تشير الأرقام الأخيرة إلى أن صادرات الصناعات الغذائية المصرية حققت نجاحًا ملحوظًا، حيث بلغت قيمتها حوالي 5.8 مليار دولار خلال الأشهر العشرة الأولى من هذا العام، مما يقترب من إجمالي صادرات العام الماضي التي بلغت نحو 6 مليارات دولار، وهذا يعكس تحسنًا كبيرًا مقارنة بالعام السابق الذي سجل صادرات بقيمة 5 مليارات دولار، مما يدل على أن القطاع يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق زيادات مستمرة.
محمود بزان، رئيس المجلس التصديري للصناعات الغذائية، أكد أن المجلس يعمل على تمكين المصدرين وتعظيم القيمة المضافة من خلال التركيز على ثلاثة محاور رئيسية، أبرزها الجودة، حيث يلعب الدكتور طارق الهوبي، رئيس الهيئة القومية لسلامة الغذاء، دورًا حيويًا في تحسين جودة المنتجات، مشيرًا إلى أن التصدير اليوم يتطلب الالتزام بمعايير جودة صارمة تفرضها الأسواق الدولية.
كما أشار بزان إلى أن التحسن في جودة المنتج المصري يعكس التطور الملحوظ في نظام الرقابة والتحليل، حيث ساهمت الهيئة القومية لسلامة الغذاء في تعزيز الثقة في المنتجات المصرية وتقليل المشكلات التي كانت تعيق التصدير سابقًا، مضيفًا أن أي شكوى كانت تؤدي إلى توقف صادرات كاملة.
جاءت هذه التصريحات خلال فعاليات المعرض التجاري الدولي للأغذية والمشروبات “فوود افريكا” الذي شهد حضورًا كبيرًا من رجال الأعمال والخبراء، حيث تم مناقشة العديد من القضايا المتعلقة بقطاع الصناعات الغذائية.
بزان كشف عن مشاركة مصر في معرض “أنوجا”، حيث أبدى مدير المعرض إعجابه بتحسن جودة المنتجات المصرية، مما أدى إلى زيادة مساحة الجناح المصري، وهو ما يؤكد نجاح الجهود المبذولة لتحسين الجودة والالتزام بالمعايير.
كما تحدث عن أهمية فتح أسواق جديدة للمنتجات المصرية في الاتحاد الأوروبي وأفريقيا، حيث سجلت صادرات الصناعات الغذائية إلى أفريقيا حوالي نصف مليار دولار، مما يدل على نجاح المنظومة الحالية وقدرتها على النمو.
القطاع شهد قفزة كبيرة في صادراته، حيث ارتفعت من 3.5 مليار دولار في 2020 إلى ما يقارب 7 مليارات دولار حاليًا، وهذا نتيجة للتعاون بين القطاعين الخاص والحكومي، مما يعكس قوة القطاع وقدرته على المنافسة في الأسواق العالمية.
بزان أكد أن المعارض الدولية تمثل أداة استراتيجية لتعزيز الثقة في المنتجات المصرية، مشددًا على أهمية تعزيز القيمة المضافة للمنتجات وبناء العلامات التجارية المصرية لرفع القدرة التنافسية في الأسواق العالمية.
كما أشار إلى ضرورة تبني رؤية جديدة لتعزيز ثقة المنتجين والمستهلكين، والتعامل باحترافية أكبر مع متطلبات التصدير، مضيفًا أن التحديات تكمن في طبيعة المنتجات الغذائية التي تحتاج إلى فترات صلاحية محدودة، مما يتطلب وجود دعم قوي لتقليل المخاطر.
ختامًا، بزان أكد على أهمية المعارض التجارية والبعثات التجارية كآلية أساسية لدعم التصدير، مشيرًا إلى أن المجلس يعمل على تكثيف هذه الجهود لتحديد الفرص الحقيقية في الأسواق الواعدة، مما يضمن عوائد واضحة للشركات المشاركة.