يترقب العالم بذعر ما قد تؤول إليه التهديدات النووية التي أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد سماح الولايات المتحدة لأوكرانيا باستهداف العمق الروسي في تطور خطير.

وأطلقت روسيا الخميس، صاروخا باليستيا متوسط المدى من طراز "أوريشنيك" على منشأة عسكرية أوكرانية في مدينة دنيبرو.

وقال بوتين، إن الضربة ردا على استخدام كييف صواريخ أمريكية من طراز اتكامز وأخرى بريطانية من طراز ستورم شادو.

وأوضح الرئيس الروسي، أن الهجوم يمثل ردا على التصعيد الغربي خاصة بعد سماح الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن، لكييف باستخدام صواريخ أمريكية لضرب أهداف بعيدة المدى في العمق الروسي.

بوتين يحذر

وحذر “بوتين” من إمكانية استخدام مزيد من هذه الصواريخ، مع الالتزام بتحذير المدنيين مسبقا قبل أي هجمات مماثلة، ويرى الرئيس الروسى أن الغرب وأمريكا حولا الصراع في أوكرانيا إلى نزاع ذو أبعاد عالمية.

زيلينسكي يدين التصعيد

ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكى الهجوم الروسي بأنه تصعيد واضح وخطير، داعيا إلى إدانة عالمية قوية، وقال في منشور على منصة "إكس": استخدام هذا السلاح الجديد يثبت أن روسيا غير مهتمة بالسلام.. على العالم أن يرد بقوة على مثل هذه الأفعال. أي تهاون سيكون بمثابة تشجيع لروسيا على مواصلة التصعيد.

صاروخ جديد

وصرح مسؤولون أمريكيون، بأن روسيا أخطرت واشنطن قبيل تنفيذ الهجوم، في حين أبلغت واشنطن حلفاءها في كييف بضرورة الاستعداد لمثل هذه الأسلحة، وتعتقد واشنطن أن روسيا استخدمت صاروخا باليستيا جديدا متوسط المدى في هجومها على أوكرانيا.

وقال الجيش الأمريكي إن الصاروخ الروسي الجديد يعتمد في تصميمه على صاروخ باليستي عابر للقارات من طراز "آر.إس-26 روبيج"، وهو صاروخ مصمم لضرب أهداف بعيدة المدى.

وأضاف مسؤولون أمريكيون أن هذا الصاروخ الجديد ما زال في مرحلة تجريبية، ويُعتقد أن موسكو تمتلك عددا محدودا منه.

أوروبا حذرة

وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو ونظيره البريطاني ديفيد لامي، في مقال مشترك نشر بصحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، التزام بلادهما بمنع بوتين من إعادة كتابة مبادئ العلاقات الدولية وتحقيق أهدافه في أوكرانيا.

وشددا على أن بريطانيا وفرنسا، بالتعاون مع الحلفاء، سيبذلان كل الجهود الممكنة لدعم أوكرانيا في الحصول على سلام عادل ودائم.

واتهم الوزيران، الرئيس الروسي بالسعى إلى "إعادة كتابة مبادئ العلاقات الدولية من خلال العودة إلى حكم الأقوى وتدمير المنظومة الأمنية التي ضمنت السلام طوال أجيال، كما حذرا من أن الحرب في أوكرانيا تتجاوز حدود أوروبا، والعالم كله مصدوم من تصرفات بوتين، متعهدين بالتصدى بلا هوادة لهذه الحملة.

وأكدا أن العنف والقوة لن يكونا السبيل لتحقيق سلام دائم، مع الإشارة إلى صراعات أخرى مثل الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان وحربها في فلسطين المحتلة.

ودعا الوزيران إلى مواجهة هذا "التفتيت للعالم" بـ"بديل متجانس" يرتكز إلى التقدم التكنولوجى والقانون الدولي والعمل المتعدد الأطراف.

كوريا الشمالية على الخط

في السياق، قالت وكالة الأنباء المركزية الكورية اليوم الجمعة، إن الزعيم الكوري الشمالي كيم يونج أون اتهم الولايات المتحدة بمحاولة الاستفزاز وتصعيد التوتر.

ونقلت الوكالة الرسمية عن "كيم" قوله إن شبه الجزيرة الكورية لم تواجه أبدا مثل هذه المخاطر من حرب نووية كما هو الحال الآن.

وذكرت أن كيم أوضح في كلمة ألقاها خلال معرض عسكري الخميس في بيونجيانغ، أنه حاول اتباع نهج التفاوض مع واشنطن لكن النتائج أبرزت فقط سياستها العدوانية والعدائية ضد كوريا الشمالية.