نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل هناك طريقة لفهم الآخريين؟ قراءة في كتاب"التحدث إلى الغرباء" لـ مالكوم جلادويل - صوت العرب, اليوم الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 04:15 مساءً
يتناول الكاتب مالكوم جلادويل في كتابه "التحدث إلى الغرباء"، قصص مثيرة للانتباه حول كيفية التحدث للآخريين، وماذا يؤدي بنا لقاء أشخاص غرباء، وكيف نسيء فهمهم؟ وكيف نكون منطقيين في ظروف غير منطقية؟ ولماذا نحن السيئون في الحكم على الآخرين، أم العكس؟
قراءة في كتاب"التحدث إلى الغرباء" لـ مالكوم جلادويل
ويبدأ المؤلف مالكون جلادويل في كتابه، باستعراضه وتحليله لقصة حقيقة، عن انتحار الفتاة الشابة ساندرا بلاند، في أمريكا، والتي يراها، مثالًا مأساويًا لسوء الفهم والصراع والمأساة نتيجة عدم قدرة البعض على فهم الغرباء والتفاعل معهم.
وتحكي القصة إنه في عام 2015، أوقف شرطي فتاة شابة تُدعى "ساندرا بلاند" بسبب مخالفة مرورية بسيطة في ريف تكساس، ولكن بسبب سوء الفهم، تعرضت الفتاة الشابة إلى السجن، وبعد ثلاثة أشهر انتحرت ساندرا، ويشير مالكوم إلى أن هذه القصة بدأت بحديث الفتاة إلى شخص غريب وهو "الشرطي".
ووصف مالكوم، خلاصة قصته قائلًا: "نحن نعاني من التحيز وعدم الكفاءة بشكل يومي في الولايات المتحدة وها يشرح الخلل الاجتماعي بشكل أوسع".
"وهم البصيرة" يقودنا إلى الفهم الخاطئ للآخريين
كما يستكشف كل فصل من فصول الكتاب عنصرًا مختلفًا من "التحدث إلى الغرباء"، والهدف النهائي هو تحديد الطرق التي يمكننا من خلالها تكييف سلوكنا للتفاعل بشكل أفضل مع سكان العالم المتنوعين بشكل متزايد.
كما يناقش الكتاب قضايا تتعلق بأشخاص يخطئون في فهم الآخرين، معطيًا مثالًا على المفاوضات غير الناجحة التي أجراها رئيس الوزراء البريطاني، نيفيل تشامبرلين، مع أدولف هتلر قبل الحرب العالمية الثانية.
ويلفت الكاتب جلادويل أيضًا، إلى مفهوم عالمة النفس إميلي برونين لبعض الناس، وهو "وهم البصيرة"، والذي يصفه بأنه المفهوم الخاطئ البشري بأننا نعرف الآخرين بشكل أفضل مما يعرفون أنفسهم.
ويشير مالكوم جلادويل، إلى قضية التجسس، ويحكي قصة آنا بيلين مونتيس، التي عرفها زملاؤها في وكالة استخبارات الدفاع باسم "ملكة كوبا"، فكانت كجاسوسة كوبية في الولايات المتحدة الأمريكية، وعندما تم الكشف عن خيانة مونتيس في عام 2001، أصيب الجميع بالصدمة، على الرغم من أن "مونتيس" أظهرت العديد من السلوكيات المشكوك فيها التي كان ينبغي أن تثير الانتباه إليها على مر السنين.
هل هناك طريقة مثالية لفهم الغرباء؟
ثم يستعين جلادويل بعالم النفس تيم ليفين، في دراساته عن اكتشاف الخداع، وبالتحديد نظرية الحقيقة الافتراضية (TDT)، لشرح كيف يمكن أن تمر أنشطة مونتيس التجسسية دون اكتشافها لسنوات عديدة، ووفقًا لهذه النظرية، فإن البشر لديهم "افتراض للحقيقة"، وهو تحيز نحو الاعتقاد بأن الشخص الذي يتحدثون إليه يتصرف بصدق، ويلفت جلادويل أن هذا التحيز والاعتقاد المشكلة الأولى في محاولة فهم الغرباء.
ومن خلال عدد كبير من القصص التي يقدمها المؤلف جلادويل، يرى أنه لا توجد أي حلول ملموسة للتعامل مع عجز البشرية الأساسي عن "فهم الغرباء"، ففي نهاية المطاف، فإن استراتيجياتنا لفهم الآخرين معيبة وغير كاملة وغير متوقعة، وفي ضوء هذا الغموض، يقترح جلادويل أن أفضل ما يمكننا فعله هو التعامل مع الغرباء بمزيد من التعاطف و"ضبط النفس والتواضع".
0 تعليق