في عالم السينما، يبرز فيلم “ثريا حبي” للمخرج نيكولا خوري كواحد من أبرز الأعمال الوثائقية التي شهدها مهرجان القاهرة في دورته الأخيرة، حيث نال جائزة أفضل فيلم وثائقي، ويشير خوري إلى أن التحديات التي واجهها في هذا الفيلم كانت معقدة، فالتحدي الأول كان يتعلق بإقناع ثريا بالمشاركة، لكن الأهم كان احترام حدود مشاعرها وتجاربها التي كانت مدفونة في أعماقها قبل أن تسمح للكاميرا بالدخول إلى عالمها، وفي مرحلة المونتاج، واجه خوري تحديًا آخر بسبب كمية المواد التي جمعها، حيث تجاوزت 150 ساعة من الأحاديث والمشاعر، وهو ما جعل عملية الاختيار صعبة للغاية.

رحلة داخل عالم ثريا

فيلم “ثريا حبي” هو عمل وثائقي لبناني-قطري، مدته 81 دقيقة، يأخذنا في رحلة عميقة إلى عالم الفنانة ثريا بغدادي، حيث يستعيد الفيلم علاقتها مع زوجها الراحل، المخرج الكبير مارون بغدادي، بعد مرور ثلاثة عقود على رحيله، ويعتمد الفيلم على لقطات من فيلم “حروب صغيرة” الذي وثق لحظة لقائهما الأول، بالإضافة إلى أرشيفات شخصية ومقابلات تكشف تفاصيل حياتها الداخلية.

استكشاف الذاكرة والحداد

يركز الفيلم على العلاقة التي تربط ثريا بجسدها بعد سنوات من الرقص والتأمل، كما يتناول موضوع الحداد واستعادة الذاكرة بطريقة شاعرية، حيث ينسج بين الماضي والحاضر في سرد بصري حميم، ويعكس الفيلم مسيرة حياة مليئة بالتجارب والمشاعر، وقد كانت لجنة تحكيم مسابقة أفضل فيلم وثائقي مؤلفة من شخصيات بارزة مثل جولي بيرجيرون وبسام مرتضى وعلا سلامة، مما يبرز أهمية الفيلم في الساحة الفنية والثقافية.