شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا يوم الجمعة، حيث وصلت إلى أعلى مستوى لها خلال سبعة أسابيع، وذلك بسبب توقعات تشير إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة في العام المقبل، بعد أن أبدى البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي موقفًا أقل تشددًا مما كان متوقعًا، بينما تراجع الدولار إلى أدنى مستوياته منذ ثمانية أسابيع.

سجل سعر أونصة الذهب زيادة بنسبة 0.8%، ليصل إلى 4317 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ 21 أكتوبر الماضي، ومع ذلك، هناك توقعات بتصحيح وشيك قد يدفع السعر دون 4200 دولار.

استمر الذهب في الارتفاع لليوم الرابع على التوالي، بعد أن تمكن من الخروج من نطاق التداول العرضي الذي خيم على السوق خلال الأسبوعين السابقين، وفي المقابل، يعاني الدولار من انخفاض للأسبوع الثالث على التوالي مقابل سلة من العملات الرئيسية، مما ساهم في دعم أسعار الذهب بسبب العلاقة العكسية بينهما.

تشير التحليلات إلى أن الذهب يظهر علامات إيجابية بعد انتهاء اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي، حيث يدعم توقعات المستثمرين بأنه قد يتم خفض أسعار الفائدة مرتين العام المقبل، على الرغم من أن التوقعات الرسمية تشير إلى خفض واحد فقط.

قام البنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض سعر الفائدة للمرة الثالثة هذا العام بمقدار 25 نقطة أساس، وهو قرار قوبل بآراء متباينة بين الأعضاء، وقد أشار رئيس البنك جيروم باول إلى أن أي تخفيف إضافي في السياسة النقدية يعتمد على مؤشرات واضحة تشير إلى انخفاض التضخم وتراجع سوق العمل.

علاوة على ذلك، بدأ البنك الفيدرالي في عمليات تيسير كمي، حيث يشتري سندات خزانة قصيرة الأجل بمعدل 40 مليار دولار شهريًا، مما يزيد من السيولة في الأسواق ويقلل من العائد على السندات الحكومية، وهذا يعتبر إيجابيًا بالنسبة للذهب لأنه يقلل من تكلفة الفرصة البديلة.

تستمر تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب، إلى جانب نقص المعروض الفعلي من الذهب، وتوقعات خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، جميعها عوامل تدعم أسعار الذهب على المدى القصير إلى المتوسط.

هناك أيضًا توقعات بأن كيفن هاسيت، المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، قد يتولى رئاسة البنك الاحتياطي الفيدرالي العام المقبل، مما قد يدعم استمرار سياسة خفض أسعار الفائدة، وبالتالي توفير بيئة إيجابية للذهب.