يخرج يوميًا من منزله المتهالك القاطن داخل أزقة منطقة شبرا مصر للعمل والسعى لجلب القليل من المال وتوفير إحتياجات وأسرته وأشقائه الصغار فبرغم صغر سنه كان يحمل على عاتقه كل هذه المسؤوليات ، الطفل"علي" صاحب الـ16 عامًا لم يكن القدر حليفه يومًا ولم يعش طفولته مثل باقي الأطفال من عمره، وفي يوم بعد ما أنتهى الطفل من عمله تفاجأ بشخص يريد أخذ أمواله التي كان يوفرها لعلاج والدته، وعندما رفض الطفل نشبت بينهما مشاجرة إنتهت بمقتل"علي" خنقًا داخل إحدى المقاهي.

كان أطيب أبنائي 

"حضري الأكل انا جي في الطريق" كانت تلك الكلمات الآخيرة التي قالها الطفل لوالدته وكان يحمل بين يديه العلاج التي تستخدمه ليريح جسدها الهزيل، واثناء مروره استوقفه شخص يمارس البلطجة على سكان المنطقة يرد أن يأخذ المال من الطفل وعندما رفض بدأ في تسديد الضربات المبرحه للطفل ومن ثم قام بخنق "علي" حتى لفظ أنفاسه الأخيرة وسقط جثة هامدة وسط مرأى ومسمع من الجميع وخرجت روحه إلى بارئها مُعلنة لحظات الغدر التي تعرض لها.

كان سندي في الدنيا

 يجلس الأب متذكرًا نجله الصغير الذي كان سندًا وعونًا له ولأشقائه فتبدأ أعينه في البكاء موضحًا إن المتهم حاول الهروب بعد إرتكاب جريمته لكن الجيران قاموا بالقبض عليه، وذهبوا بنجله إلى المستشفى في محاوله منهم لإنقاذ حياته، لكن كان الطفل توفي في الحال بعد الإعتداء عليه، مطالبًا رجال الأمن بالقصاص العادل والإتيان بأقصي عقوبه للمتهم بعدما قتل نجله بدم بارد.   

تفاصيل الواقعة 

كانت البداية بتلقي قسم شرطة روض الفرج بلاغًا من أحد الأهالي يفيد بوجود متوفي داخل مقهى بمنطقة شبرا مصر، وعلى الفور انتقلت أجهزة الأمن لمكان الواقعة وتم االعثور على جثة طالب متوفى وبفحص جثمانه تبين عدم وجود إصابات ظاهرية.

وبعمل التحريات تبين أن المجني عليه كان ذهاب إلى منزله بعد الإنتهاء من عمله، ونشبت مشادة كلامية بينه وبين أحد الأشخاص قام على إثرها المتهم بدفع المجني عليه بيده وخنقه فسقط مغشيا عليه وتوفي على الفور، وتم تحرر المحضر اللازم بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق.