خيري شلبي يرى أن هذه الكتب تعطله عن المذاكرة، وهذا ما أكد عليه: "فالويل لي كل الويل إذا ضبط معي كتاب مزوق الغلاف حتى وإن كان مدرسيا، خاصة إذا كان الكتاب رواية أو مجموعة قصص أو ديوان شعر، وكان عذره في ذلك أن هذه الكتب هي التي تعطلني عن المذاكرة، وتفتح ذهني على ما يجب ألا أعرفه في هذه السن المبكرة إذ إن هناك أشياء إذا ألم بها الإنسان في صغره ثقلت عليه وأفسدت مزاجه وأصابت توازنه العقلي بالخلل".

حينما حالفه سوء الحظ بالرسوب في امتحان السنة الثانية بمعهد المعلمين العام، فكان يوما عصيبا يوم بلغ والده النتيجة، فبعد أن علم اندفع يجري نحو الداخل فظنه يبحث عن سكين يذبحه بها، ولكن ما فعله أنه فتح الدولاب وانتزع منه أكواما من الكتب الثمينة الحميمة التي اشتراها بحر ماله وأنفق في الاستمتاع بقراءتها معظم سنين عمره، كوم كل ذلك في حوش الدار وهو يلهث ويتعثر في قبقابه الخشبي، وأشعل النار وهو يهذي "مالي! حد شريكي؟! أحرق مالي وعمري، والسبب هذا الوغد السافل الذي لم يقدر كفاحي من أجل تعليمه، ضياع الكتب وإن كانت عزيزة أفضل من ضياع ابن ولو كان بليدا ساقطا".

أخبار متعلقة :