في ظل التحول الرقمي السريع الذي نشهده، أصبح إنشاء مراكز البيانات العملاقة ضرورة ملحة لمصر، حيث تلعب هذه المراكز دورًا حيويًا في إدارة وحفظ كميات ضخمة من البيانات يوميًا، وتعتبر أساس البنية التحتية السحابية الحديثة، مما يسهل الوصول إلى خدمات الإنترنت بشكل سريع وآمن.
فرص النمو في قطاع مراكز البيانات
أشار مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء إلى أن سوق مراكز البيانات العالمية من المتوقع أن يصل إلى 364,62 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2034، وهذا يمثل فرصة كبيرة لمصر، خاصة مع زيادة الطلب المحلي على الخدمات السحابية الذي ارتفع بنسبة 8.2% في عام 2022، ومن المتوقع أن يصل حجم السوق المصري إلى 356 مليون دولار أمريكي بحلول نهاية 2025.
مقومات النجاح في هذا المجال
تتمتع مصر بعدة مقومات تساعدها في تحقيق النجاح في إنشاء مراكز البيانات العملاقة، منها التعاون مع الوزارات لتحسين الخدمات الحكومية رقميًا، وتحقيق نمو في قطاع الاتصالات بنسبة 14.4% في العام المالي 2023/2024، مما يعكس تقدمًا كبيرًا في البنية التحتية.
كما حققت مصر تقدمًا ملحوظًا في مؤشرات الأداء التنظيمي، حيث صعدت 28 مركزًا في مؤشر الأداء التنظيمي الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات، مما يدل على التطور الملحوظ في القطاع.
المتطلبات اللازمة لتحقيق النجاح
لتحقيق النجاح في إنشاء مراكز البيانات العملاقة، يجب تخصيص مناطق تكنولوجية خاصة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وتشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص لزيادة الاستثمارات في التكنولوجيا الحديثة، فضلاً عن ضرورة الحفاظ على استقرار البنية التحتية الأساسية لضمان استمرارية الخدمات.
تعتبر هذه الخطوات ضرورية لتحقيق تحول رقمي ناجح في مصر، مما يساهم في تعزيز الاقتصاد الرقمي وتقديم خدمات أفضل للمواطنين في المستقبل القريب.

