ارتفع سعر الذهب العالمي خلال تداولات اليوم الجمعة ليجد الدعم من انخفاض مستويات الدولار الأمريكي، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية، بالرغم من ذلك، يسير الذهب نحو تسجيل أكبر انخفاض شهري في نوفمبر منذ أكثر من عام.

سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاعًا اليوم بنسبة 0.9%، ليصل إلى أعلى مستوى في 5 جلسات عند 2666 دولارًا للأونصة، وذلك بعد أن افتتح تداولات اليوم عند 2639 دولارًا للأونصة، وفق التحليل الفني لجولد بيليون.

أسعار الذهب

على الرغم من تعافي أسعار الذهب، إلا أنه في طريقه لتسجيل انخفاض أسبوعي حتى الآن بنسبة 2%. واليوم يختتم تداولات شهر نوفمبر الذي شهد انخفاضًا في سعر الذهب العالمي بنسبة 3%، ليظل أكبر انخفاض شهري منذ 14 شهرًا. كان قد سجل أدنى مستوى في نوفمبر عند 2536 دولارًا للأونصة، وهو أدنى مستوى في شهرين.

التعافي الذي شهده سعر الذهب اليوم جاء بدعم من انخفاض مستويات الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات الرئيسية، ليسجل انخفاضًا بنسبة 0.2%، مسجلًا أدنى مستوى له منذ أسبوعين. وبالتالي، ساهم ذلك في دعم أسعار الذهب في ظل العلاقة العكسية بينهما.

أيضًا، ساهم تصعيد التوترات الجيوسياسية في عودة الذهب إلى الارتفاع كملاذ آمن. فهناك اتهامات متبادلة بين الكيان الصهيوني وحزب الله بخرق الهدنة ووقف إطلاق النار، بالإضافة إلى قيام روسيا بشن ثاني أكبر هجوم لها على البنية التحتية في أوكرانيا، مما يهدد باستمرار التوترات الجيوسياسية العالمية.

ساهمت هذه العوامل في تقليص خسائر الذهب التي سجلها مطلع هذا الأسبوع، لكن تظل الخسائر التي سجلها الذهب منذ بداية الشهر سائدة، وذلك نتيجة لفوز المرشح الرئاسي دونالد ترامب بفترة رئاسة جديدة، وما قد يترتب على ذلك من تشريعات وسياسات جديدة قد تزيد من قوة الدولار وارتفاع التضخم.

التوقعات الاقتصادية:

تتوقع الأسواق المالية خفض أسعار الفائدة من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي في ديسمبر المقبل بمقدار 25 نقطة أساس، مع احتمال بنسبة 68%، بينما هناك احتمال بنسبة 32% أن يثبت البنك الفائدة دون تغيير.

بشكل عام، يطغى حاليًا عدم اليقين فيما يتعلق بمستقبل السياسة النقدية للبنك الفيدرالي ومسار أسعار الفائدة، خاصة بعد تهديد ترامب مطلع هذا الأسبوع بفرض تعريفات جمركية جديدة على الصين بنسبة 10% وعلى المكسيك وكندا بنسبة 25%. هذا الأمر قد يدعم ارتفاع الدولار ومعدلات التضخم، مما قد يحد من قدرة البنك الفيدرالي على الاستمرار في خفض الفائدة.

التوقعات لسوق الذهب:

من المتوقع أن يقوم البنك الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة في اجتماعه القادم في ديسمبر قبل أن يبدأ فترة توقف، حيث يتوقع أن يشهد عام 2025 تذبذبًا كبيرًا بسبب السياسات المالية للإدارة الأمريكية الجديدة. سيتبع البنك الفيدرالي نهجًا حذرًا للغاية في تعامله مع السياسة النقدية.

الذهب يجد الدعم من سياسة التيسير النقدي واستمرار البنك الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة، حيث يقلل هذا من تكلفة الفرصة البديلة للذهب، الذي لا يقدم عائدًا لحائزيه. وإذا عاد التضخم إلى الارتفاع بسبب سياسات ترامب وتباطؤ البنك الفيدرالي في خفض الفائدة، سيكون لذلك تأثير سلبي كبير على أسعار الذهب العالمي.

