نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الرئيس المنتظر - صوت العرب, اليوم السبت 16 نوفمبر 2024 06:21 مساءً
السبت 16/نوفمبر/2024 - 06:16 م 11/16/2024 6:16:40 PM
في اعقاب الإعلان عن اسم الرئيس الفائز في الانتخابات الأمريكية الأخيرة، جلست امام التليفزيون لمتابعة رد فعل الفضائيات، كان هناك تحفز غريب لفوز دونالد ترامب، وهو كان رئيسا في فترة سابقة، حل محلة رئيس ضعيف هو . فلما تم الإعلان عن ترامب، شعت وكان العالم يترقب وصوله، كمنقذ للسلام، وكان بعض الوزراء في حكومات أوروبية قد تناولوه بسوء في اقوالهم على صفحاتهم، ولما سمعوا انه أصبح الرئيس القادم تراجعوا أمام عدسات التليفزيون ليعلموه انهم لا يقصدون إهانته. خيل الى من متابعة رد فعل العالم أننا ننتظر النبي المنتظر. أو حسب طائفة المسلمين الشيعة فهم ينتظرون دائما المهدي المنتظر. وعند اليهود أيضا يوجد مسيح منتظر، وقد انتظروه بالفعل متمثلا في شخص كاهن يهودي اسمه مناحيم مندل شنيرسون، وهو حاخام يهودي أرثوذكسي روسي أميركي ومن الشخصيات البارزة في الحركة القبالية اليهودية، والدراسات المتعلقة بها.
هذا المسيح المنتظر، قد أفتى سابقا بحرمة التّنازل عن شبر واحد من أرض إسرائيل، ورفع من قيمة الأرض على حساب قيم المساواة والحرية، حتى قال: لا يجوز ترك الأرض في حال كان الجسد اليهودي مهددا بحياته. وأصبح قوله هذا جزء من العقيدة اليهودية الحالية التي يسير عليها نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل الحالي. وهو من اشد المعجبين بهذا الكاهن اليهودي وتعاليمه. منذ ان قابله عندما كان نتنياهو سفيرا لإسرائيل في واشنطن. ويعود السبب في تشدد نتنياهو وإصراره على إبادة الفلسطينيين في قطاع غزة في الحرب التي شنها على القطاع في اكتوبر 2023، إلى تمسكه بنبوءة أخبره بها الكاهن شنيرسون، مفادها أنه هو من "سيسلم مفاتيح أرض الميعاد للمسيح"، مما حرضه على توسيع رقعة الحرب وابادة سكان القطاع.
وقد تعلمنا من التاريخ والجغرافيا، ان جزيرة العرب هي أشرف بقاع الأرض، فيها الكعبة المشرفة قبلة المسلمين وبئر زمزم، والقدس الشريف مهد الديانة اليهودية والمسيحية، والكنيسة المقدسة وموطن المسيح عليه السلام، وجبالها امتداد لجبال سيناء التي كلم الله موسي عليها قمتها. لو أن تلك الأماكن المقدسة كانت في مكان آخر، هل كانت ستغير حال أبنائها ليكونوا سادة الأمم؟ ويكون السؤال الأهم: وضعنا كعرب في العالم، هل لنا الخيار من أمرنا؟
هل نستطيع ان ندافع عن أنفسنا دون الاستعانة بأمريكا ننتظر منها دوما أن تتدخل لصالحنا. وننتظر بصبر نافذ رئيسها المنتظر بسياساته التي نتمنى ان يكون قد عدلها لصالح قضيتنا الكبرى فلسطين.
ونسينا ان الرئيس المنتظر، هو من وافق على نقل عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية من تل ابيب الى القدس، في تحد واضح لكل القيم العربية، واعترافا منه بأن القدس لم تعد مدينة محتلة بل أصبحت إسرائيلية.؟
وكأن منطقتنا العربية، بطل ما تملك من قيم روحية، وأنبياء مرسلين حقيقيين تعجز عن تملك أمر نفسها وحل مشكلاتها دون الاستعانة بالرئيس المنتظر.
الغرب أصطنع لنفسه أنبياء من كل صنف، لينين، ماركس، مونتسكيو، جان جاك روسو، مارتن لوثر، بسمارك، غاليبالدي، تشرشل. ونحن لا زلنا ننتظر المهدي كل مائة عام ليجدد دماء أرواحنا، ورئيس أمريكي منتظر كل أربعة أعوام، ولكن المهدي لم يأتِ، ولم نسأل أنفسنا عن السبب. لأننا حددنا له شكله واسمه وقبيلته وعائلته ومذهبه ومدينته وتاريخ نزوله قبل أن ينزل. لأجل ذلك تأخر، ولم يشأ ان ينزل أو يظهر، لأنه لا يريد ان يغضب الآخرين ولم يحضر.
لأجل هذا نحن ننتظر أوباما، ومن بعده ترامب، حتى يفرغ من مسئولياته لينظر بعين العطف الي مشكلاتنا، لينظر فيما يحدث عندنا.
وتابعنا حركات وخلجات وتصريحات الرئيس المنتظر، ولم نتوقف عند تصريح سفيره مايك هابي، الذي اختاره ليكون سفيرا له في اسرائيل، عندما أعلن: أنه لا يوجد شيء اسمه فلسطين أو الضفة الغربية.
منطقتنا أصابهم التعب والتعصب، ورفضت الاعتراف بالقوميات الأخرى التي آمنت بدينها، الفرس والأكراد والتتار في الشرق، والأمازيغ والبربر في الغرب، والزنج في الجنوب، تركت العرب تلك الأمم هم على حدودها ينازعون، لا هم يكرهون العرب ولا العرب يحبونهم.
وصار من الفرس أئمة ورواه أحاديث، واحرجوا العرب بحرصهم على القضية الفلسطينية، وصار من الأكراد قادة يدافعون عن القدس والقومية العربية.
نتمنى ان نعود إلى أدياننا السماوية الصافية الراقية بسماحتها وعقلانيتها وبساطتها، بلا أيديولوجيات ولا مذاهب ولا أحزاب ولا فرق، يبقي كل منا على دينه، ونقبل ان نتعايش دون ألم وحرب أو تعصب. وقتها لن ننتظر مع ملايين الأمريكان الرئيس المنتظر.
أخبار متعلقة :