تراجعت الأسهم في الأسواق الآسيوية اليوم الأربعاء، وذلك في ظل حالة من الحذر قبل أن يعلن مجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قراره بشأن أسعار الفائدة، حيث تعرضت الأسواق الصينية لضغوط إضافية بسبب مؤشرات تشير لاستمرار الضغوط الانكماشية، وتأتي هذه التحركات في ظل تداولات متباينة في بورصة “وول ستريت” حيث تراجعت الأسهم الأمريكية بشكل طفيف بسبب نفس حالة الحذر.
الأسواق الصينية تحت الضغط
في الصين، انخفض مؤشر “سي إس آي 300” بنحو 0.9% ومؤشر “شنجهاي المركب” بنسبة 0.7%، بينما تراجع مؤشر “هانج سنج” في هونج كونج بنسبة 0.4%، وأظهرت بيانات حكومية ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين على أساس سنوي في نوفمبر، ولكنه انكمش مقارنة بالشهر السابق، كما سجل مؤشر أسعار المنتجين تراجعاً للشهر الثامن والثلاثين على التوالي، مما يعزز المخاوف من استمرار الضغوط الانكماشية في ثاني أكبر اقتصاد على مستوى العالم.
الآثار على الأسواق العالمية
هذا الوضع أثار قلقاً أكبر بشأن وتيرة النمو في 2026، حيث يعكس ضعف الطلب المحلي الذي يعتبر محركاً رئيسياً للنشاط الاقتصادي، ورغم تعهد المكتب السياسي للحزب الحاكم في الصين بتقديم المزيد من إجراءات التحفيز المالي، إلا أن هذه الوعود لم تقدم دعماً يذكر للسوق، كما تأثرت الأسهم الصينية بخسائر قوية في أسهم الشركات التقنية بعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب السماح لشركة “إنفيديا” ببيع رقائق ذكاء اصطناعي متطورة في الصين.
توجهات الأسواق الأخرى
في اليابان، تراجع مؤشر “نيكي 225” بنسبة 0.3% بينما ظل مؤشر “توبكس” مستقراً، وأظهرت بيانات حديثة أن التضخم في أسعار المنتجين باليابان لا يزال مرتفعاً، مما زاد من التكهنات حول احتمالات رفع بنك اليابان لأسعار الفائدة في اجتماعه المرتقب هذا الشهر، خصوصاً بعد تصريحات حاكم البنك الذي أشار إلى دراسة هذا الخيار في ظل التضخم المستمر.
بقي مؤشر “إيه إس إكس 200” الأسترالي دون تغيير، بعدما تبنى الاحتياطي الأسترالي لهجة متشددة في اجتماعه الأخير، حيث قللت الحاكمة ميشيل بولوك من توقعات خفض الفائدة، بينما تراجع مؤشر “ستريتس تايمز” في سنغافورة بنسبة 0.3%، واستقر مؤشر “كوسبي” في كوريا الجنوبية، أما الهند فقد شهدت ارتفاعاً طفيفاً في مؤشر “نيفتي 50” بعد هبوط حاد في الجلسات السابقة نتيجة خسائر شركة “انديجو”، أكبر شركة طيران في البلاد، والتي تراجعت بنحو 8% هذا الأسبوع وسط أزمة تشغيلية مستمرة.

