نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
استزلام عرب الشمال والرقص على جحود السعودية - صوت العرب, اليوم الاثنين 25 نوفمبر 2024 01:57 صباحاً
والبشر ديوك آدمية تتصارع. تنتهي حرب هنا، فتبدأ أخرى هناك. وعلى الرغم من التقدم العلمي لا يزال العالم على المستوى الإنساني كأنه لم يخرج من العصر الحجري. والحديث للشاعر والأكاديمي اللبناني عيسى مخلوف.
والحرب التي يصنعها الأغنياء والأذكياء، و يخوضها الفقراء والأغبياء، بالنسبة للبعض، كسيدة فاتنة في سوق لا يدخله إلا مرتادوه. وفي منظور آخر، تلك السيدة كقطعة حلوى، أمام بوابة مدرسة.
بمعنى مختصر، أن من يسيل لعابهم من لوردات حرب وفساد، وتجار دم، يرون حالة الشتات كوجه تلك السيدة الجميلة.
إنها الفرصة السانحة لهم لتصدر المشهد، وتصفيق الجماهير البائسة، التي تعيش على الهتافات وتبجيل الزعيم "أبو عمامة".
والتاريخ دون أدنى شك يكتبه المنتصر. ولدى البعض روايته الخاصة، بأن حتى المهزومون لهم مساحتهم الخاصة من التاريخ، يشكلونه حسب ما يعتبرونه مطابقا للأهداف والمستخلصات النهائية.
وحتى التائهون يجدون مناخا خاصا في تدوين التاريخ بعيدا عن كونه صنيعة الزيف والدجل، كما هو حال الثائرين المجاهدين في الجزء الشرقي من العالم العربي. والثائرون الذين أعنيهم، هم المناضلون ضد المملكة، سواء في العلن أو في الخفاء.
في الحقيقة لم أكن أنوي الكتابة عن هذا الأمر، باعتباره أشبع في التناول. لكن مصرع المسؤول الإعلامي في ميليشيا حزب الله مؤخرا "والذي يمكن تصنيفه أنه ضمن الثائرين"، وليس أول أو آخر الأنذال من حيث الجحود، أثار حفيظتي، من ناحية أوراق ذكرياته في العاصمة الرياض، والتي عاش جزءا هاما من تكوينه على أرضها، وقد رمى بذلك مقابل منهجية متطرفة قوامها العمل المؤدلج في دهاليز الحزب الإرهابي، الذي استطاع تحوير شخصيته ونسف ماضيه، وفق إطار مذهبي مقيت.
بالنسبة لي هذا ليس مستغربا أو جديدا، لماذا؟ لأن هذا الصنف في أصله وأساسه، ينكر وطنيته الداخلية، التي بالضرورة أن تكتنزها أي نفس منضبطة.
فالوطن هو المرجع والمستقر، والكيان الجامع لشرائح كبرى من البشر.
صحيح أن هناك أيادي خفية تعتمد على سطوة المال والسلطة، تقوم بدور من وراء ستار، في دفع بعض السذج لرمي حجارتهم في المياه الراكدة. ماذا أقصد؟ أقصد أن هناك من هو مستفيد من تسليط أولئك الشرذمة لمواجهة وإنكار الاعتدال السياسي السعودي.
والدليل أن خصومة بعض شذاذ الآفاق ضد المملكة، تحولت في تموضعها من مواجهة ومناكفة الدولة، إلى رمي المجتمع السعودي بسهام الغدر الفارغة، والقدح في سلوكه وإرثه التاريخي. وهذا اسمه ووصفه كراهية نابعة من تربية معينة، تعتمد السواد والبغضاء نبراسا لها.
أتصور أن ازدواجية الإنكار والجحود والتنافر مع المملكة ككيان كبير بمجتمعه، تجاوزت الحالة الفردية، وتحولت إلى سمة خاصة ببعض الفئات المجتمعة في العالم العربي، ممن يقتاتون على محاولة التشويش ضدها، وقد أداروا ظهورهم للمنطق، وانتقلوا إلى واقع قائم على تشويه الحقائق وتزييف التاريخ.
قد يرى أحد أن ذلك نتيجة التشظي العربي، هذا غير صحيح، فالعرب عانوا ولا يزالون، من انقسامهم إلى معسكرات. وفي المقابل يلتزم عدد من دول المنطقة، كدول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، بفكرة الاعتدال في جانب، وفي آخر، لم تفرط يوما ما في القضايا العربية الساخنة، ولم تستهن بالدم العربي، الذي في جله سفك بأسباب حماقات حزبية، أو في إطار فكرة الديمقراطية الكاذبة، التي تقتنع بها بعض الدول الهشة في المحيط؛ إلا أن الرياض ومن منطلق إيمانها بثقلها السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وقبل ذلك الديني، حملت على عاتقها تلك المسؤوليات الأخلاقية، لمناصرة قضايا الأمة، بما فيها الخاسرة.
من خلال الحديث السابق، تذكرت أن أحدا طالب يوما بتقسيم قيمة بيع النفط السعودي على العرب. والجزائر والعراق، وعدد من دول الخليج على سبيل المثال دول عربية نفطية.
السؤال، لماذا لم يتم جمع الدول المذكورة، في تلك المنطقية، هذا إن منحنا التفاهة جانبا من التفكير الضيق؟ الجواب: ذلك نابع من حالة الكراهية المتوارثة ضد السعودية. قولا واحدا.
أعلم أن تلك الأصوات النشاز، هي نتيجة لحالة الاستبداد في دول عربية معينة، ولم تستطع – أي تلك الأصوات – مواجهة بطش الأنظمة التي ركعتها بالقوة، لذا كان نيشان سهامهم المسمومة تجاه المملكة، في صورة تجسد حالة النكران والجحود، ولكل أشكال السمو الذي فعلته مع العرب.
إن ممارسات بعض الفئات من العرب، ضد السعودية، ممن لا تسمع أصواتهم إلا تحت أقدامهم، هي صورة فجة، فارغة من المضمون والأخلاق والقيمة الإنسانية. وسيأتي يوم ليحاسبهم التاريخ، والتاريخ له حكم مؤجل ودين معجل.
سيمضي الوقت والسنين، وتصبح الاعتذارات الواجبة غير مجدية. حينها ستتبخر أنشودة السلام التي ينتظر الكثير أن تصدح فوق الأبنية، ليذهب للجحيم الحلم العربي؛ "وبالله صبوا وزيدوها هيل.. صبوها للنشامى على ظهور الخيل".
إلى ذلك الحين، لا مانع من "الاستزلام".. و الرقص على الحبال؛ بإيقاع جحود السعودية.
أخبار متعلقة :