كنيسة بابا نويل في الإسكندرية تستعد لحتفالات عيد الميلاد.. ما قصتها؟ - صوت العرب

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كنيسة بابا نويل في الإسكندرية تستعد لحتفالات عيد الميلاد.. ما قصتها؟ - صوت العرب, اليوم الخميس 12 ديسمبر 2024 06:58 مساءً

في حي كامب شيزار بالإسكندرية، حيث يمتزج عبق التاريخ بلمسات من الحداثة، تصطف المباني التراثية في تناغم يعكس جمال الماضي. 

من بين هذه المباني، تبرز كنيسة سان نيقولا أو بابا نويل، التي شُيدت في عام 1881 على طراز معماري أوروبي فريد، يشبه في تصميمه شكل سفينة نوح.

كانت الكنيسة في الماضي شاهدًا على تاريخ طويل، تجاور فيها البحر مع جدرانها المميزة، واحتفظت بقصص من الحب والإحسان، وتاريخ طويل امتزجت فيه الأرواح العظيمة. 

تقع الكنيسة في مكان استراتيجي على شاطئ البحر، حيث كان القديس نيقولا، المعروف ببابا نويل في العالم الغربي، قد ارتبط في أذهان الناس بالحكايات الشعبية والاحتفالات الخاصة بعيد الميلاد.

كان نيقولا أو بابا نويل، الذي عُرف بشفيع البحارة، أحد القديسين الذين تركوا أثرًا عميقًا في قلوب الناس، بفضل أعماله الخيرية ورغبته في مساعدة المساكين. 

كان يكرس ثروته في خدمة الفقراء ويغدق على الأطفال بما يضمن لهم حياة كريمة، الأمر الذي جعل قصته تعيش على مر العصور.

لكن مع مرور الزمن، بدأت الكنيسة تتعرض لتحديات عدة. في عام 2007، بدأت جدران الكنيسة تظهر تشققات واضحة، مما اضطر المسؤولين إلى إخلائها، وبدأت عمليات الترميم في عام 2008. لكن الأمور لم تكن سهلة، فقد كانت العقبات عديدة، فالعقار الملاصق للكنيسة شكل حائلًا أمام استكمال عملية الترميم. 

استمرت المفاوضات والتصريحات حتى قررت بطريركية الروم الأرثوذوكس بالإسكندرية منح التراخيص اللازمة لإعادة ترميم الكنيسة بشكل كامل، ومع مرور السنوات، بدأت الكنيسة تتخذ شكلها الجديد.

في حديثه لـ"الدستور"، قال المطران ناركاسيوس، وكيل بطريركية الروم الأرثوذوكس بالإسكندرية، إن الكنيسة قد تم ترميمها بشكل كامل من الخارج والداخل، موضحًا أنه تم افتتاحها في مايو 2020، تزامنًا مع عيد القديس نيقولا. 

وأوضح أن للقديس نيقولا أو بابا نويل عيدين، الأول يوافق 6 ديسمبر من كل عام، والثاني في 20 مايو.

الكنيسة، التي تعد واحدة من القلائل التي تُبنى على شكل سفينة نوح، أصبحت رمزًا للنجاة. هيكلها المعماري الفريد يتكون من ثلاثة هياكل مربعة وصحن كبير يزينه سقف مائل على شكل مثلث، يحيط به برجين للأجراس. 

الداخل غني بالأيقونات الدينية المذهبة، وعلى السقف توجد أيقونة للسيد المسيح، وهي مشابهة لتلك الموجودة في البطريركية اليونانية بمصر القديمة، أما الجدران فقد تزينت بمجموعة من الأيقونات التي تجسد قصصًا من حياة القديسين.

لكن ترميم الكنيسة لم يكن مجرد عملية إصلاح جدران أو استعادة شكل المبنى القديم، بل كان بمثابة استعادة روح الكنيسة نفسها، التي احتفظت على مر الأجيال برسالتها في الإحسان والعطف. إن القديس نيقولا، الذي وُلد في القرن الثالث الميلادي في قارة آسيا، كان قد شيد حياته على مبادئ المحبة والإحسان. 

