مصر.. ماليزيا.. و65 سنة - صوت العرب

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مصر.. ماليزيا.. و65 سنة - صوت العرب, اليوم الأحد 10 نوفمبر 2024 06:39 مساءً

اختلافات عديدة بين زيارة أنور إبراهيم، رئيس وزراء ماليزيا، لمصر، فى ٢٣ أكتوبر ٢٠٢٣، والزيارة الحالية، التى بدأت  السبت، وتنتهى الثلاثاء، وتتزامن مع مرور ٦٥ سنة على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، اللذين تجمعهما منظمة التعاون الإسلامى، وحركة عدم الانحياز، والتنسيق الوثيق، على المستوى السياسى، إزاء كل القضايا الإقليمية والدولية، محل الاهتمام المشترك.

بين الزيارتين، جرى إنشاء مكتب الملحقية العسكرية الماليزية بالقاهرة، فى مايو الماضى، ليؤكد التزام ماليزيا بتعميق التعاون مع مصر فى مجال الدفاع، كما تعززت العلاقات السياسية بين البلدين، بشكل أكبر، من خلال زيادة وتيرة تبادل الزيارات رفيعة المستوى، و... و... وصارت مصر عضوًا فى تجمع «بريكس»، الذى شهدت قمته السادسة عشرة، الشهر الماضى، اعتماد فئة الدول الشريكة للتجمع، ومن بينها ماليزيا، التى عبرت، فى بيان مشترك، صدر أمس، عن أملها فى العمل، بشكل وثيق، مع مصر، وباقى أعضاء التجمع، على نيل العضوية الكاملة، وتعزيز أجندة الجنوب العالمى.

فعليًا، بدأت العلاقات بين مصر وماليزيا، سنة ١٩٣٠، بإنشاء الرابطة الماليزية فى القاهرة، غير أن البلدين لم يتبادلا التمثيل الدبلوماسى الكامل إلا سنة ١٩٥٩، بعد سنتين من حصول الدولة الصديقة على استقلالها. وفى إطار تبنى دولة ٢٣ يوليو سياسة التوجه شرقًا، Look East Policy، شهدت العلاقات بين البلدين تطورات إيجابية، مرتكزة على دور الدين الإسلامى الكبير فى تكوين الثقافة المالايوية، منذ هجرات العرب الأولى إلى أرض المالايو، وصولًا إلى الاحتفال، الذى أقامته المنظمة العالمية لخريجى الأزهر الشريف، فرع ماليزيا، بالتعاون مع أكاديمية الدراسات الإسلامية بجامعة مالايا، فى أول أبريل الماضى.

تولى أنور إبراهيم رئاسة وزراء ماليزيا فى ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٢، وفى ٢٧ فبراير التالى، أجرى اتصالًا مرئيًا، بالرئيس السيسى، جرى خلاله التباحث بشأن سبل دعم التعاون المشترك، فى المجالات الثقافية والسياحية والتعليمية، وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتبادل التجارى، وزيادة الاستثمارات المشتركة فى قطاعات الطاقة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وصناعة السيارات، وغيرها من المجالات التى تسهم فى تعظيم الاستفادة من المزايا النسبية لكلا البلدين، وتحقيق التكامل الاقتصادى والتنمية الشاملة. 

سعيًا إلى تحقيق هذه الأهداف، جاءت زيارة عاشر رؤساء وزراء ماليزيا للقاهرة، فى ٢٣ أكتوبر ٢٠٢٣، التى اتفق خلالها مع الرئيس السيسى على إعطاء دفعة قوية لمختلف أطر التعاون المشترك. ولأن العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة كان قد بدأ فى ذلك الشهر، تباحث الزعيمان بشأن تطورات الأوضاع فى المنطقة، وشدّدا على الرفض التام لتصفية القضية الفلسطينية، من خلال فكرة التهجير القسرى لأهالى غزة، مؤكدين أن المخرج الوحيد، من هذه الأوضاع المتأزمة، هو تكاتف المجتمع الدولى لإيجاد الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين، وفق مرجعيات الشرعية الدولية.

مجددًا، أدان الزعيمان، أمس، انتهاكات إسرائيل المستمرة للقانون الدولى، والقانون الإنسانى الدولى، والقانون الدولى لحقوق الإنسان فى عملياتها العسكرية، التى تنتهك، أيضًا، سيادة لبنان وسلامة أراضيه، من خلال توغلاتها المستمرة وغاراتها الجوية، التى أسفرت عن مقتل أكثر من ألفى شخص من المدنيين الأبرياء، وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية. كما أكدا ضرورة التوصل إلى وقف فورى لإطلاق النار، لإنهاء هذه الكارثة الإنسانية، وأهمية الحفاظ على سيادة الدولة اللبنانية وسلامة أراضيها. 

.. أخيرًا، وبمناسبة الذكرى الخامسة والستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية المصرية الماليزية، وللاستفادة من هذه المرحلة الجديدة من الصداقة والتعاون الوثيقين، اتفقت قيادتا البلدين، حسب البيان المشترك، الصادر أمس، على الارتقاء بالعلاقات الثنائية، وصولًا إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، فى المستقبل القريب، لضمان المزيد من التقدم والتنمية، لكلا البلدين وتعزيزًا لجهودهما نحو خلق عالم مستقر وعادل ومنصف. كما جرى الاتفاق على أن تستضيف ماليزيا الاجتماع الثانى للجنة المصرية الماليزية المشتركة، فى أقرب وقت، و... و... وأعرب رئيس الوزراء الماليزى عن تقديره لمصر، رئيسًا وحكومة وشعبًا، معربًا عن تطلعه وتطلع بلاده إلى قيام الرئيس السيسى بزيارة ماليزيا فى الوقت المناسب مستقبلًا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق