تشير تقديرات قانونية وإعلامية إلى أن المنطقة قد تدخل مرحلة جديدة من التوترات التي قد تستمر لعدة سنوات، حيث أكد المحامي الإسرائيلي إيتاي إبشتاين أن الحكومة الإسرائيلية تستعد لسنوات من الأعمال العدائية بين عامي 2026 و2029، ويعتقد أن النقاش السريع حول الموازنة الحكومية يعكس استعدادات سياسية وعسكرية لاحتمال اندلاع مواجهة كبيرة في فلسطين والمنطقة.

استعدادات أمنية متزايدة

تتوقع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن الهدوء الأمني لا يزال بعيد المنال، ورغم تراجع مستويات التهديد، إلا أن الجبهات تظل مفتوحة، مما يستدعي رفع الجهوزية الأمنية، وتسعى إسرائيل لتموضع طويل الأمد في غزة وسوريا ولبنان، حيث تهدف هذه الاستراتيجية إلى ردع الخصوم ومنع إعادة تشكيل القدرات العسكرية للفصائل.

محادثات في لبنان تحت رعاية أمريكية

في لبنان، بدأت محادثات مباشرة تتعلق بالتعاون والاتفاقيات المدنية تحت رعاية أمريكية، حيث تهدف هذه المناقشات إلى وضع آليات تضمن عودة السكان غير المنتمين إلى حزب الله إلى بلداتهم، ورغم ذلك، أكدت إسرائيل أن نقاط الاحتكاك مع حزب الله ستظل كما هي في المدى القريب والبعيد، مما يعكس رغبتها في تثبيت الوضع القائم.

التعقيدات في سوريا

على الجبهة السورية، تبرز تعقيدات جديدة مع وجود ضغط أمريكي يدعو إسرائيل لتجنب الاحتكاك بقوات الرئيس أحمد الشرع، والسماح لها بالتحرك ضد الفصائل المدعومة من إيران، هذا الضغط يجعل من الصعب على تل أبيب إدارة التصعيد، خاصة مع استمرار التموضع الإيراني في سوريا، ما قد يؤدي إلى تفجر الأوضاع في أي لحظة.

تحركات في غزة

في غزة، تستمر التحركات الأمريكية لإطلاق المرحلة الثانية من خطة ترامب، التي تهدف إلى تسليم حركة حماس السلطة والسلاح تمهيدًا لانسحاب الجيش الإسرائيلي، في الوقت نفسه، تعزز إسرائيل انتشارها الميداني في المنطقة الخضراء شرق غزة، ويشير عناصر القوات الإسرائيلية إلى استمرار محاولات حماس لجمع المعلومات، مما يعزز قناعة القيادات الأمنية بأن المواجهة المقبلة مسألة وقت.

مع هذا المشهد المتشابك، تبدو المنطقة أمام مرحلة مرشحة للتصعيد، حيث تتداخل الضغوط السياسية والميدانية، وتستعد إسرائيل لمواجهة طويلة على أكثر من جبهة حتى عام 2029.