في خطوة جديدة تهدف لتعزيز حقوق المرأة، نظمت لجنة الإعلام بالمجلس القومي للمرأة ندوة بعنوان “العنف الإعلامي والمرأة”، وذلك ضمن فعاليات حملة الـ16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة، وقد شهدت الندوة مشاركة فعالة من عضوات اللجنة ومقررات فروع المجلس بالمحافظات، بالإضافة إلى مجموعة من الملهمات العربيات.
أهمية الحماية الرقمية للمرأة
افتتحت الندوة الدكتورة سوزان القليني، رئيس لجنة الإعلام، مشيرة إلى أن الهدف من اللقاء هو تعزيز قدرات المرأة في الحماية الرقمية، خاصة في ظل الزيادة الملحوظة في المخاطر الإلكترونية مثل الابتزاز واختراق الحسابات، حيث أكدت القليني أن العنف الإعلامي قد أصبح أحد أبرز أشكال العنف في العصر الحديث، مما يتطلب إدراج التربية الإعلامية داخل الأسرة لحماية الأجيال القادمة من المفاهيم المغلوطة.
التكنولوجيا ودورها في مواجهة العنف الإعلامي
خلال الندوة، تناول المشاركون عدة محاور مهمة، حيث أكدت الدكتورة منى الحديدي على أهمية الوعي الجماعي لمواجهة العنف، لافتة إلى أن الاستخدام غير الرشيد للتكنولوجيا يمكن أن يؤدي إلى زيادة العنف الإعلامي. كما أشار أشرف مفيد إلى أن العنف الإعلامي يُعتبر “عنفًا صامتًا” لأنه غير مرئي لكنه يحمل تأثيرًا قويًا على المجتمع، وضرورة تدريب النساء على حماية بياناتهن.
ضرورة تغيير الصورة النمطية للمرأة
الدكتورة رشا الديدي أكدت على أن العنف الإعلامي يمثل عنفًا رمزيًا، مما يستدعي بناء جيل واعٍ قادر على مواجهة الشائعات والمحتوى المضلل، بينما أشارت الدكتورة أماني محمود إلى أن الدراما والبرامج قد تسهم في إضعاف صورة المرأة من خلال تقديم قوالب جاهزة تتجاهل إنجازاتها. من جانبها، أكدت الدكتورة نادية النشار على أن تجاهل الإعلام لنماذج المرأة الناجحة يعد شكلًا من أشكال العنف غير المباشر، مما يستدعي وعيًا أكبر من الإعلام المسؤول.
التوصيات والمستقبل
في ختام الندوة، أكدت لجنة الإعلام على أهمية استمرار جهود مناهضة العنف على مدار العام، مع ضرورة تطوير التشريعات لتواكب التطور التكنولوجي في الإعلام، وتفعيل مواثيق الشرف والأدلة الإرشادية، مما يعكس الدور الريادي للمجلس القومي للمرأة في مواجهة العنف الإعلامي وبناء وعي جديد يعزز من حقوق المرأة في الفضاءين الإعلامي والرقمي.

