نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
طب مجدى يعقوب.. وطب الترند - صوت العرب, اليوم الأربعاء 13 نوفمبر 2024 07:42 مساءً
على ما يبدو أننا فى حاجة إلى إعادة ضبط المصنع فى تفاصيل كثيرة.. أصبح من المعتاد أن نتناقش فى بديهيات.. الأمر صار مزعجًا وفاضحًا منذ عرفنا حياة السوشيال ميديا.. شهوة الكرستالة أفسدت علينا أشياء كثيرة، ودخلت بنا إلى مناطق غير مأهولة وكنا نظنها محرّمة.
لست معنيًا بمناقشة ما عرضته طبيبة البحيرة.. لكننى مهتمًا بردود أفعال الناس على الواقعة.. نسبة مخيفة من الذين يعلقون على الفيديو.. أو على استدعاء الطبيبة للتحقيق من أبواب لا علاقة لها بالأمر كله.. تجاهلنا بديهيات كنا نظنها كذلك.. وعُدنا إلى نقطة الصفر وكأن البشرية لم تعرف كل هذه الحياة.
طبيبة.. مهمتها الأولى.. علاج الناس.. لماذا تقفز من موقعها لتمارس أدوار الآخرين.. ما كل واحد يبص فى كراسته.. ليس من بين الأدوار التى يمارسها الأطباء إطلاق الفتاوى.. والمطالبة بتطبيق حدود.. ورجم المتهمين.. أيًا كانوا هم مجرد متهمين.. حتى الحالات التى أشارت لها الطبيبة هى حالات لم يثبت اتهامها أمام قاضٍ.. حتى السيدة التى تقضى عقوبتها.. وهى حامل.. لا تزال أمامها فرصة للنجاة فى درجات تقاضٍ أخرى.. وحتى إن افترضت أنهن متهمات.. فليس دور الطبيبة ممارسة جلدهن وتجريسهن.. صحيح أنها لم تذكر أسماء لكنها.. وهذا هو الألعن.. اتهمت نساء منطقتها.. كل امرأة ذهبت إلى عيادة هذه السيدة أو المستشفى الذى تعمل به أصبحت فى دائرة الشك.
ليس من أدوار الأطباء التفتيش فى أسرار الناس فضلًا عن فضح هذه الأسرار.. وما تجاهله الكل.. أن من يعاقب هؤلاء الرجال والبنات.. قضاة.. ومحاكم توفر سرية جلسات المحاكمة.. وشهوة السوشيال أخرجت هذه السرية إلى العلن.. هل تدرى تلك الطبيبة ما هو حال المصريين العاملين بالخارج من أهل البحيرة أو من مصر عمومًا؟
افترض أن الطبيبة غرضها التحذير والتنبيه.. لمَن توجه تحذيراتها فى الفضاء العام؟.. وهل لذلك التحذير نتيجة؟.. هل يستجيب المنحرفون لنداء الطبيبة.. طب بإمارة إيه؟.
فكرة نقل ما يدور بيننا على المقاهى إلى الشاشات ومواقع التواصل أمر لا أدرى كيف يمكن التعامل معه؟.
الطبيبة لا شك أنها قليلة خبرة.. ومقارنة حديثها بحديث مجدى يعقوب أمر يظلمها.. لكنها ظلمت نفسها أولًا بتسرعها واستهانتها بجُرم ما تحدثت فيه.. فهى حين لم تذكر الأسماء والأماكن وتحصرها أحالت نماذجها إلى سلوك عام فى حياة المصريين.. وهذا غير صحيح.. لا يعنى وجود نماذج مشوهة فى حياتنا أن حياتنا جميعها مشوهة.
أهم ما كشفت عنه هذه القصة من وجهة نظرى.. هو الغياب التام لما يسمى بالعلاج الحر فى وزارة الصحة.. هذه الفوضى التى سمحت لممارس عام أن يتصدى فى عيادة للكشف والتشخيص والعلاج دون أن يحصل على التراخيص اللازمة.. أمر محزن.. لا أعرف ماذا تفعل هذه الإدارات.. فوضى عارمة فى قنوات بير السلم وإعلانات بالملايين ليل نهار عن منتجات طبية لا أصل ولا فصل لها.. عيادات غريبة فى أماكن راقية وشعبية لم يمر عليها أحد منذ سنوات.. العاملون فى مكاتب إدارات العلاج الحر يبدو أنهم لا يغادرون مكاتبهم إلى الشارع.
مسألة أخرى.. فكرة أنه لازم أقول رأيى فى أى حاجة.. عارفها أو ماعرفهاش.. الكلام المجانى أمر جديد على ذهنية الشارع المصرى.. خلقته طفرة السوشيال ميديا فى ظل غياب ضوابط النشر على هذه الصفحات.. وبالمناسبة اتهام السينما بأنها أحد أسباب انتشار هذه الظواهر خلط سخيف أيضًا.. هذه القضية لم تفضح ستر البيوت فقط.. لكنها فضحت جهلنا بأدوارنا أولًا.
أخبار متعلقة :