حذّر مستشار للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي من أي رد «غير مدروس» على الضربات الإسرائيلية التي استهدفت إيران الشهر الماضي، فيما أظهر استطلاع للرأي أن 50% من الإسرائيليين يؤيدون هجوماً استباقياً ضد إيران، في حين أكدت تقارير أمريكية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يعول على استعادة التعاون الوثيق مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لدعم استراتيجيته المتمثلة في «إعادة تشكيل الشرق الأوسط».
وقال علي لاريجاني للتلفزيون الإيراني الرسمي مساء الخميس: إن «إسرائيل تهدف إلى نقل النزاع إلى إيران. علينا التصرّف بحكمة لتجنّب الوقوع في هذا الفخ وعدم الرد بشكل غير مدروس». كما ندد لاريجاني، أمس الجمعة «بمشكلة اختراق في إيران... منذ أعوام». وأضاف: «حصلت حالات إهمال. الأجهزة الأمنية في البلاد واجهتها، لكنها لم تنجح في وضع حد كامل لها». ورأى لاريجاني، وهو من أبرز الشخصيات السياسية في إيران ورئيس سابق للبرلمان، أن إسرائيل «عدو يفكّر على مدى أعوام، ويلحق بك الأذى في لحظة». وأضاف لاريجاني أن «تحرّكاتنا وردود فعلنا محددة استراتيجياً لذا علينا تجنّب أي ردود عاطفية أو غير مدروسة وأن نبقى عقلانيين بالكامل».
ومن جهته، اعتبر قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي، أن الناخب الأمريكي لم يصوت لصالح الحزب الديمقراطي عقاباً على دعمه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وقال سلامي في تصريحات، الجمعة: إن «إنجاز أمريكا خلال العام المنصرم لم يكن سوى تدمير صورتها السياسية عالمياً». وأشار إلى أن الناخبين الأمريكيين لم يصوتوا للديمقراطيين، لأن هؤلاء دعموا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية. ورأى أن «المواجهة مع إسرائيل تتركز ظاهرياً في غزة ولبنان، لكن امتدادها السياسي دولي». وشدد على أنه «لا أحد يستطيع إلحاق الهزيمة بإيران، حتى لو اجتمع العالم بأسره» ضدها، حسب قوله.
من جهة أخرى، اعتبر 50% من الإسرائيليين أن على إسرائيل شن هجوم استباقي ضد إيران، فيما قال 30% إنه «يجب انتظار رد إيراني وبعد ذلك مهاجمتها»، وليس لدى 20% إجابة عن سؤال كهذا، وفق استطلاع نشرته صحيفة «معاريف»، أمس الجمعة. وقال 59% إنهم يعارضون قرار رئيس الحكومة، نتنياهو، بإقالة وزير الأمن، يوآف غالانت، من منصبه، بينما أيد 29% هذا القرار، وقال 14% إن لا رأي لديهم في هذا الموضوع.
وفي السياق، ذاته، ذكرت صحيفة «بولتيكو» أن نتنياهو يعول على استعادة التعاون الوثيق مع الرئيس الأمريكي المنتخب لحشد دعمه في المواجهة مع إيران. وحسب الصحيفة يعتمد نتنياهو على ترامب لدعم استراتيجيته المتمثلة في «إعادة تشكيل الشرق الأوسط، حيث لا مكان للقيادة الإيرانية وحركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني». وأشارت إلى أنه من المرجح أن يعتمد نتنياهو على أن ترامب، سيعيد تفعيل استراتيجية الضغط الأقصى على إيران. (وكالات)