اختتم مهرجان القاهرة السينمائى الدولى دورته الـ٤٥، أمس، بشكل مبهر، وهى الدورة التى تعد استثنائية فى تاريخ دورات الحدث الفنى الكبير، نظرًا لما تضمنته من فعاليات مميزة ومشاركات لأعمال سينمائية عالمية، فضلًا عن دعمها القضية الفلسطينية فى ظل ما تمر به منعطفات تاريخية خطيرة.

وحرص القائمون على المهرجان على تسليط الضوء على السينما الفلسطينية، وتكوين لجنة تحكيم خاصة بالفيلم الفلسطينى، فضلًا عن عرض الفيلم الفلسطينى «أحلام عابرة» فى حفل الافتتاح، الذى لاقى إشادات كبيرة من قبل الجمهور ونقاد الفن، وحاز جائزة أفضل فيلم.

وعلى هامش المهرجان، تم عقد بروتوكول تعاون بين أحمد بدوى، مدير عام لجنة مصر للأفلام، وجون راكيش، رئيس رابطة مديرى مواقع التصوير بالعالم، لتعزيز مكانة مصر كوجهة رئيسية لتصوير الأفلام العالمية، التى تعتبر خطوة مهمة لدعم الصناعة السينمائية محليًا وعالميًا. وفى لفتة متميزة، شهد المهرجان ترميم ١٠ أفلام من الكلاسيكيات المصرية والعالمية، كما تم تنظيم سوق الأفلام التى تعد واحدة من أبرز الفعاليات التى تجمع بين صُناع السينما والشركات الإنتاجية من مختلف أنحاء العالم العربى والدولى، وهى كلها عوامل أسهمت فى نجاح الدورة الجديدة من المهرجان، وجذبها الأنظار من جميع أنحاء العالم.

حسين فهمى: دعم الأشقاء مستمر فى الدورات المقبلة من المهرجان

أعرب النجم حسين فهمى، رئيس مهرجان القاهرة السينمائى، عن سعادته بردود الأفعال حول الدورة الـ٤٥ من المهرجان، وما حققته من نجاح وصدى كبير فى جميع دول العالم بالرغم من الصعوبات والتحديات التى واجهته وفريق عمله خلال التحضيرات لهذه الدورة، مشيرًا إلى أن مهرجان القاهرة لا يقل أهمية عن المهرجانات العالمية، ومن الواجب الحفاظ على نجاحه، وهو ما يسعى إليه خلال فترة ترؤسه.

وأكد أن مهرجان القاهرة السينمائى يعد واحدًا من أعرق وأهم المهرجانات السينمائية فى المنطقة العربية، مشيرًا إلى أنه كان لا بد أن يحمل المهرجان على عاتقه دعم القضية الفلسطينية التى ستظل بشكل دائم محل اهتمام من المهرجان خلال الأعوام المقبلة.

وأضاف أن موقف المهرجان صريح أمام العالم بدعمه الكامل القضية الفلسطينية منذ البداية، وليس فقط من خلال الأفلام التى تحدثت عن معاناة الأشقاء.

لافتًا إلى أن المهرجان له مكانة كبيرة فى قلبه، ويعتبره جسر التواصل الثقافى والإنسانى، مؤكدًا أنه سيظل يعبر عن قضايا العصر، ويهتم بالإبداع السينمائى على مر العصور.

العروض «كامل العدد».. «دى إم سى» تتألق فى نقل الفعاليات.. و«تذكرتى» تقدم أفضل تنظيم

شهدت الدورة الـ٤٥ إقبالًا كبيرًا من الجمهور والمهتمين بصناعة السينما والتمثيل على مدار جميع أيام فعاليات المهرجان، ما ظهر فى نفاد تذاكر الأفلام التى رفعت هى والندوات شعار «كامل العدد».

هذا الإقبال الكبير دفع البعض من رواد مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة لتسمية هذه الدورة من المهرجان بـ«مهرجان الـsold out»، ما يعكس النجاح الساحق والمجهود الكبير الذى بُذل خلال تنظيم الحدث هذا العام.

وتميزت شاشة قناة dmc فى تغطية المهرجان منذ حفل الافتتاح وصولًا لحفل الختام، إذ حرصت على نقل كل ما يحدث فى المهرجان من فعاليات فنية وندوات و«ريد كاربت» وأحاديث نجوم الفن وتعليقاتهم من خلال شاشتها، لتمكين الجمهور من معرفة ومشاهدة تفاصيل الفعاليات.

