في خطوة مهمة نحو فهم مستقبل أسواق العمل في العالم العربي، أطلق معهد التخطيط القومي تقرير التنمية العربية لعام 2025، والذي يحمل عنوان “مستقبل أسواق العمل العربية في ظل التحول الأخضر والذكاء الاصطناعي”. التقرير جاء بالتعاون مع مجموعة من المؤسسات، منها المعهد العربي للتخطيط والجمعية العربية للبحوث الاقتصادية، ويهدف إلى استكشاف تأثير التحولات الحالية على سوق العمل في المنطقة.

تم الإعلان عن التقرير خلال المؤتمر العلمي التاسع عشر للجمعية العربية للبحوث الاقتصادية، الذي أقيم في الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت، حيث شارك فيه مجموعة من الخبراء والباحثين في مجالات الاقتصاد وسوق العمل والتنمية المستدامة.

يشكل هذا التقرير مرجعًا هامًا لتحليل التحديات التي تواجه أسواق العمل العربية، مثل ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب والنساء، ووجود قطاع غير رسمي كبير، بالإضافة إلى ضعف الإنتاجية والأجور. كما يتناول التباينات بين الدول العربية في أنماط العرض والطلب على العمالة وسياسات التشغيل.

الدكتور أشرف العربي، رئيس معهد التخطيط القومي، أشار إلى أن التقرير يستعرض تأثير التحول الرقمي السريع والذكاء الاصطناعي على الوظائف التقليدية، وكذلك الفرص الجديدة التي توفرها القطاعات التكنولوجية. كما يتناول أثر التغيرات المناخية ومتطلبات التحول الأخضر، وما يرتبط بهما من فرص ومخاطر على اقتصادات المنطقة. هذه التحولات تتطلب مراجعة سياسات التشغيل والتعليم والتدريب لتطوير المهارات بما يتناسب مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة.

يتكون التقرير من خمسة فصول رئيسية، تشمل تحليل ديناميكيات العرض والطلب على العمل، وتقييم الأطر المؤسسية لسوق العمل، وتأثير التغير المناخي، بالإضافة إلى تداعيات التحول الرقمي. كما يقدم مجموعة من السياسات العملية والرؤى المستقبلية التي تدعم كفاءة وشمولية أسواق العمل العربية.

تعد هذه الجهود المشتركة بين المؤسسات العربية نموذجًا للعمل العربي الموحد، حيث يسعى التقرير إلى تقديم رؤى مستقبلية تساعد الدول العربية على مواجهة التحديات المتسارعة، من خلال تبني سياسات مرنة وشاملة تدعم التحول الهيكلي وتحقق التوازن بين النمو الاقتصادي والاستقرار المجتمعي.