نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نص خطبة الجمعة 15 نوفمبر 2024 مكتوبة: "المال العام وحرمة التعدي عليه" - صوت العرب, اليوم الجمعة 15 نوفمبر 2024 10:15 صباحاً
أعلنت وزارة الأوقاف أن موضوع خطبة الجمعة لهذا اليوم سيكون بعنوان "المال العام وحرمة التعدي عليه"، حيث تهدف الوزارة إلى توعية جمهور المسجد حول قيمة المال العام وأهمية الحفاظ عليه. يُعد المال العام من أموال الناس جميعًا، ويمثل منفعة لكل المواطنين، سواء في المرافق العامة أو الخدمات التي يستفيد منها الجميع.
الخطبة ستتناول محاور أساسية تتمثل في:
تعريف المال العام: المال العام هو المال الذي لا يخص فردًا واحدًا، بل يخص الأمة بأسرها ويعود بالنفع على الجميع مثل الأموال المخصصة للمرافق العامة، المدارس، المستشفيات، الكهرباء، والمياه.
حرمة التعدي على المال العام: التعدي على المال العام، سواء كان بالإهدار أو السرقة أو التربح الشخصي منه، يعد خيانة للأمانة، ويؤدي إلى عقاب في الدنيا والآخرة. وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: "إن رجالًا يتخوضون في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة".
العواقب الشرعية للتعدي على المال العام: يجب على المسلمين أن يدركوا أن المال العام أمانة، والتعدي عليه يؤثر سلبًا على المجتمع بأسره.
في القرآن الكريم والسنة النبوية، تم التأكيد على أن الأموال العامة ينبغي أن تُحفظ ولا يُسوء استخدامها، وقد ورد في الحديث النبوي: "أيما لحم نبت من حرام فالنار أولى به".
دعوة للقيام بالواجبات تجاه المال العام: حثت الخطبة على ضرورة الحفاظ على المال العام ومراعاة الأمانة في إدارة الموارد العامة، كما يجب أن نتحلى بالتقوى والعدل في التعامل مع هذه الأموال التي هي ملك للجميع.
الخطبة تهدف أيضًا إلى توعية المسلمين بحرصهم على حماية مقدرات وطنهم وألا يستسهلوا التعدي عليها، لما لها من تأثيرات سلبية على مستقبل الأجيال القادمة.
وفيما يلي نص الخطبة كاملا:
الحمد لله رب العالمين، بديع السماوات والأرض، ونور السماوات والأرض، وهادي السماوات والأرض، أقام الكون بعظمة تجليه، وأنزل الهدى على أنبيائه ومرسليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلها أحدا فردا صمدا، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، أرسله الله تعالى رحمة للعالمين، وختامًا للأنبياء والمرسلين، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
إن المتأمل في البيان النبوي الشريف يجد وعيدًا شديدًا وترهيبًا حادًا من التعدي على المال العام بأي صورة من الصور، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: "إن رجالًا يتخوضون في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة". أرأيتم أيها الناس قدسية المال العام وعظمته؟! أرأيتم ماذا سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ إن المال العام هو مال الله تعالى.
أيها المعتدي على المال العام أفق! أنت لا تعتدي على مال الوطن والمواطنين فقط، بل على مال الله جل جلاله! أعلمت هول الأمر وشدته وعظمته؟! إن المال العام هو المال المقدس، والتعدي عليه جور وبغي على المال الذي نسب إلى الله تعالى نسبة صيانة وحماية وحفظ. تأمل عقاب الذين يعتدون على مال الله بتضييعه وسوء التصرف فيه والأخذ منه بغير حق، فيقول صلى الله عليه وسلم: "فلهم النار يوم القيامة". ويقول صلى الله عليه وسلم أيضًا: "أيما لحم نبت من حرام فالنار أولى به".
وتساءل البعض: ما هو المال العام؟ ونجيب: المال نوعان، مال خاص ومال عام. أما المال الخاص فهو الممتلكات الشخصية، مثل منزلك، وثوبك، وكتابك، وأغراضك الشخصية، وهذه لها حرمة عظيمة من الشرع، حيث قال الله تعالى: {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل}، وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه"، وأكد صلى الله عليه وسلم: "كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه".
أما المال العام فهو الذي لا يخصك وحدك، بل يخص الناس جميعًا، وينتفع به الجميع، مثل المواصلات العامة، الشوارع، الكهرباء، المدارس، المستشفيات، والمرافق العامة. قد يتساهل البعض فيه لأنه ليس ملكًا خاصًا له، فتجرؤوا عليه، لكن هذا خطأ عظيم! إذا كان الله تعالى قد عظّم أملاكك الخاصة وحرم على الناس العدوان عليها، فهل يباح لك التعدي على مال الناس جميعًا؟
إن من أعظم الغفلة عن الله أن يختل ميزانك وتستبيح ما يملكه ويستفيد منه الجميع. إن المال العام أعظم حرمة عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وسلم من المال الخاص. ومن كان يؤذي الناس أو يعتدي على أموالهم فإن عاقبته في الآخرة تكون عظيمة، يقول صلى الله عليه وسلم: "من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه، فقد أوجب الله له النار، وحرم عليه الجنة"، وقال: "وإن كان شيئا يسيرا".
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: يا أيها الكرام، حافظوا على موارد وطنكم، اعلموا أن جرائم مثل الاختلاس، الرشوة، والتربح من المال العام هي غلول وخيانة. كما ورد عن أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رحمه الله، أنه قال: "أدق قلمك، وقارب بين أسطرك، واجمع حوائجك؛ فإني أكره أن أخرج من أموال المسلمين ما لا ينتفعون به".
وفي الختام، يا من تريد البركة في مالك وأهلك، حافظ على أموال الناس ومرافقهم العامة؛ حتى تبرأ ذمتك، ويطيب كسبك، وترضي ربك. وليكن هاديك قول الله تعالى: {يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالًا طيبًا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين}، وهاديك قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أطب مطعمك؛ تكن مستجاب الدعوة".
أخبار متعلقة :