تعد القاهرة الإسلامية من أبرز الوجهات الثقافية والتاريخية في العالم، حيث تضم بين أزقتها ومعالمها العديد من الآثار التي تروي قصة حضارة غنية تمتد لقرون، ومع مرور الزمن، تعرضت بعض هذه الآثار للتآكل بسبب العوامل البيئية والتوسع العمراني، مما استدعى ضرورة الحفاظ عليها من خلال أعمال الترميم المستمرة.

جهود الترميم في القاهرة الإسلامية لا تتوقف، حيث تعمل وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع فرق من المتخصصين المحليين والدوليين على إعادة إحياء هذه المعالم التاريخية والحفاظ على طابعها المعماري الفريد، وهذه الجهود تهدف إلى الحفاظ على الهوية الثقافية لمصر وتقديمها للأجيال القادمة، مع تعزيز مكانة القاهرة كأحد أهم المراكز الثقافية والسياحية في العالم.

وفي السطور التالية نشير إلى عدد من المعالم الإسلامية التي تم العمل على ترميمها وإعادة خروجها للمواطنين في ثوب جديد: 

جهود الدولة في تطوير مساجد القاهرة الأثرية.. تطوير أكثر من 11 ألف مسجد

في تصريحات له خلال لقائه مع محافظ الجيزة، قال الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف السابق، أن مصر تشهد نهضة غير مسبوقة في مجال إنشاء وتطوير بيوت الله، مشيرًا إلى أن عدد المساجد التي تم إنشاؤها أو تجديدها أو تطويرها أو صيانتها قد بلغ مؤخرًا نحو 11،887 مسجدًا، بتكلفة إجمالية تقدر بحوالي 18 مليار جنيه.

تطوير مسجد السيدة زينب

في وقت سابق وفي إطار حرص الدولة الدائم على تطوير مساجد آل البيت، انتهت الدولة من ترميم وتطوير مسجد السيدة زينب في قلب القاهرة، ليظهر بحلّة جديدة بعد أعمال الترميم التي شملت المسجد.

"أول أذان وأول خطبة جمعة في المسجد بعد تطويره وافتتاحه".. كان ذلك نص ما نشره محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف وقتها، عبر صفحته على "فيسبوك" معبرًا عن سعادته بالأذان الأول بعد التطوير. 

تطوير مسجد الحسين وافتتاحه للزوار

مع مرور الوقت، تعرض المسجد لعدد من التحديات المرتبطة بالزحف العمراني والتلوث البيئي، ما أثر على جمالية المسجد وأثره التاريخي، وقد كان من الضروري اتخاذ خطوات جادة لتطويره وترميمه بما يتناسب مع مكانته التاريخية والدينية.

تم إطلاق المشروع الشامل لتطوير مسجد الحسين وترميمه، ضمن خطة الحكومة المصرية لتطوير المعالم الدينية الإسلامية في مصر، وتم تنفيذ المشروع بالتنسيق مع وزارة الأوقاف المصرية وعدد من الجهات المتخصصة في الحفاظ على التراث الثقافي والإنشائي.

تطوير مسجد السيدة نفسية وافتتاحه بحضور الرئيس السيسي

يعد مسجد السيدة نفيسة من أقدم المساجد في القاهرة الفاطمية، وقد تأسس في القرن التاسع الميلادي، ويعتبر المسجد من أهم المعالم الدينية في مصر، ويقع في حي السيدة نفيسة بالقاهرة، الذي يحمل أهمية كبيرة لدى المسلمين، خاصة في السياق الديني والطائفي، يُعد المسجد مقصدًا للزوار والمصلين، حيث يتوجه إليه الكثيرون للتبرك بالزيارة وقراءة القرآن والصلوات، لما له من قيمة روحية ودينية عالية.

في أغسطس قبل الماضي، كانت قد انتهت أعمال التطوير في مسجد السيدة نفيسة، وافتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية. 

وزارة الأوقاف كانت قد أعلنت عن خطة لتطوير وترميم عدة مساجد، من بينها مساجد "آل البيت"، حيث تم افتتاح مسجد الحسين وسط القاهرة منذ فترة، ومسجد السيدة نفيسة في أغسطس قبل الماضي بحضور رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، بالإضافة إلى افتتاح مسجد الحسين في القاهرة الفاطمية قبل ثلاث أعوام.