وبصورة مبهرة، نقلت dmc حفلى الافتتاح والختام بشكل حصرى، بدءًا من لحظة توافد نجوم الفن والإعلام، مرورًا بإجراء لقاءات حصرية معهم، وصولًا إلى الحفل الذى أقيم على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، ورصدت كل التكريمات وإعلان الجوائز للأفلام المشاركة فى الدورة الجديدة. كما أجرت القناة العديد من اللقاءات الخاصة على مدار الـ١٠ أيام، بجانب اللقاءات الحصرية مع جميع النجوم المصريين والعرب والأجانب، الذين حرصوا على المشاركة فى هذه الدورة، وهو ما لاقى تفاعلًا كبيرًا بين الجمهور بالوطن العربى ورواد مواقع التواصل الاجتماعى فى العالم أجمع. كما نجحت شركة «تذكرتى» فى تنظيم فعاليات المهرجان و«البوكس أوفيس»، على الرغم من الازدحام والإقبال الشديد الذى شهدته شبابيك التذاكر الخاصة بالأفلام المشاركة، إلا أن مسئوليها حرصوا على تنظيم المنافذ بشكل احترافى، فكان هناك منفذ خاص بالإعلام والصحافة، وآخر خاص بالجمهور، وغيره للصناع، ما قلل من الازدحام، ومرت الفعاليات دون أى خطأ يتسبب فى إغضاب الحضور. وشهد المهرجان انتشار جميع أفراد شركة «تذكرتى»، خاصة فى أركان المسارح والسينمات الخاصة بالعروض لتنظيم دخول المشاهدين، ما سهل دخول الجمهور بشكل منظم، ووفر مشاهدة ممتعة دون توتر أو انزعاج، وهو ما لاقى إشادات واسعة من الجميع.

اكتساح مصرى وعربى لجوائز المسابقات.. ومنافسة قوية للأفلام الأجنبية 

توزعت جوائز المسابقة الدولية بين «الهرم الذهبى» لأحسن فيلم، التى مُنحت للمنتج بوجدان موريشانو عن الفيلم الرومانى «العام الجديد الذى لم يأت أبدًا»، وجائزة الهرم الفضى، جائزة لجنة التحكيم الخاصة لأحسن مخرج، لـناتاليا نزاروفا عن الفيلم الروسى «طوابع بريد».

أما جائزة الهرم البرونزى لأفضل عمل أول أو ثانٍ، فمنحت للمخرج بيدرو فريرى عن الفيلم البرازيلى «مالو»، كما ذهبت جائزة نجيب محفوظ لأحسن سيناريو للفيلم الإيطالى «ريا» إخراج أليساندرو كاسيجولى، وكيسى كوفمان، وحصد جائزة أحسن ممثل الفنان ليى كانج شنج عن دوره فى الفيلم الأمريكى «قصر الشمس الزرقاء» للمخرج كونستانس تسانغ، وكذلك الفنان ماكسيم ستويانوف عن دوره فى الفيلم الروسى «طوابع بريد» إخراج ناتاليا نزاروفا.

وذهبت شهادة تقدير لجائزة أحسن ممثلة للفنانة ألينا خويفانوفا عن دورها فى الفيلم الروسى «طوابع بريد» إخراج ناتاليا نزاروفا، وحصدت جائزة أحسن ممثلة الفنانة يارا دى نوفايس عن دورها فى الفيلم البرازيلى «مالو» إخراج بيدرو فريرى، وذهبت جائزة هنرى بركات لأحسن إسهام فنى للمخرج نجمى سنجاك عن فيلمه التركى «آيشا»، وكذلك المخرجة نهى عادل عن فيلمها المصرى «دخل الربيع يضحك»، كما حصد الفيلم المصرى «دخل الربيع يضحك» جائزة لجنة تحكيم النقاد الدولية «فيبرسى» للمخرجة نهى عادل.

أما بالنسبة لجوائز مسابقة آفاق السينما العربية، فحصد كل من كارول منصور ومنى خالدى جائزة سعد الدين وهبة لأحسن فيلم عربى عن فيلم «حالة عشق»، ومنحت جائزة صلاح أبوسيف للمخرجة نهى عادل عن فيلم «دخل الربيع يضحك».

وذهبت جائزة «شركة مصر العالمية يوسف شاهين» التى قسمت إلى ٣ جوائز نقدية قيمة كل منها ١٠٠٠ دولار أمريكى، لسلسلة الأفلام الفلسطينية «المسافة صفر»، حيث حصل عليها فيلم «جلد ناعم» إخراج خميس مشهراوى، و«خارج التغطية» للمخرج محمد الشريف، و«يوم دراسى» للمخرج أحمد الدنف.

وذهبت جوائز مسابقة الفيلم الوثائقى إلى فيلم «حالة عشق» للمخرجتين كارول منصور ومنى خالدى، الذى حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة لأفضل فيلم وثائقى طويل، كما حصد فيلم «أبوزعبل ٨٩» للمخرج بسام مرتضى على جائزة أفضل فيلم وثائقى طويل.