نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من أجلى ابتلعت أمى الشمس - صوت العرب, اليوم الجمعة 15 نوفمبر 2024 08:18 مساءً
تحت ضوء النجوم المتوهجة تظل طوال الليل ساهدة.
أتابع بملل خربشاتها على الورق.
نقرات أصابعها القلقة على المنضدة.
فى الليالى القمرية
تخلع ترسها، وتجلس على الأرض العشبية، تحتضن رأسى وتبدأ فى الحكى..
تنسج لى تاريخًا، من حكايات عن الاختبار، عن التحدى، ولا تنسى أن تطعمه ببعض من الرضى والصبر.
أغفو/ أنام وتستمر هى فى النسج/ الحكى
فى الصباح تساعدنى، وأرتدى الثوب، أحمله تعويذة، درعًا..
أسأل القائد: متى الحرب؟ أين ساحة المعركة؟
تمسح أمى رأسى. وتقول: لا تتعجل يا بنى.
وسأحتاج لعشر سنوات من العمر، كى أدرك أن الحرب قامت وستظل.
وأن جلدى هو ساحة الكر والفر.
فى البدء.. كانت المناورة
تروض أمى الوحش..
تراوغ النهر المنصب من السماء.
تضع فى طريقه كل الذرات العطشى لامتصاصه، النهمة لافتراسه
فى المعركة تختار الحلفاء وتقسمهم لمراتب، فى القلب الأجدر من يمتص كل الضوء، فى آخر الصف يقف جنود التشتيت،
تحذف من المعجم كلمة يشف،
الخشب حليفها الأزلى، شجرة، جدار، باب، خزانة،
ليس كل الأصدقاء حلفاء، يتقاعس البعض، طول المعركة يوهن العزم
فترتدى أمى روح حكمدار مدينة محتلة
وتقبض أمى على جمر الأمواج الطولية لشعاع الشمس
تضعهم فى خزانتها تسمح لبعض الطيف أن يمر.
قبلها
تملأ بطاقات التعريف. تتأكد من هوية الطيف العابر.
يتعاطف بعض الطيف مع تساؤلها، وإصرارها الرتيب على تعرف المعرف.
لا تسمح بالخروج إلا للطيف الخامل.. هكذا أصف
تهز رأسها: لا. لا. ليس هكذا نصف الأصدقاء الحلفاء.
فتسميه الطيف الطيف، الطيف الحليف. لا بد من صفة، طيف أمى ليس ككل طيف.
أحيانًا يكون لا مفر..
وتأتى المواجهة
فلا تتردد أمى أن تبتلع الشمس
تفتح فمها، كل مسامها، تتحول لقطعة إسفنج
تمتص اللهب الخارج من فوهة تنين أبدى
تضطرب الثورات، التفجيرات، الحمم البركانية، فى أحشائها.
تتحول أمى لعنقاء تحترق كل صباح
من الرماد يهب قلب أمى
قلب أمى منشور زجاجى لا يعكس كل موجات الطيف
روح أمى سحابة عالية ترسم قوس قزح دون لون بنفسجى
جسد أمى أرض خضراء تبتلع الشمس.. كى أعيش.
أخبار متعلقة :