الطلب على الذهب:

أما عن الطلب الفعلي على الذهب، فقد عاد إلى الارتفاع خلال الأسبوع المنتهي في 22 نوفمبر، وفقًا لما أعلن عنه مجلس الذهب العالمي. أظهرت البيانات أن التدفقات الواردة إلى صناديق الاستثمار العالمية المدعومة بالذهب قد ارتفعت خلال الأسبوع الماضي بمقدار 3.4 طن ذهب، بعد تراجع كبير في التدفقات النقدية إلى الصناديق خلال الأسبوع السابق، التي سجلت خروج تدفقات كبيرة من صناديق الاستثمار في أوروبا وآسيا بحثًا عن استثمارات مرتفعة العائد.

أسعار الذهب محليًا:

وارتفع سعر الذهب المحلي خلال تداولات اليوم بعد أن شهد جلستين من التذبذب في نطاق محدود من التداولات. وجد الذهب الدعم من ارتفاع سعر الذهب العالمي في آخر جلسات تداول شهر نوفمبر.

افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعًا تداولات اليوم الجمعة عند 3685 جنيهًا للجرام، ليتداول وقت كتابة التقرير عند 3690 جنيهًا للجرام. وكان قد أغلق يوم أمس عند 3668 جنيهًا للجرام، بعدما افتتح تداولات أمس عند 3680 جنيهًا للجرام.

التذبذب الذي شهده سعر الذهب المحلي خلال الجلستين الماضيتين ناتج عن ضعف الزخم لدى الأسعار للاستمرار في الارتفاع واختراق المستوى 3700 جنيه للجرام. اليوم، اكتسب الذهب دفعة إيجابية عند الافتتاح بدعم من ارتفاع سعر الذهب العالمي، وسنترقب إمكانية استمرار هذا الصعود واختراق المستوى 3700 جنيه للجرام، أم سيظل هذا المستوى محتفظًا بقوته حتى نهاية التداولات.

من جهة أخرى، يشهد سعر صرف الدولار مقابل الجنيه استقرارًا، وهو ما ساعد سعر الذهب المحلي في التفاعل مع التغيرات في السعر العالمي.

أظهرت بيانات البنك المركزي المصري تراجعًا في صافي الأصول الأجنبية في القطاع المصرفي خلال شهر أكتوبر بنسبة 10.7%، ليصل إلى 9.2%، في ظل تزايد العجز الصافي في الأصول الأجنبية لدى البنوك للشهر الثالث على التوالي.

توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية:

شهد سعر الذهب العالمي ارتفاعًا اليوم الجمعة، بدعم من انخفاض مستويات الدولار الأمريكي، بالإضافة إلى عودة التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وبين روسيا وأوكرانيا، مما زاد من الطلب على الذهب كملاذ آمن. لكن يبقى الذهب في طريقه لتسجيل انخفاض على المستوى الأسبوعي والشهري.

كما شهد الذهب المحلي ارتفاعًا مع بداية تداولات اليوم الجمعة بعد جلستين من التذبذب، حيث وجد الدعم من ارتفاع سعر الذهب العالمي، ليبدأ التداولات بشكل إيجابي بهدف الاحتفاظ بالزخم الصاعد.

فشل الذهب العالمي يوم أمس في الإغلاق فوق مستوى 2640 دولارًا للأونصة، الذي يمثل المتوسط المتحرك لـ50 يومًا، ولكن استطاع اليوم التداول فوق هذا المستوى ليقترب من 2670 دولارًا للأونصة. سنترقب اليوم الإغلاق الأسبوعي والشهري للذهب لمعرفة مستقبل تحركاته خلال الفترة القادمة.

السعر المحلي للذهب:

استمر سعر الذهب المحلي عيار 21 يوم أمس في التذبذب حول مستوى 3680 جنيهًا للجرام بعد أن لامس 3700 جنيه للجرام. واليوم بدأ التداولات بشكل إيجابي، مما قد يمكنه من تجميع الزخم الكافي لاختراق هذا المستوى.