باستخدام معدات حادة وثقيلة، ومع سواعد تنافس سواعد الرجال، تقف فتاتان فى مقتبل عمرهما، وسط أكوام من الأخشاب، للعمل فى صناعة الأثاث المنزلى بمختلف أنواعه، والمنافسة به فى العديد من الأسواق.

دينا محمد نور، وشقيقتها «ملك» التى تصغرها بسنوات، تستيقظان مع شروق صباح كل يوم، ثم تتوجهان إلى إحدى ورش صناعة الأثاث فى مدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر، لتقدما نموذجًا للمرأة المصرية المكافحة الساعية على رزقها، دون كللٍ أو ملل، وحتى لو كان هذا الرزق يتطلب العمل فى مهنة للرجال.

وقالت «دينا»، البالغة ٢٨ عامًا من مواليد محافظة قنا وتقيم فى مدينة الغردقة: إنها تعلمت هذه المهنة بعد عملها «صبية» فى إحدى ورش النجارة لفترة تجاوزت ٨ سنوات، وبعد أن احترفتها قررت فتح ورشة خاصة بها، بمساعدة شقيقتها «ملك»، حتى تكون هذه الورشة مصدر رزق لها ولأسرتها. 

وأكدت أنها تصنع جميع الأثاث المنزلى، مشيرة إلى عدم استعانتها بالماكينات الضخمة فى ورشتها، وهو ما دفعها إلى استخدام أخشاب معينة لتوفير استخدام هذه الماكينات، وهى أخشاب ذات تكلفة أقل، ومُرضية لزبائنها فى أسعارها. وأضافت: «أستطيع أن أنتهى من صناعة غرفة نوم كاملة فى مدة لا تتجاوز أسبوعًا»، مشددة على أن «الشغل مش عيب، وأكل العيش والسعى مطلوبان فى كل وقت، ومفيش حاجة صعبة على إللى عنده عزيمة وصبر».

أما «ملك» فقالت إنها تعمل فى الورشة لمساعدة شقيقتها، وكسب رزقهما بسواعدهما، دون الحاجة إلى مساعدة الآخرين، مضيفة: «نعتمد على أنفسنا داخل الورشة التى تعد مصدر رزقنا الوحيد».