صوت العرب

مع العشرين.. لرابع مرة - صوت العرب

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع العشرين.. لرابع مرة - صوت العرب, اليوم الأحد 17 نوفمبر 2024 07:51 مساءً

رؤساء دول وحكومات «مجموعة العشرين»، يجتمعون اليوم وغدًا، الإثنين والثلاثاء، بمدينة «ريو دى جانيرو» البرازيلية، لمناقشة عدد من الموضوعات ذات الأولوية لدول المجموعة، والدول المدعوّة، وعلى رأسها «الشمول الاجتماعى ومكافحة الفقر والجوع» و«إصلاح مؤسسات الحوكمة العالمية» و«تحول الطاقة فى إطار التنمية المستدامة»، و... و... وتأكيدًا لثقل مصر الدولى، ودورها المحورى فى محيطها الإقليمى، يشارك الرئيس عبدالفتاح السيسى فى هذه القمة، تلبية لدعوة نظيره البرازيلى لولا دا سيلفا.

مع مشاركتها فى قمة «مجموعة العشرين وإفريقيا»، منذ إطلاقها، سنة ٢٠١٧، شاركت مصر فى قمم المجموعة خلال الرئاسة الصينية سنة ٢٠١٦، واليابانية فى ٢٠١٩، والقمة الثامنة عشرة، التى استضافتها العاصمة الهندية نيودلهى، السنة الماضية. ولعلك تعرف، قرأت أو سمعت، أن دول المجموعة تمثل حوالى ٨٠٪ من الناتج الإجمالى العالمى و٧٥٪ من حجم التجارة الدولية و٦٠٪ من تعداد سكان العالم، ما يجعلها من أهم أطر اتخاذ القرار الاقتصادى على المستوى الدولى. ولكونها تضم دولًا من الشمال والجنوب، على خلاف «مجموعة السبع» التى توصف بأنها نادى الدول الغنية، صارت اجتماعاتها من أكبر فرص التواصل وتبادل الآراء ووجهات النظر بشأن المشكلات التى يواجهها العالم. 

تلك، إذن، هى المشاركة المصرية الرابعة فى قمم المجموعة. وكالعادة، ستستعرض مصر، بلسان رئيسها، خلال جلسات القمة، جهودها التنموية، والتحديات التى تواجه الدول النامية فى جهودها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة فى ظل التقلبات الدولية الجارية على الصعيدين السياسى والاقتصادى، ورؤيتها بشأن أولوية التكاتف وتعزيز التعاون لمواجهة تلك التحديات. كما ستتناول الأوضاع الإقليمية، والأزمة التى تواجه منطقة الشرق الأوسط، فى ظل ما تشهده من عدم استقرار مع استمرار التصعيد الإسرائيلى فى فلسطين ولبنان، والجهود المصرية لاستعادة الاستقرار فى المنطقة. وعلى هامش القمة، سيلتقى الرئيس، طبعًا، عددًا من قادة دول العالم، للتباحث بشأن سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وآليات تعزيز التعاون الدولى فى مجال تحقيق أهداف التنمية المستدامة، إضافة إلى جهود استعادة السلم والأمن الإقليميين.

ملفات عديدة ناقشتها القمة الماضية، «قمة نيودلهى»، من بينها تعزيز التعاون المشترك فى مواجهة التحديات الدولية المتصاعدة، وتسريع التقدم فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة ومكافحة الفقر والأمن الغذائى وتفعيل أطر التعاون الاقتصادى، كما شهدت إطلاق التحالف العالمى للوقود الحيوى، بهدف مكافحة ظاهرة التغير المناخى والاحتباس الحرارى، وشهدت أيضًا انضمام الاتحاد الإفريقى إلى عضوية المجموعة. وبموافقة كل قادة الدول الأعضاء، طلب ناريندرا مودى، رئيس وزراء الهند، خلال الجلسة الافتتاحية، من رئيس الاتحاد أن يأخذ مكانه عضوًا دائمًا فى المجموعة، ليصبح اتحاد دول القارة السمراء، هو التكتل الإقليمى الثانى، الذى يحصل على العضوية الكاملة بالمجموعة، بعد الاتحاد الأوروبى. 

تأسيسًا على ذلك، وانطلاقًا من رئاسة مصر الحالية لـ«اللجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات وكالة الاتحاد الإفريقى للتنمية»، النيباد، سيتناول الرئيس السيسى غالبية موضوعات، قضايا، وشواغل الدول الإفريقية، والدول النامية إجمالًا، وسيؤكد، مجددًا، أهمية تعزيز الجهود الدولية لتيسير اندماجها فى الاقتصاد العالمى، على نحو متكافئ، وتطوير مؤسسات التمويل الدولية، واتخاذ خطوات حاسمة إزاء التحديات، التى تحول دون التعافى الاقتصادى وبلوغ التنمية المستدامة، مع وضع حلول مستدامة للمشاكل الهيكلية، التى تواجهها الدول النامية، سواء فيما يتعلق بتنامى إشكالية الديون، أو تضاؤل جدوى المعونات التنموية، مقابل تعاظم مشروطيات الحصول عليها، واتساع الفجوة التمويلية لتحقيق التنمية المستدامة.

.. وتبقى الإشارة إلى أن القمة، التى تأتى تتويجًا لاجتماعات وزراء وكبار مسئولى الدول الأعضاء، والمدعوة، طوال العام، ستشهد إطلاق «التحالف العالمى لمكافحة الفقر والجوع»، الذى يهدف إلى تعزيز الشمول الاجتماعى، من خلال حشد الموارد المالية والمعرفية، واستنساخ تجارب محلية، لتسريع وتيرة الجهود العالمية لمكافحة الفقر والجوع، باعتبارهما على رأس أهداف أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة ٢٠٣٠، وإن كنا نعتقد أن هذا التحالف لن يتمكن من تحقيق ذلك، دون وضع ترتيبات مستقبلية، محورها نظام دولى متعدد الأطراف، وتعظيم دور المؤسسات الدولية فى الاستجابة الفعّالة للأزمات والتحديات.

أخبار متعلقة :