في تطور جديد للأوضاع في السودان، أعلنت ميليشيا الدعم السريع عن إدانتها لما وصفته بـ”الهجوم” على معبر أدري الحدودي مع تشاد، مشيرة إلى أن هذا الهجوم يشكل تهديدًا خطيرًا لقدرة المنظمات الإنسانية على تقديم المساعدات الضرورية في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة إنسانية خانقة، حيث أكدت قوات الدعم السريع أن المعبر تحت سيطرتها منذ بداية النزاع، وأنها ملتزمة بتسهيل مرور المساعدات الإنسانية عبر هذا المعبر، محذرة من أن أي محاولة لاستهدافه ستؤدي إلى تفاقم المعاناة الإنسانية في مناطق النزاع.

أهمية معبر أدري

يعتبر معبر أدري من الممرات الحيوية التي تساهم في إيصال المساعدات الإنسانية إلى إقليم غرب دارفور والمناطق المحيطة، حيث تستخدمه وكالات الإغاثة الدولية بشكل دوري لنقل الغذاء والدواء إلى المدنيين المتضررين، وقد أعلنت الحكومة السودانية عن تمديد فتح المعبر حتى نهاية عام 2025 لتسهيل مرور قوافل المساعدات، ولكن مع تزايد الاستهدافات، أصبح هذا الدور مهددًا، مما قد يمنع المنظمات من تقديم المساعدات الحيوية في ظل الظروف الصعبة في دارفور.

تشير التقديرات إلى أن النزاع المستمر منذ عام 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قد أسفر عن نزوح ملايين الأشخاص داخل السودان وخارجه، مع تدهور حاد في الأمن الغذائي وارتفاع معدلات الفقر والجوع، وبالتالي، فإن تعطيل استخدام معبر أدري يمكن أن يؤدي إلى انهيار الأوضاع الإنسانية، حيث تعتمد آلاف العائلات النازحة على المساعدات العابرة لهذا المعبر لتلبية احتياجاتها الأساسية.

تبعات عرقلة عمل الإغاثة

دعت منظمات دولية إلى ضرورة إبقاء معابر مثل أدري مفتوحة، محذرة من العواقب الوخيمة لحرمان النازحين من الغذاء والدواء، ووفقًا لقوات الدعم السريع، فإن استهداف المعبر يُعتبر خيانة لقيم العمل الإنساني، محملة المسؤولية للجهة المنفذة، حيث أن أي تعطيل للمعبر سيزيد من معاناة المدنيين ويضعف فرصهم في النجاة.

مع تفاقم الأزمة الإنسانية في مناطق النزاع، يعتمد الكثيرون على قوافل الإغاثة العابرة لمعبر أدري لتأمين الحد الأدنى من احتياجاتهم، لذا فإن أي تعطيل لهذا المعبر قد يضع الآلاف في دائرة الخطر ويزيد من مأساة النزوح والجوع، مما يجعل من الصعب على المنظمات الإنسانية أداء مهامها في بعض المناطق.