إعداد: محمد عزالدين
في مفارقة غريبة، يتلقى السجناء في بريطانيا خدمات طب الأسنان بشكل أسرع وأفضل، مقارنة مع الملتزمين بالقانون، بعد أن كشف تحقيق استقصائي عن التباين الواضح بين الرعاية الصحية التي يحصل عليها السجناء في بعض السجون الكبرى، مثل بيلمارش وفرانكلاند، ومعاناة ملايين البريطانيين في الحصول على موعد مع طبيب أسنان، تابع لهيئة الخدمات الصحية الوطنية.
في حين أن 97% من الأشخاص الذين ليس لديهم طبيب أسنان لا يستطيعون الحصول على موعد مع الهيئة، يحصل السجناء على علاج فوري في نفس اليوم، حتى لو كان الألم بسيطاً. بعض السجون، مثل إتش إم بي أوك وود، توفر مواعيد روتينية وعاجلة في غضون أسابيع قليلة، بينما يضطر المواطنون للانتظار لعدة أشهر في بعض المناطق.
يحصل السجناء على العلاج مجاناً، بما في ذلك الحشوات وعلاج الجذور وأطقم الأسنان، بينما يدفع المواطن العادي 26.80 جنيهاً استرلينياً على الأقل لفحص أسنان روتيني، وقد يضطر لدفع مبالغ إضافية للعلاج إذا تمكن من الحصول على موعد.
ويعود السبب في ذلك إلى الحوافز المغرية التي تقدم لأطباء الأسنان في السجون، مثل الأجور المرتفعة، وساعات العمل المرنة، وأهداف العمل الأقل، ما يجعل العمل في السجون أكثر جذباً لهم مقارنة بالعيادات التابعة للهيئة، وفي المقابل، تشهد هيئة الخدمات الصحية الوطنية أزمة في توفير خدمات الأسنان للمواطنين، ما يثير تساؤلات عن أولويات الحكومة في تخصيص الموارد الصحية.