تحدث الكاتب الصحفي والناقد رجاء النقاش عن إنقاذ نجيب محفوظ له من السجن وذكر تفاصيل هذا الموقف في مقال نشره بمجلة الهلال عام 2005.

يقول رجاء النقاش: “في أواخر سنة ١٩٥٨، قال لى اللواء حسن المصيلحي، الذي كان المسئول الأول في وزارة الداخلية عما كان يسمى باسم مكتب مكافحة الشيوعية”: إنه لولا نجيب محفوظ لكنت أنا الآن بين المعتقلين من الشيوعيين.

رجاء النقاش

ويضيف رجاء النقاش: “وعندما طلبت شيئا من التوضيح، قال لى اللواء المصيلحي: كان اسمك في قائمة المطلوبين للاعتقال، ولكني قرأت لك بعض ما كتبته عن نجيب محفوظ، فتبين لى أنك من المحبين له والمقدرين لأدبه. وهو عكس رأى الشيوعيين في نجيب محفوظ الآن، أي سنة ١٩٥٨ وما قبلها، ثم قال لي اللواء المصيلحي، بعد أن قرأت لك ما كتبته عن نجيب محفوظ، تبين لي بذلك أنك لست من الشيوعيين وحذفت اسمك من قائمة المعتقلين، فاحمد الله واذهب إلى نجيب محفوظ وأشكره، فلولاه لكنت أنت من نزلاء السجون، حمدت الله، وله الحمد في كل حين وفي جميع الأحوال”.

نجيب محفوظ

ويكمل: “ولكنى لم أذهب إلى نجيب محفوظ، ولم أشكره على ما جرى في هذه القصة، بل إنني لم أحدثه في هذا الأمر على الإطلاق، وهو لا يعرف شيئا عن ذلك، لماذا لم أشكر نجيب محفوظ على هذا الفضل الكبير غير المقصود؟ لعلى لم أفعل ذلك لأن حبي لنجيب محفوظ وأدبه كان حبا خالصا، أي أنه لم يكن يهدف إلى تحقيق هدف شخصي من قريب أو بعيد. وقد جاءت نجاتي من السجن بفضل نجيب محفوظ نوعا من الحظ السعيد الذي يصادف صاحبه دون تدبیر أو قصد، والقصة بعد ذلك فيها تفاصيل كثيرة”.