مصر تربح فى قمة العشرين - صوت العرب

كما قلت إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى البرازيل للمشاركة فى قمة العشرين تعكس المكانة الكبيرة التى تحياها مصر حاليًا. وهذه المكانة العظيمة قد دفعت الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى عقد لقاءات كثيرة وموسعة مع أعداد من الزعماء والمسئولين الدوليين على هامش القمة. هذه اللقاءات لها أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية واسعة جدًا.

فلقاءات الرئيس قد شملت مناقشة مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

يهدف هذا النشاط الموسع للرئيس السيسى على هامش القمة، بخلاف كلمة مصر العبقرية التى ألقاها فى هذه القمة، والتى تناولت عددًا مهمًا من الرسائل الموجهة إلى العالم، إلى توضيح الدور الذى يجب أن يقوم به المجتمع الدولى فى ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان، وعودة الاستقرار والهدوء إلى المنطقة والإقليم. هذه الرسالة جاءت فى محفل دولى مهم جدًا، ليؤكد الرئيس أن موقف مصر ثابت ولا يتغير ولا يتبدل أمام قضية فى منتهى الأهمية، وهى وقف الحرب الإسرائيلية، وتفعيل حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.

ثم تأتى الرسالة الأخرى ذات الأهمية الكبرى وهى عرض الرئيس تجربة مصر فى عملية التنمية خاصة من خلال مبادرة «حياة كريمة»، تلك المبادرة التى تعد بحق مبادرة عالمية بكل ما تعنى هذه العبارة من معانٍ. فهذه المبادرة التى شملت الريف المصرى بأكمله، بما يعادل أكثر من ٥٠٪ من عدد سكان مصر، وتركيزًا على الفئات الفقيرة والأشد احتياجًا، قد حققت نجاحًا باهرًا جعل العالم يقف مشدوهًا أمامها. فلا توجد دولة فى العالم قامت بمثل هذه المبادرة الكبيرة بهذه الصورة التى شهدناها وما زالت تؤتى أكلها وثمارها، من أجل الحياة الكريمة للمواطن المصرى.

وتكتسب اللقاءات الثنائية التى عقدها الرئيس السيسى على هامش قمة العشرين أهمية استراتيجية بالغة، فهى تمثل منصة فريدة لتعميق العلاقات الثنائية مع قادة الدول الصناعية الكبرى والاقتصادات الناشئة. وتسعى مصر من خلال هذه اللقاءات إلى تعزيز التعاون فى مختلف المجالات، من بينها الاقتصاد والتجارة والاستثمار، وفتح آفاق جديدة للشراكات الاستراتيجية. 

كما تمثل هذه اللقاءات فرصة ذهبية لعرض الإنجازات التى حققتها مصر فى ظل القيادة السياسية الحكيمة، وتسليط الضوء على المشروعات القومية العملاقة التى تشهدها البلاد، والتى تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وتحسين مستوى معيشة المواطنين. 

بالإضافة إلى ذلك، تسعى مصر من خلال هذه اللقاءات إلى حشد الدعم الدولى لجهودها فى مكافحة الإرهاب والتطرف، وتعزيز الأمن والاستقرار فى المنطقة، كما تسعى إلى طرح الرؤية المصرية لحل القضايا الإقليمية والدولية، وتأكيد دور مصر المحورى فى صناعة السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط، ومن خلال هذه اللقاءات تسعى مصر إلى تعزيز مكانتها كقوة إقليمية مؤثرة، وقوة دولية فاعلة، قادرة على لعب دور محورى فى مواجهة التحديات العالمية.

كما تعد اللقاءات الثنائية التى عقدها الرئيس محركًا قويًا لدفع عجلة الاقتصاد المصرى نحو آفاق أرحب، فمن خلال هذه اللقاءات تسعى مصر لجذب استثمارات أجنبية مباشرة ضخمة، وتعزيز التعاون التجارى مع كبرى الاقتصادات العالمية، مما يسهم فى تنويع مصادر الدخل وزيادة الاحتياطات النقدية. 

كما تعمل هذه اللقاءات على تسهيل نقل التكنولوجيا الحديثة إلى مصر، وتمكينها من اللحاق بالركب التكنولوجى العالمى، وبالتالى تعزيز تنافسيتها فى الأسواق الدولية. علاوة على ذلك، فإن هذه اللقاءات تسهم فى خلق فرص عمل جديدة للشباب، وتدعم جهود الحكومة فى تحقيق التنمية المستدامة. 

من خلال هذه اللقاءات تسعى مصر إلى تعزيز مكانتها كوجهة جاذبة للاستثمارات، وتسليط الضوء على الإصلاحات الاقتصادية التى نفذتها، مما يعزز الثقة فى الاقتصاد المصرى ويجعله أكثر جاذبية للمستثمرين. وبالتالى، فإن هذه اللقاءات تسهم فى تحقيق النمو الاقتصادى المستدام، وتحسين مستوى معيشة المواطنين.