في تطور لافت، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداده للتخلي عن منصبه مقابل حصول بلاده على عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو).
هذا الطرح، الذي جاء خلال مؤتمر صحفي عشية الذكرى الثالثة للحرب الروسية الأوكرانية، يسلط الضوء على مساعي كييف لإيجاد تسوية تضمن أمنها القومي في مواجهة موسكو.
غير أن هذه الخطوة تعكس أيضًا التحولات في المشهد السياسي الأوكراني، حيث لم يعد الصراع يقتصر على الميدان العسكري، بل بات يشمل مقايضات سياسية كبرى قد تعيد رسم خريطة التوازنات الدولية. السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل ستقبل القوى الدولية، خصوصًا موسكو وواشنطن، بهذا الطرح؟
الرد الروسي لم يتأخر، إذ أكد الرئيس فلاديمير بوتين خلال خطابه بمناسبة “يوم المدافعين عن الوطن” أن بلاده ستواصل تعزيز قدراتها العسكرية، مشددًا على أن “موسكو لن تتخلى عن الأراضي التي قرر سكانها الانضمام إلى روسيا”.
هذا التصريح يأتي في سياق تصاعد التوتر بين روسيا والغرب، حيث ترى موسكو أن توسيع الناتو باتجاه الشرق يشكل تهديدًا وجوديًا لأمنها القومي. وعليه، فإن أي حديث عن انضمام أوكرانيا للحلف لن يكون مجرد مسألة سياسية، بل يمثل خطًا أحمر في الاستراتيجية الروسية، وهو ما قد يجعل مقترح زيلينسكي محفوفًا بالتعقيدات الجيوسياسية.
في الوقت ذاته، تتجه الأنظار إلى واشنطن التي تسعى لعقد اتفاق استراتيجي مع كييف بشأن المعادن النادرة، وهي موارد تقدر قيمتها بحوالي 350 مليار دولار في المناطق التي تسيطر عليها روسيا حاليًا.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان قد صرح بأن “أوكرانيا بحاجة لتقديم شيء مقابل الدعم المالي الأميركي”، وهو ما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت الإدارة الأميركية ستستخدم هذا الملف كورقة ضغط على كييف للقبول بتسوية سياسية معينة.
من جهة أخرى، أشار المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى أن اتفاق المعادن بين الولايات المتحدة وأوكرانيا قد يُحسم خلال الأسبوع الحالي، وهو ما قد يعزز موقف كييف اقتصاديا في مرحلة ما بعد الحرب، لكنه قد يواجه عراقيل بسبب التداخلات السياسية والعسكرية المستمرة.
المصدر : صدي البلد