فقد اشتهر بمساعدة المساكين، وكان يخصص أمواله لتخليص الفتيات من حياة العبودية، بينما كان يعشق الأطفال ويعمل جاهدًا لتحسين أوضاعهم.

رحل نيقولا في عام 343 ميلادي عن عمر يناهز 73 عامًا، لكنه ترك وراءه إرثًا من الحب والعطاء جعل منه رمزًا دائمًا في قلوب الجميع.

اليوم، وبعد أعوام من الترميم المستمر، تشهد كنيسة بابا نويل في الإسكندرية حدثًا بالغ الأهمية وهو اقتراب أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، ليس فقط للمجتمع المسيحي في الإسكندرية، بل لكل من يؤمنون بقوة الإحسان وأثره في حياتنا، وها هي الكنيسة تستعد لاستقبال زوارها، لتكون شاهدة على تاريخ طويل من التضحيات والأمل، ولتعيد الحياة إلى حي كامب شيزار كما كانت منذ سنوات عديدة.

وفي تطور جديد، أعلن علماء الآثار عن اكتشاف تابوت بالقرب من مكان الدفن الأصلي للقديس نيكولاس في كنيسة القديس نيكولاس في أنطاليا التركية، وفقًا لما نشره موقع "heritagedaily". 

كان القديس نيكولاس أسقفًا مسيحيًا مبكرًا من أصل يوناني من مدينة ميرا البحرية في آسيا الصغرى، وقد نُسبت العديد من المعجزات إلى القديس نيكولاس، لكنه عُرف بممارسته السخية لتقديم الهدايا، مما أدى إلى ظهور المفهوم التقليدي لسانتا كلوز.

بعد قرون من وفاته، أمر الإمبراطور البيزنطي ثيودوسيوس الثاني ببناء كنيسة القديس نيكولاس فوق الموقع الذي خدم فيه القديس نيكولاس أسقفًا. 

تم استخراج جثته وإعادة دفنها في الكنيسة، ولكن بحلول القرن الحادي عشر الميلادي، تم نقل رفاته وحفظها كآثار مقدسة في كنيسة سان نيكولا في باري، جنوب إيطاليا. 

خلال الحملة الصليبية الأولى، استعاد البحارة الفينيسيون معظم رفاته ونقلوها إلى البندقية، حيث تم دفنها في كنيسة دير سان نيكولو آل ليدو.

في عام 1953، أثبت فحص شظايا العظام من باري والبندقية أنها تعود لنفس الشخص، على الرغم من أن صحتها لتحديد ما إذا كانت تنتمي إلى القديس نيكولاس كانت غير قاطعة.

أجرى علماء الآثار دراسة لمدة عامين على كنيسة القديس نيكولاس، والتي تعد جزءًا من مشروع "إرث المستقبل" الذي بدأته وزارة الثقافة والسياحة التركية. 

وفي أعمال التنقيب الأخيرة في المبنى الملحق بالكنيسة المكون من طابقين، اكتشف علماء الآثار تابوتًا من الحجر الجيري يبلغ طوله حوالي مترين، وكان التابوت مدفونًا جزئيًا على عمق يتراوح بين متر ونصف المتر ومترين وله غطاء مرتفع وسقف مائل.

قالت الأستاذة المساعدة إبرو فاطمة فينديك من جامعة مصطفى كمال في هاتاي: "أملنا الأكبر هو العثور على نقش على التابوت، سيساعد هذا في توضيح محتويات الدفن ويسمح لنا بتحديد الفترة الزمنية الدقيقة التي يعود تاريخها إليها". 

وأضافت فينديك: "في حين تم الكشف عن غطاء التابوت، لم يتم الكشف إلا عن جزء صغير من حجرة الدفن، ومن المتوقع أن تكشف أعمال الحفر الإضافية عن مزيد من التفاصيل في الأشهر المقبلة".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق